أصبح أبو محمد اغنى مما كان عليه في السابق، حيث يحصل حالياً على أموال أكثر بكثير من التي كان يحصل عليها من عمله كطبيب في مدينة حلب بسوريا، وذلك من خلال تهريب اللاجئين السوريين الى اوروبا، حيث جمع 100 الف دولار خلال هذا الشهر فقط، لكنه يقول ان هذه الحياة ليست بسهلة، هذا ما قاله في مقابلة مع صحيفة "تيلغراف" البريطانية.
يقول كاتب المقال: كان أبو محمد مشغولاً جداً خلال اجراء المقابلة معي في مقهى في مدينة إسطنبول، حيث تلقى الكثير من المكالمات على الهواتف الثلاثة المحمولة التي يحملها. واضاف: "أبو محمد يقوم بدفع رشاوى للشرطة التركية بقيمة الف دولار حتى يتخلص منهم ويتوقفوا عن ازعاجه".
ويقول أبو محمد، وهو اسم مستعار "ان الشرطة ليست مشلكة. المشكلة الاكبر التي واجهها كانت قبل 4 اشهر عندما قام احد بالتبليغ عنه وتم وضع أسمه على لائحة المطلوبين الى جهاز الانتربول. الامر الذي دفعه الى الغاء جميع الرحل من تركيا الى إيطاليا وإعادة الأموال الى اصحابها.
وذكر الكاتب ان الكارثة الحقيقية هي الحرب في سوريا والتي حولت الاف الاشخاص العاديين الى مجرمين، مثل ابو محمد.
واضاف ابو محمد انه عندما سيطر الثوار على نصف مدينة حلب في العام 2012 كان يتم مطاردته من القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد ومن قوات المعارضة. حيث ارادت قوات الاسد العثور عليه لأنه كان يعالج الجرحى من الناشطين والثوار، اما الثوار فاعتبروه مواليا للنظام، لذلك قام بترك المدينة
قرر الذهاب الى اوروبا، حيث سافر في البداية الى تركيا وحجز رحلة على قارب مع اثنين من اقربائه وصديق له، لكن القارب غرق. وشاهد اطفال ونساء يغرقون امامه، على الرغم من جهوده في محاولة انقاذهم. استطاع هو واقرباؤه السباحة، حيث صمدوا في المياه لمدة 11 ساعة قبل ان يتم انقاذهم.
حاول عدة مرات الهروب عبر البحر لكنه كان يفشل دائما، حتى استطاع جمع شبكة من ارقام المهربين واللاجئين السوريين، حيث كان شبكة اتصال بينهم في البداية.
واضاف "في البداية كنت ارفض ان آخذ عمولات من السوريين. لكنني بعد ذلك كنت احتاج الأموال حتى اعيل عائلتي. ووجدت الامر بعد ذلك تجارة مربحة، وفي النهاية اصبحت مهربا". ويقول ان السوريين يثقون به لأنه طبيب.
يعمل ابو محمد في اسطنبول مع المافيا والعصابات التركية، ولديه 15 موظفا يعثرون له على الزبائن ويرافقونهم الى الساحل، لكن العمل الاصعب من ادارة وتنظيم قوارب التهريب تقوم بها العصابات، حيث يدفع لهم 850 دولارا من الـ 1100 دولار التي يأخذها من كل لاجئ، وتكون عمولته 250 دولار عن كل شخص يصعد الى القارب.
وقال انه قد أرسل حوالي 9000 شخص الى إيطاليا واليونان في العامين الماضيين، ولم يغرق أي قارب من قواربه
واضاف ان عملية تهريب اللاجئين الى اليونان اصبحت صعبة للغاية على الرغم من الرشاوى المقدرة بآلاف الدولارات للشرطة التركية لغض النظر عن عمليات التهريب.
يذكر ان كلفة الوصول الى اليونان 1100 دولار عن كل لاجئ، لكن الوصول الى المانيا يحتاج الى 2000 يورو، بينما رحلة السويد والنرويج تكلف بين 3000 و4000 يورو.
ويبعث ابو محمد رسالة الى الدول الاوروبية مفادها بأن اللاجئين سيأتون الى بلادكم حتى لو اغلقتم جميع الحدود، سيقومون بحفر الخنادق إن لزم الأمر".
لاجئون