قائمة الموقع

خبر مرضى سرطان الدم بغزة.. الصندوق الأسود!!

2015-09-20T11:15:13+03:00

شمس نيوز/عبدالله مغاري

ليس جديدا الحديث عن الوضع الصحي المتأزم في قطاع غزة، ولا يخفى على أحد الوضع الصعب الذي يمر به مرضى السرطان بأنواعه المختلفة, نتيجة الحصار الإسرائيلي من جهة ,والمناكفات السياسية من جهة أخرى ,وكما أنه من المعلوم أن مريض السرطان يبدأ رحلة علاج يقضي معظم وقتها متنقلاً بين مستشفيات غزة والضفة والداخل المحتل.

من بين مئات الحالات المرضية المصابة بالمرض ذاته قي غزة ,توجد فئة ممن أصيبوا بمرض سرطان الدم "اللوكيميا" والذي يتم التعامل معه بطرق مختلفة أكثرها شيوعا تلك التي يصرف لها علاج "قلايفك" والذي يعتبر من أكثر الأدوية تكلفة, حيث يصل سعر الكبسولة الواحدة 100 دولار أو أكثر، ويحتاج المريض لكبسولة واحدة يوميا, ويتراوح تعاطي المريض للعلاج ما بين ستة أشهر إلى ثلاثة أعوام، وذلك حسب وضعه الصحي، كما أن علاج المريض الواحد يكلف ما بين 2000و3000 دولار شهريا.

مهمة علاج "قلايفك "هي تقييد المرض ومنع انتقاله من مرحلة إلى مرحلة أكثر خطورة, وقد يعمل على شفاء المريض في حال ساعده نفسيا في ذلك ,هذا النوع من العلاج والذي تعتمد عليه نسبة كبيرة من مرضى "اللوكيميا" في غزة لم يصرف للقطاع المحاصر منذ أكثر من شهرين ما جعل المرضى يدخلون صراعا جديدا مع المرض، ليكونوا شهودا على مراحل موتهم البطيء.

ليس باليد حيلة

لم يترك المواطن سلام جمال صوالي، والذي يعاني من سرطان في النخاع وتضخم في الطحال يصل إلى 22سم ,أي باب إلا وطرقه في محاولة منه للحصول على علاج "القلايفك "والذي لم يُصرف له منذ شهرين ليبدأ بطرق باب مستشفى الشفاء وينتهي بطرق باب أهل الخير ولكن دون فائدة .

يروي "صوالي "الذي يسكن مدينة خان يونس جنوب القطاع مراحل معاناته لمراسل "شمس نيوز" قائلا: منذ شهرين لم أحصل على العلاج وطرقت كل الأبواب, طلبت تحويلة للخارج أربع مرات، وتم رفضها بسبب عدم توفر العلاج لدى المستشفيات "

ويضيف: الأطباء أبلغونا أن كل لحظة تمر دون أن تتلقوا العلاج ستفاقم من وضعكم الصحي وتؤدي ببعضكم إلى الموت, قام الدكاترة بصرف علاج "الترامادول" لنا للتخفيف من الألم الذي نشتكي منه".

لجأ المريض صوالي إلى أهل الخير ليساعدوه في توفير ثمن العلاج ليقوم بشرائه من مصر، لكن بلا فائدة، فتكلفة العلاج هناك تبلغ زهاء 14000جنيه شهريا.

ويطالب الصوالي -الأب لخمسة أطفال والعاطل عن العمل- أصحاب المسئولية في وزارة الصحة والحكومة بالعمل لإنقاذ حياته وإخراجه من دوامة الموت البطيء.

أرهقونا

المواطن  محمد طلب حسين (40 عاما) والذي يعاني المرض نفسه يعبر عن حالة الإرهاق النفسي التي يمر بها نتيجة عدم تناوله العلاج منذ أكثر من عشرين يوما, والتي ازدادت بعد إبلاغه من قبل الأطباء بأن ذلك يهدد حياته، ليقول لمراسل "شمس نيوز": لم يصرف لي العلاج منذ شهرين، كنت امتلك كمية محدودة ونفدت، منذ عشرين يوما أحاول الحصول على العلاج دون فائدة".

