شمس نيوز / عبدالله عبيد
"الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد" بأصوات التكبيرات والتهليلات التي تصدح من مآذن المسجد الأقصى، وهو يتعرض لأشد الهجمات والاقتحامات من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدأ عيد الأضحى المبارك أول أيامه، حيث للعيد ومراسمه شكلاً آخراً تحت قبة الصخرة المشرفة.
الاحتلال الإسرائيلي يحاول بين الحين والآخر التنغيص على حياة المقدسيين، سيما داخل المسجد الأقصى، من خلال منعهم الدخول إليه والصلاة فيه حتى أيام العيد المبارك، ليقول المواطن أمجد أبو عصر، والذي يقطن في عقبة الصوان المطلة على البلدة القديمة بالقدس: رغم أنه عيدنا وعيد المسلمين إلا أن الاحتلال قام بمنع الكثير منا الدخول والصلاة في المسجد الأقصى".
شعرنا بالفرحة
وأضاف أبو عصر لـ"شمس نيوز": بغض النظر عما يقوم به الاحتلال داخل الأقصى ومحاولته التنغيص علينا، وتعكير صفو مزاجنا بالعيد إلا أننا شعرنا بفرحة كبيرة بقدوم الأضحى، والأهم من ذلك صليّنا العيد بالمسجد الأقصى".
وأشار إلى أن صلاة العيد بالأقصى لها طعم آخر عن أي مسجد آخر "خصوصاً عندما يراك الجندي الإسرائيلي وأنت تكبر وتهلل فهذا يغيظه بلا شك"، مشدداً على أن المسجد الأقصى في هذا العيد، ليس كسابقاته من الأعوام الماضية، نتيجة ما يقوم به الجيش الإسرائيلي من اقتحامات ومطاردات ومحاولة فرض واقع جديد.
واستقبل المسجد الأقصى عيد الأضحى المبارك لهذا العام بالحزن والمآسي، نتيجة استهداف الاحتلال الإسرائيلي له من خلال الاقتحامات المباشرة التي زادت حدتها الفترة الماضية، وذلك لتحقيق هدفهم الرامي إلى إقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد وتقسيمه زمانيا ومكانيا.
أفعال استفزازية
"للنساء المرابطات دور كبير داخل المسجد، بل لهن حصة الأسد في الدفاع عنه والوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في أول أيام عيد الأضحى حيث قمن بالتهليلات والزغاريد والتكبيرات بأعلى صوت عند أبواب المسجد، بالقرب من المستوطنين"، تقول أم محمد الشيوخي.
وبيّنت الشيوخي (49 عاماً) من حي سلوان، أنها مكثت في الأقصى وغيرها من النساء المرابطات منذ مساء يوم الأربعاء (ليلة العيد)، من أجل التحضير لصلاة العيد وأجوائه!
ولفتت إلى أنه ورغم الفرحة التي عمت المصلين إلا أن المستوطنين قاموا بأفعال استفزازية خلال صلاة العيد، مشددة على أن التكبيرات هي من أغاظت الجنود الإسرائيليين هنالك.
وتابعت الشيوخي: بطبيعة الحال قمنا بأداء الفرائض داخل الأقصى وصلينا، ومن الناس من قام بالنحر على أبواب الأقصى، ولكن الاحتلال كان له دور كبير في التنغيص علينا ومضايقتنا، حتى يضيّع علينا أجواء فرحة العيد".
الصلاة بالأقصى
وأدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين صلاة العيد في المسجد الاقصى، في مدينة القدس، صباح أمس الخميس، بعد أن رفعت شرطة الاحتلال الإسرائيلية القيود التي وضعتها على دخول الشبان إلى المسجد.
وانتشرت قوات من الشرطة الإسرائيلية على بوابات المسجد، وعلى مقربة من مداخل البلدة القديمة في مدينة القدس.
وخصص الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، خطبة العيد للحديث عن شعائر عيد الأضحى، وأحكامه الدينية.
ومع انتهاء الصلاة نظم عشرات الشبان مسيرة طافوا خلالها في ساحات المسجد، وهم يلوحون بأعلام الدول العربية، ويرددون هتافات، منها: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى".