شمس نيوز / عبدالله عبيد
مؤشرات عديدة تدلل على اشتعال انتفاضة ثالثة عنوانها "القدس والمسجد الأقصى"، تؤرخ لها العمليات الفردية التي ينفذها فلسطينيون بالقدس والضفة الغربية ردا على إجراءات الاحتلال الصهيوني بحق المقدسات والاعتداءات المتتالية على المسجد الأقصى، والتي ازدادت حدتها في الآونة الأخيرة.
فقد شهدت مدن الضفة الغربية وقراها، الليلة الماضية، سلسلة اعتداءات منظمة شنتها قطعان المستوطنين بحماية وإسناد من جنود الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف المواطنين، وأضرار مادية كبيرة في الممتلكات.
وبحسب محللين سياسيين ومراقبين للشأن الفلسطيني والإسرائيلي، فإن انتفاضة ثالثة باتت على الأبواب، خصوصاً وأن الشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل أكثر الممارسات الإسرائيلية العنجهية في القدس ومدن الضفة وليس أخيراً حصارها المفروض على قطاع غزة لأكثر من ثمانية أعوام.
ويرى المتخصص بالشأن الإسرائيلي، د.إبراهيم جابر، من مدينة كفر قاسم بالداخل المحتل، أن ما يحصل من تصعيد بمدينة القدس والداخل المحتل ومدن الضفة الغربية مؤشرات لهبة شعبية كبيرة، ضد سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي اشتد تطرفها وعدوانها.
واعتبر جابر في تصريحات لـ"شمس نيوز" أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بالمسجد الأقصى هي من فجّرت الأوضاع، مستبعداً في الوقت ذاته أن يكون خطاب الرئيس محمود عباس الأخير بمقر الأمم المتحدة بنيويورك سببا لتلك الأحداث، أو ناتجة عنه.
مرشحة للتصعيد
وقال المحلل السياسي: المسجد الأقصى هو من فجّر الأوضاع، والأمور مرشحة للتصعيد أكثر ومن غير المستبعد أن تتطور الأمور لانتفاضة ثالثة أو ثورة شعبية"، لافتاً إلى أن حكومة الاحتلال مصرّة على موقفها في تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، وهذا ما يزيد التصعيد أكثر.
وأضاف د. جابر: كل المؤشرات تدلل على أننا على أبواب انتفاضة ثالثة حقيقية، في كل أماكن تواجد الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة، وإسرائيل تدرك جيداً أن الأمور تتجه إلى التصعيد"، منوهاً إلى أن "الحكومة الإسرائيلية لا بد أن تدرك أن هذه الأمور ليس لصالحها أن تتراجع عن ممارساتها العنجهية بالضفة والقدس".
وقتل مستوطنان إسرائيليان وأصيب آخران في عملية طعن وإطلاق نار قرب المسجد الأقصى، نفذها الشاب الفلسطيني مهند الحلبي، من سكان مدينة البيرة، والذي استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي.
واستشهد الشاب فادي علوان من قرية العيسوية فجر اليوم الأحد قرب باب العامود في القدس المحتلة بعد أن أطلق عليه جنود الاحتلال النار بشكل مباشر وبدم بارد، في أعقاب طعنه لأحد المستوطنين وإصابته بجراح متوسطة.
وكان مستوطن وزوجته قد قتلا في عملية إطلاق نار بالقرب من بيت فوريك، شرق مدينة نابلس مساء الخميس.
خط أحمر
من جهته، اعتبر الأسير المحرر، والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية، الشيخ خضر عدنان المساس بالمسجد الأقصى "خط أحمر"، مشدداً على " أننا كفلسطينيين لا نقبل بأن يعبث أحد بالأقصى وبمقدساتنا".
وأضاف عدنان في حديثه لـ"شمس نيوز": الأمور تتجه نحو التصعيد والانتقام، وسنواجه الاحتلال واقتحاماته ضد المسجد الأقصى، ونقول إن ما يحدث بالأقصى لا يمكن السكوت عليه".
وأردف قائلاً: اليوم يؤكد المواطن الفلسطيني هذه المعادلة، وسنحمي الأقصى بأرواحنا ودمائنا، لأنه أغلى من أبنائنا وأنفسنا علينا".
وأكد عدنان أن شعبنا الفلسطيني لم يرفع الراية البيضاء منذ بداية الاحتلال، مستدركاً: لكن المقاومة تطور وسائلها وطرق عملها، وما يحدث اليوم هو ردة فعل على انتهاكات الاحتلال لمقدساتنا وحرمة المسجد الأقصى". حسب القيادي في الجهاد الإسلامي.
وتتصاعد الهجمات والاعتداءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك في هذه الفترة، بغرض التقسيم الزماني والمكاني للوصول إلى الهدف الصهيوني، وهو بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد، وهذه الاقتحامات تشهد مواجهة عالية من المرابطين المتواجدين في ساحات المسجد.
مقاومة شعبية
وفي السياق، أوضح المحلل السياسي، أحمد رفيق عوض أن ما يحصل بالضفة الغربية من تصاعد لعمليات المقاومة نتيجة تصعيد ممارسات الاحتلال، لافتاً إلى الاحتلال الإسرائيلي توحش عملياً وذهب بعيداً في عملية الإذلال والمصادرة والاقتحامات للأقصى وقتل الناس وحرقهم.
وأشار عوض لـ"شمس نيوز" إلى أن ما يحدث هو نوع من أنواع المقاومة الفلسطينية الشعبية، وقال "ربما تكون عفوية وربما غير منظمة بغض النظر عن من ينظمها، ولكن هي نتيجة طبيعية لممارسات الاحتلال".
وتابع: كل يوم هناك فعل مقاوم بالضفة والقدس والداخل المحتل"، مشدداً على أن الضفة الغربية ليست صامته ولا مستسلمة لما يحصل لها من اعتداءات إسرائيلية.
وتساءل عوض قائلاً: كل ما يحدث من عمليات فردية بغض النظر عن فاعلها تسمى مقاومة، فهل نسمي هذا انتفاضة أو شكلا مختلفا من أشكال الانتفاضة ؟!.