تتصاعد وتيرة الغضب والاحتجاج الجماهيري من قبل المقدسيين داخل باحات المسجد الاقصى يوماً بعد يوم نتيجة إجراءات الإحتلال التعسفية التى تقضي إلى التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى والذي جاءت صراحة على لسان بنيامين نتنياهو من خلال إقرار حكومته تقسيم المسجد الأقصى على مرحلتين متتاليين والتي تتضمن المرحلة الأولى ملاحقة التواجد الديموغرافي الفلسطيني داخل باحات المسجد الأقصى من خلال إعتقال واستهداف طلبة العلم والخطباء والمرابطين والمرتبطات واستحداث قانون يعمل على معاقبة راشقي الحجارة .
وأما عن المرحلة الثانية فهي تحديد موعد زماني لليهود بالسماح لهم بدخول المسجد الأقصى مع منع الفلسطينيين بدخوله بتلك الساعات التى سيقررها الاحتلال على غرار ما حدث بالمسجد الإبراهيمي بالخليل.
ففي ظل ما يعانيه الواقع الساسيي الفلسطيني من حالة انقسام على ذاته بفعل الإختلافات السياسية وعدم وجود قواسم مستركة لعودة اللحمة الواحدة والمصالحة الداخلية وكذلك عدم وجود بوادر قادمة للأفق السياسي الفلسطيني على صعيد المفاوضات الفلسطينة الاسرائيلية بعد مرور اثنان وعشرون عاماً على اتفافية اوسلو التي لم تحدث أي تغيير ملحوظ وفعلى على المستوى التفاوصي وبقيت تراوح نفسها مع أنه كان من المفترض بعد توقيع الاتفاقية بأربعة أعوام يتم الاعلان عن قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران بعاصمتها القدس الشرقية.
فما يدور من أحداث متلاحفة ومتصارعة على صعيد المسجد الأقصى هي محاولة من الاحتلال المتمثلة بحكومته اليمينية المتطرفة بالعمل على افراغ الأقصى من محتواه الديني للفلسطينيين والمسلمين. وجعله بمثابة مكان أثري وحضاري يرتاده السياح ويشاهدوا ويطلعوا على معالمه الأثرية التي شيدت بالعصور السابقة .
وهنا وفي ظل غياب الأفق السياسي الفلسطيني وانشعاله بالانقسامات والمشاحنات الداخلية وعدم المشاركة الفعلية والجادة للأحزاب السياسية الفلسطينية بما يتعلق بالمسجد الأقصى وما يمر به من أحداث تؤسس لتهويده بكل ما تعني الكلمة من معنىً وكذلك ناهيك عن حالة الفتور التي أصبح تتسم بها الجماهير الفلسطينية بشطري الوطن من عدم مواكبة التطورات السياسية التي تعصف بما تبقي بالوطن المحتل من خلال عدم المشاركة الفاعلة لما يتعرض له المسجد الأقصى على وجه الخصوص وما يدور من أحداث متلاحقة وهامة تتطلب منه الوقوف أمام مسؤولياته والتزامه الوطني من تلك الأحداث والمعطيات الناجمة عن اجراءات الاحتلال وقطعان مستوطنيه التعسفية مرورا بحالة الانقسام والخصام السياسي البغيض الذي أودى بقضيتنا ورمزيتها النضالية إلى مهب الرياح.
وفي سياق النزاعات الاقليمبة العربية التي جاءت على غرار ما يسمى بثورات الربيع العربي نجد بأن الحكومات العربية والاقليمية وشعوبها ليست بقادرة على رفع رأسها من كثرة ما تعانيه من ويلات وكوارث وحروب ستجعل من الواقع العربي بالقريب القادم مقبرة لشعوبها وبلاد الغرب ملاذاً آمنا لابناؤها.
فحالة فقدان الثقة والمصداقية من الانتماء الديني والقومي للشعوب العربية بفعل بعض حكوماتها وبعض الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تقوم على تشويه صورة الدين ومعتقداته وخلق فجوة صراع نفسية كبيرة بين الإنسان العربي وذاته تجعل عدم وجود اهتمام ولا مبالاة لما بتعرض له المسجد الأقصى مهبط السماوات الدينية وثالث الحرمين الشريفين وخاصة ونحن نستقبل شعائر موسم الحج العظيم.
وفي حديثنا عن حالة المجتمع الدولي وتغاعله حول ما يدور على الساحة الفلسطينية نجده لا يكثرث كثيراً ويمر مرور الكرام نتيجة قضاياه السياسية والإقتصادية والإجتماعية فهو ليس بأحسن حال من المجتمعات العربية وخاصة بعد التدفق الكبير لجموع اللاجئين العرب الفاريين من ويلات حروب بلادهم وما سوف ينعكس من تغيرات سياسبة واقتصادية واجتماعية على مستوى هذه الدول.
وفي ظل ما سبق ذكرة من معطيات ومتغيرات إذ لم نفق ونصحو كفلسطينيون من غيبوبة الإنقسام ومرض الخصام والتحام الجسد الواحد بالوحدة والوئام وتفعيل الدور العربي والاسلامي من أجل نصرة المسجد الأقصى ومناشدة واستقطاب المجتمع الدولى لصالح قضايانا العادلة سوف نفيق جميعاً باكراً على تهويد المسجد الأقصى وكأنه بخبر كان.
وحينها نرفع شعار ... الأقصى اليوم قد مات وكان بالأمس يحتضر فلا صلاح الدين قد عاد و لا نحن في عهد عمر.