شمس نيوز / عبدالله عبيد
دقت الساعة السابعة مساءً أمس الأربعاء 30 سبتمبر من العام 2015، حيث تجمهر الفلسطينيون أمام شاشات التلفزة؛ بانتظار القنبلة التي لوّح بتفجيرها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، من مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية، حسب ما أعلن سابقاً.
القنبلة التي انتظرها العالم خاصة الفلسطينيون، لم تكن حسب المتوقع، ومن التجارب السابقة لخطابات أبو مازن، فإن خطابه لم يحمل جديدا البتة. وبحسب محللين سياسيين تحدثوا لـ"شمس نيوز"، فإن خطابه وبالأخص عند حديثه عن"عدم الالتزام بالاتفاقيات" قد ترك المجال معلقاً، بحاجة إلى تفسير وتوضيح.
وكان الرئيس محمود عباس قد ألقى خطاباً أمام الدورة الـ70 للأمم المتحدة في نيويورك مساء أمس الأربعاء، أعلن خلاله أن الجانب الفلسطيني لا يمكنه الاستمرار بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، ودعا إسرائيل لتتحمل مسؤولياتها كسلطة احتلال.
وأوضح أنه "ما دامت إسرائيل مصرة على عدم الالتزام بالاتفاقيات، وترفض وقف الاستيطان، والإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى، وتتحمل مسئولياتها كسلطة احتلال، فإن الوضع القائم لا يمكن أن يستمر".
لا جديد
محللون سياسيون اختلفوا حول الجدوى والقيمة السياسية لكلمة الرئيس عباس في خطابه أمام الأمم المتحدة، فمنهم من يرى أنه لاجديد في ذلك الخطاب، ومنهم من يرى أن خطابه مقنع.
ليؤكد المحلل السياسي، عبدالستار قاسم بأن الخطاب لم يحمل أي قنبلة، منوهاً إلى أن العبارة التي لفتت نظر الإعلاميين في العالم، عندما قال: إذا كانت إسرائيل لا تلتزم فنحن الفلسطينيون لن نلتزم".
وقلل قاسم خلال حديثه لـ"شمس نيوز" من قيمة خطاب الرئيس عباس، معتبراً إياه "استجدائي من الطراز الأول لا يليق بالقضية الفلسطينية"، مستدركاً: لكن عباس لم يوضح ماذا وراء هذه العبارة"، مبيّناً أنها عبارة مطاطة وغامضة وغير واضحة المعالم وخاضعة للتأويل والتفسير.
هل سيلغي الاتفاقيات؟
وتساءل المحلل السياسي قائلاً: ماذا يعني أن لا نلتزم؟ هل سيلغي اتفاق أوسلو؟ هل سيوقف التنسيق الأمني والتطبيع؟ هل سيعيد البناء الثقافي للشعب الفلسطيني أم لا؟
ورأى البروفسور قاسم أن خطاب عباس "لن يكون له تداعيات إيجابية لصالح القضية الفلسطينية، ولا تداعيات سلبية على الاحتلال الإسرائيلي"، معتبراً أن الخطاب "لم يقدم جديدا على الساحة السياسية الفلسطينية، غير أنه زاد من حالة الذل والاستجداء والمهانة التي تعيشها السلطة".
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، من جهتها دعت الرئيس محمود عباس إلى إعلان إلغاء الاتفاقات الموقعة مع الاحتلال ووقف التنسيق الأمني خلال خطابه الأخيرة، مطالبة إياه بالتوجه إلى اعتماد استراتيجية وطنية توافقية تمكّن من مواجهة الجرائم الإسرائيلية وحماية المسجد الأقصى.
لم يحسم القضايا
ويوضح المحلل السياسي، أكرم عطاالله أن عباس استطاع خلال خطابه أن يرسم صورة فلسطين النموذجية بالضحية أمام العالم، منوهاً إلى أنه لم يحسم أيا من القضايا وترك الأمور مفتوحة.
وقال عطاالله لـ"شمس نيوز": ماذا يعني عدم الالتزام بالاتفاقيات؟ هل يعني مقدمة لحل السلطة؟ هل يعني أننا ذاهبون لصدام مع إسرائيل؟ هل يعني بقاء السلطة؟ كثير من الخيارات لم تكن واضحة، الرئيس ترك الباب مواربا، وهذا ما أحدث حالة الجدل العالي بخصوص الخطاب".
وأضاف: البعض يعتبره خطابا عاليا جداً وآخرون رأوا أنه دون التوقعات، ولكن إذا ما قسنا هذا الخطاب بالخطابات السابقة، سنجد أن فيه تقدم، لكنه أقل من التوقع قياساً بما قيل أنه سيتضمن قنبلة".
خالٍ من المفاجئات
وأشار المحلل السياسي عطاالله إلى أن الخطاب خلا من أي مفاجئات وقنابل، " فأنا لم أرَ أي قنبلة في الخطاب، ولكن إذا ترجم الرئيس أقواله عن وقف الاتفاقيات وتم التنفيذ فوراً، فهذه ستكون قنبلة حقيقية"، مستدركاً بالقول: لكن هل هذا وارد؟ وهل هذا ما كان يقصده؟ لم أر حسماً بهذا الموضوع، الرئيس تارك الأمور مبهمة ومعلقة".
وعن ردة الفعل الإسرائيلية على خطاب أبو مازن، لفت عطاالله إلى أن نتنياهو رد على هذا الخطاب بأنه تحريضي، متابعاً حديثه: لم يعجبهم هذا الخطاب لأنه قدّم صورة الضحية الفلسطينية بشكل ممتاز ونموذجي، وكشف إسرائيل أمام العالم وحمل مزيدا من إلقاء الضوء على الممارسات الإسرائيلية أمام العالم".