غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر إقامة الأعراس في الأقصى.. جهاد ورباط يغيظ الاحتلال

شمس نيوز / عبدالله عبيد

لم يكن اختياره للمكان والزمان لعقد قرانه على شريكة حياته عبثاً، بل إنه اختارهما بدقة عالية ليكون مختلفاً عن أي عريس آخر، كيف لا وحفل زفافه في أطهر بقاع الأرض التي باركها الله، ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، إنه المسجد الأقصى، أما الزمان فاختياره له كان في ظل الهجمة الشرسة من قبل سلطات الاحتلال على الأقصى الأسبوع الماضي.

محمد القزاز (24 عاماً)، من وادي الجوز بالقدس، عقد قرانه عند "باب الرحمة"، وهو أحد أبواب المسجد الأقصى المغلقة، يقول لـ"شمس نيوز": اختياري للمكان معروف، فهو المسجد الأقصى المبارك، حتى يبارك الله لنا في زواجنا، أما الزمان فعقدت قراني يوم الثلاثاء الماضي، وهو أول أيام ذي الحجة، حيث اشتدت هجمات الاحتلال في هذا العيد".

وأضاف القزاز: في هذا اليوم كان المسجد الأقصى يتعرض لأشد المواجهات والاقتحامات والاعتداءات المستمرة والتدنيس، لذلك صممنا أن يكون موعد الزفاف في هذا اليوم حتى نؤكد على إسلامية المكان وقدسيته".

العريس القزاز خرج برسالة مفادها أنه رغم زرع الاحتلال الحزن والأسى داخل المسجد الأقصى في مثل هذا اليوم، من خلال أسلحته وقنابله، إلا أنه أراد أن يزرع الفرح في قلوب المسلمين المقدسيين في ذات اليوم من خلال عقد قرانه بالمسجد الأقصى، حيث وزعت الحلويات والمشروبات وعم الفرح والسرور كما العادة في كل عرس فلسطيني.

وانتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة عقد قران الشبان المقدسيين وفلسطينيي الداخل المحتل وأهالي الضفة الغربية على الفتيات من داخل المسجد الأقصى، كنوع من التحدي ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول تفريغه من المسلمين والفلسطينيين.

فرحة لا توصف

أما عن سبب اختياره لمكان عقد قرانه عند باب الرحمة، أشار القزاز إلى أن باب الرحمة أحد أبواب الأقصى المغلقة، والذي يعتبر من المناطق الحزينة في الأقصى؛ لعدم وجود مصلين مسلمين عنده.

وتابع: لذلك اخترت هذا المكان غير المألوف، والسبب الرئيسي هو أن باب الرحمة ذلك المكان الذي يستقر عنده المستوطنون بعد اقتحاماتهم للمسجد".

وأشار إلى أن الفرحة التي غمرته وعروسه لا توصف لحظة كتب الكتاب من داخل المسجد الأقصى، الذي لا تخفى قدسيته على أحد، حسب القزاز.

عناء طويل

رُغم التَضييق ورغم قانون المنع الساري لدخول الفلسطينيين المرابطين المسجد الأقصى، تقدم الشاب محمد أسامة القواسمي وخطيبته سجى أبو زر ليصلا إلى مَدخل باب الناظر أحد أبواب الأقصى، إلا أن أحد أفراد الشرطة الإسرائيلية تعرض لهما.

تقول أبو زر لـ"شمس نيوز": منعني الجندي الإسرائيلي من الدخول للأقصى، إلا أنني صممت على الدخول، وبحثت عن مدخل آخر، وبفضل الله وبعد عناء طويل استطعنا الدخول للأقصى لعقد قراننا هناك".

وأشارت أبو زر إلى أن عريسها أسامة أقسم بأن لا يفوت فرصة لحماية المسجد الأقصى وأن يكون أحد المرابطين، بعد أن منعهما جيش الاحتلال من الدخول من باب الناظر.

الزواج في الأقصى

"من مسرى رسول الله نبدأ زواجنا"، حملة أطلقتها مؤسسة عمارة الأقصى والمؤسسات للتشجيع على الزواج داخل المسجد الأقصى بحسب مديرها، د. حكمت النعامنة.

وأشار النعامنة في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن مشروع عقد القران داخل الأقصى بدأ منذ عام 2010 من خلال مؤسسته، موضحاً أن الهدف منه تشجيع عامة الناس لعقد قرانهم وعمل أفراحهم داخل المسجد الأقصى.

وأوضح أن هذه الفكرة تحمل تحديا للاحتلال الإسرائيلي "فرغم طردهم للمقدسيين والفلسطينيين والمسلمين، إلا أننا بتنا نتوحد ونجتمع داخل الأقصى لحمايته حتى بأفراحنا".

ونوه مدير مؤسسة عمارة الأقصى والمؤسسات إلى أن الاحتلال قام بإغلاق مؤسسته وأي مؤسسة تقوم بمثل هذا المشروع، لافتاً إلى أن هذا المشروع لجميع الفلسطينيين سواء الداخل المحتل أو المقدسيين وكافة أبناء الضفة.

ملء الفراغ

من جهته، قال الشيخ ناجح بكيرات، رئيس دائرة المخطوطات بالمسجد الأقصى المبارك: إن فكرة كتب الكتاب داخل المسجد الأقصى قديمة حديثة، فعندما انتقلت المحكمة الشرعية من شارع صلاح الدين أثناء ترميمها، أعادت موضوع كتب الكتاب في المسجد الأقصى، وهذا يشكل زخما كبيرا لأهلنا في التواجد داخل المسجد لحمايته من العدوان الإسرائيلي".

وأضاف بكيرات لـ"شمس نيوز": نحن نريد أن نتواجد في المسجد الأقصى، وبدأت عدة فعاليات، إلى أخذت الأمور مناحي أخرى، مثل التشجيع على عقد القران داخل المسجد"، مؤكداً أن من يكتب كتابه في الأقصى له أجر كبير ويضع الله له البركة، لقدسية المكان.

ولفت إلى أن مشروع الزواج في الأقصى قائم منذ الدولة العثمانية والمملوكية حتى زمن المجلس الإسلامي الأعلى، حيث كان العريس يزف في ساحات المسجد الأقصى، مؤكداً أن المبادرة بدأت من أجل ملء الفراغ بالمسجد الأقصى.

وتتصاعد الهجمات والاعتداءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك في هذه الفترة، بغرض التقسيم الزماني والمكاني للوصول إلى الهدف الصهيوني، وهو بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد، وهذه الاقتحامات تشهد مواجهة عالية من المرابطين المتواجدين في ساحات المسجد.