قائمة الموقع

خبر عيد الأضحى في غزة.. تحت الركام عشاق الحياة

2015-09-27T09:34:22+03:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

من على أنقاض بيته بحي الشجاعية الذي دمرته الآلة العسكرية الإسرائيلية في العدوان الأخير على قطاع غزة صيف عام 2014، يضع الشاب خالد الأشقر "أرجوحته" التي هي مصدر رزقه في كل عيد، حيث يجتمع الأطفال حوله من كل حدب وصوب ليرفهوا عن أنفسهم في العيد، خصوصاً وأنهم محرومين من كثير الألعاب، نتيجة ما يعانيه قطاع غزة المحاصر من ويلات ونكبات وحروب.

الشاب الأشقر(22عاماً) حاول أن يقوم برسم الابتسامة على شفاه الأطفال من خلال أرجوحته هذه، ليقول لـ"شمس نيوز": في كل عيد أنصب هذه اللعبة أمام منزلنا، لكن هذا العيد مختلف عن الاعياد السابقة فقمت بنصبها على أنقاض بيتنا المدمر".

واستدرك: ولكن رغم هذا الدمار الذي من حولنا إلا أن الأطفال يريدون الترفيه عن أنفسهم، وعلى غير المتوقع فهذا العيد من أكثر الأعياد التي جنيت فيها المال من خلال هذه اللعبة"، مشيراً إلى أن أغلب المنازل التي بجواره مدمرة بشكل كامل في الحرب الأخيرة.

يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي دمر خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة نحو تسعة آلاف منزل بشكل كامل وثمانية آلاف بشكل جزئي، وفق إحصائيات وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.

حكايات ألم

حكايات وقصص كثيرة تجدها في قطاع غزة خلفتها الحروب الإسرائيلية، فداخل كل بيت حكاية وتحت كل كومة ركام من بيت مهدوم ألف قصة، ولكن تبقى حكايات أهالي الشهداء حكاية ألم وجرح مازال ينزف، هي حال غزة وأهلها.

لتكن حكاية الحاجة أم رامي العجوري، والدة الشهيد عبدالناصر الذي استشهد بحرب "الجرف الصامد"، في هذا العيد مختلفةً عن الأعوام السابقة، تتساءل: كيف بدو يكون العيد وغاب عن حياتنا العيد كله وهو عبد الناصر؟".

وأضافت الحاجة الستينية لـ"شمس نيوز": عندما تفقد الأم قلبها ومهجتها وفلذة كبدها، فكيف يكون عيدها؟"، لافتة إلى أن الشهيد عبد الناصر كان أول من يتفقدها ويزورها من أبنائها في العيد.

وزادت: " كان يوقظني من النوم على صلاة الفجر ويقبل يدي قبل أن يذهب إلى المسجد، أما في هذا العيد من سيقبل يدي ويقول لي كل عام وأنتِ بخير يا حنونة".

واستشهد أكثر من 2200 مواطن من غزة وجرح أكثر من 10 آلاف آخرين ثلثهم من الأطفال، إضافةً لتدمير عشرات آلاف المنازل السكنية في العدوان الصهيوني الأخير على غزة.

عِيدنا كله..

الطفل أسامة الكرد ( 9 أعوام) استشهد والده أحمد في اليوم الأول من الحرب الأولى على غزة (2008-2009)، يجلس أمام منزله وقد بدت على ملامحه البريئة الشوق والحنين لذكريات الماضي الجميلة برفقة عائلته، حينما قال "كان بابا يعيدني ويجيبلي هدايا كل عيد".

ويضيف الكرد خلال حديثه مع مراسل "شمس نيوز:" بعد صلاة العيد بنروح أنا وإخوتي على قبر أبوي –الله يرحمه- وبنسقي عليه الميه وبنقرأ سورة الفاتحة وبنروح عالدار، بنضل نبكي عليه، عشان هو كان عيدنا كله".

وبنبرة حزينة بعد أن كادت دمعاته تسيل على خديه البشوشين، يحدثنا هذا الطفل :" أن والده الشهيد كان يأخذهم إلى المسجد لصلاة العيد، ويقوم (بتعييدهم) فوراً وشراء الألعاب لهم"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه يفتقد لتلك اللحظات التي غابت منذ غياب أبيه.

وتبقى غزة تستذكر أكثر من 2300 شهيدا ارتقوا خلال 51 يوما من العدوان الشرس، فيما لا يزال 11 ألف جريح ومصاب يروون تفاصيل وأحداث قصفٍ بالكاد تصمد أمامه أعتى جيوش العالم.

اخبار ذات صلة