ولأن هذا النوع من المرض بحاجة إلى مقاومة المريض ومحاولته التعايش معه والتمتع بنفسية عالية حاول "حسين" منذ اكتشاف مرضه أن يكون كذلك، لكن انقطاع العلاج بدأ يؤثر على حالته النفسية وأصابه بإحباط شديد "وهذا ما قد يفاقم المرض لديه".

ويزيد المريض "حسين" بالقول"منذ أن أصابني المرض لم أفكر بهذا القدر من التفكير, أنا اليوم لا أنام الليل خوفا من أن أدخل مرحلة أخطر من المرض، حتى إنني أتخوف من إجراء الفحوصات".

ويسعى "حسين" للحصول على تحويلة علاج داخل إسرائيل بعد رفض مستشفى النجاح في نابلس  والمطلع في القدس استقبال حالته بسبب عدم توفر العلاج لديها، كما يطالب المسئولين بإخراجه من دوامة الصراع النفسي .

 المرض يتفاقم

الدكتور "هشام الجعيدي " أخصائي أمراض الدم والمتابع لمعظم حالات مرض اللوكيميا في مجمع الشفاء الطبي يؤكد على أن استمرار عدم تلقي المرضى لعلاج "القلايفك" يؤدي إلى تفاقم وضعهم الصحي ودخولهم مراحل خطرة من المرض، ما يعرض أصحاب المراحل الخطرة للموت".

وقال لـ"شمس نيوز": هؤلاء المرضى يعانون من مرض سرطان مزمن في النخاع، والمريض يمر بثلاثة مراحل، الأولى مرحلة مزمنة والثانية مرحلة تصارع والثالثة تحول مزمن وحاد بالدم".

وأضاف د. الجعيدي: علاج القلايفك يمنع تحول المرض من مرحلة إلى مرحلة أخطر، ولمنع انتقال المرض لمراحل الخطورة يجب تلقي العلاج، لأن انقطاع العلاج قد يؤدي للموت".

وأشار الطبيب المعالج إلى أن علاج القلايفك لم يصرف للمرضى منذ شهرين، وأكثر من عشرين حالة نفذ علاجها منذ تلك الفترة, لافتا إلى أن المريض وبالرغم من تلقيه العلاج، إلا أنه بحاجة إلى إجراء فحوصات دورية كل ستة أشهر للتأكد من نجاح العلاج.

ونوه الطبيب الجعيدي إلى أن مستشفى الشفاء قام بعمل تحويلات للمرضى للعلاج في الضفة المحتلة وإسرائيل، إلا أن المستشفيات رفضت استقبال الحالات بسبب تكلفة العلاج في إسرائيل وعدم توفره في مستشفيات الضفة.

مشكلة مالية

مدير عام المستودعات في وزارة الصحة برام الله، صالح التوابثة، يؤكد أن عدم توريد علاج "القلايفك " وبعض الأدوية الأخرى، متعلق بمشكلة مالية تعانيها الوزارة ,لافتا إلى أن مستشفيات رام الله تواجه نفس المشكلة .

وقال التوابثة لـ"شمس نيوز": المشكلة في غزة والضفة وليست في غزة وحدها، والمورد يريد ثمن الدواء ليورده إلى الوزارة, بمعنى أن المشكلة مالية والعلاج غير موجود لدينا ليتم توريده لغزة".

ولفت مدير عام المستودعات إلى أنه في حال وصلت الكميات المطلوبة من الدواء سيتم توريد حصة غزة إليها تلقائيا, منوها إلى أنه عندما يتم إرسال طلبية من غزة، يتم إرسال ما هو متوفر لدى الوزارة، وغير المتوفر لا يكون موجودا في مستشفيات رام الله أيضا.

وأشار إلى أن إدارة المستودعات تتواصل مع كافة الجهات المعنية وتلقت وعودا من وزارة المالية بتوفير المبلغ اللازم لتوفير حبوب "قلايفك" في أقرب وقت  .

 

 

اخبار ذات صلة