شمس نيوز / عبدالله عبيد
"تدمير المسجد الأقصى" هو الشغل الشاغل للحركة الصهيونية العنصرية وللجماعات اليهودية المتطرفة، التي تحاول الانقضاض عليه بين الفينة والأخرى من أجل تحقيق هدفها الرامي إلى إقامة هيكل سليمان على أنقاضه.
فكرة الدعوة إلى تدمير الأقصى تنغرس عميقاً في الإرث اليهودي، وهذا ما يفسر حماس الكثير من الجماعات اليهودية للمس بالمسجد الأقصى، وهذا الذي يمثل مسوغاً لظهور الكثير من التنظيمات اليهودية التي تعمل من أجل إزالة المسجد.
ومن المتطرفين الذين يدعون جهاراً إلى تدمير المسجد الأقصى الحاخام (يهودا جليك)، الذي يرأس تيارا صهيونيا عريضا يطالب بسحق الأقصى وإقامة كيان يهودي مكانه، حيث يستعد البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" لاستيعابه كعضو جديد.
رأس أولوياتهم
الخبير في الشؤون الإسرائيلية، صالح النعامي يرى أنه "رغم أن قادة الاحتلال يؤكدون أن السماح بالمس بالمسجد الأقصى يمكن أن يفضي إلى حدوث زلزال أمني وسياسي كبير، إلا أنهم لا يحركون ساكناً من أجل منع النخب التي تنادي صراحة بالمس بالحرم القدسي الشريف، بل جعلت هذا الهدف على رأس أولوياتها".
وبيّن النعامي لـ"شمس نيوز"، أن الدليل على هذا الشيء هو أن البرلمان الصهيوني (الكنيست) يستعد حالياً لاستيعاب عضو جديد هو الإرهابي الحاخام يهودا جليك، وهو من أشد المتطرفين الذين يتمنون أن تقوم مجموعة من الطيارين الصهاينة بقصف كل المساجد التي تتواجد داخل باحات الأقصى مرة واحدة".
وشدد على أن تحقيق الخلاص اليهودي "بحسب عقيدتهم" يتمثل في تدمير المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن قادة الاحتلال يشجعون الجماعات الإرهابية اليهودية على مواصلة مخططاتها ضد الأقصى.
وأضاف: تدل كل المؤشرات على أن التنظيمات الإرهابية اليهودية تراهن على قيام عسكريين صهاينة باستغلال تغلغلهم في الجيش من أجل القيام بتفجير المسجد الأقصى".
وأنهى قائلاً: العنوان على الجدار، والصهاينة لا يظهرون فقط نواياهم، بل يبدون في سباق مع الزمن؛ من أجل الوفاء بكل المتطلبات التي يمكن أن تؤدي إلى تدمير الأقصى".
تفجير الأقصى
وكان الرئيس الصهيوني رؤفين ريفلين حثّ اليهود على التوجه والصلاة في المسجد الأقصى، داعياً قوى الأمن الصهيونية لتوفير الحماية لليهود الذين يرغبون في الصلاة في بالمسجد بوصفه "المكان الأكثر قدسية لليهود"، على حد تعبيره.
وأكد رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي "الشاباك" الأسبق كارمي غيلون أن تسلل المتدينين اليهود المتطرفين لسلاح الجو الصهيوني يكتسب خطورة كبيرة، على اعتبار أنهم طيارون يؤمون بفكرة دور تدمير المسجد الأقصى في جلب الخلاص اليهودي، ويمكن أن تقنعهم باستخدام طائراتهم في قصف الحرم القدسي.
وحسب غيلون، فإن الطيارين الذين سيعملون تحت تأثير الحاخامات يمكن أن يقدموا على قصف الأقصى، تحديداً أثناء صلاة الجمعة، من أجل قتل أكبر عدد من المصلين.
محاولات تكتيكية
ما بات يبعث على مزيد من القلق هو تنامي عدد المنظمات والجماعات والأفراد الذين يخططون باستمرار وإلحاح للنيل من أولى القبلتين ، وهدمه أو هدم أجزاء منه، بحسب الدكتور حسن خاطر، الخبير في الشؤون المقدسية.
وقال خاطر لـ"شمس نيوز": إن الصورة المستقبلية للأقصى بأجزائها الإسرائيلية والإسلامية باتت واضحة تماما، فمن الزاوية الإسرائيلية أصبحت التفاصيل معروفة"، لافتاً إلى أن هناك جماعات يهودية متطرفة يزداد عددها ويعلو صوتها يوما بعد يوم ، قد تختلف في ترتيباتها ووسائلها، إلا أنها تلتقي كلها على هدف تدمير الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.
وأضاف: إسرائيل شرعت فعليا في السعي نحو هذا الهدف، وإن كانت تبدو محاولاتها الأولى غير موفقة، إلا أنني أظنها محاولات تكتيكية يسعى البعض منها إلى قياس ردود الأفعال المختلفة"، موضحاً أن الجهات الرسمية الإسرائيلية الممثلة في الدولة وأجهزتها، تلعب حسب الصورة دور الحامي للمقدسات الإسلامية أمام المجتمع الدولي فقط.
وأعرب الخبير المقدسي عن قلقه الشديد على مستقبل المسجد الأقصى هذه الأيام، "ففي كل يوم بتنا نسمع تصريحا جديدا لمسؤول أمني أو سياسي يحذر من المخاطر التي باتت تهدد هذا المسجد الإسلامي المقدس ، وعلى يد من؟ على يد الجماعات اليهودية المتطرفة".
وكان المعلق الإسرائيلي بن كاسبيت، قال إن كل المؤشرات تدلل على أن الجماعات اليهودية ستسعى لتفجير المسجد الأقصى، محذراً من أن اليهود الذين يؤمنون بضرورة تدشين الهيكل على أنفاض المسجد الأقصى باتوا يشكلون قطاعاً واسعاً من المجتمع الصهيوني.
وتسود حالة من التوتر الشديد معظم أنحاء مدينة القدس المحتلة، في الوقت الذي حوّلت فيه قوات الاحتلال القدس القديمة، منذ فجر أمس الجمعة، إلى ما يشبه الثكنة العسكرية لجيشها.