تصوير / حسن الجدي

استيقظ المزارع ياسر السقا (48 عاما) على صوت آذان الفجر، وبعد أدائه للصلاة بدأ بتجهيز نفسه وأدواته الخاصة قبل أن يذهب إلى مزرعته التي تبلغ مساحتها (7 دونمات)، في محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

بعد أن استعد بشكل نهائي وعندما دقت الساعة السادسة صباحاً، حيث بدأ قرص الشمس بالاحمرار، جمع السقا أدواته و"توكل على الله" قاصداً حقول البلح القريبة من مدينة أصداء االسياحية غرب مدينة خان يونس.

يقول السقا لمراسل "شمس نيوز"، وقد بدت علامات الارتياح والسرور على وجهه: منذ 15 عاماً لم نقم بتصدير حبة بلح واحدة إلى الضفة، لكن هذا العام سيكون بالتأكيد مختلفا".

وأضاف قائلاً: قمت ببيع محصول زراعي من البلح هذا العام لجمعية زراعية ستعمل على تصديره إلى الضفة الغربية"، معرباً عن سعادته وارتياحه لتلك الخطوة التي ستعوضه جزءً من خسائره خلال الأعوام الماضية.

ويستعد مزارعون فلسطينيون في قطاع غزة، خلال الأيام القليلة القادمة للبدء في تصدير محصول "البلح الأحمر"، إلى أسواق الضفة الغربية، لأول مرة منذ 15 عاما، بعد أن حصلوا على موافقة من السلطات الإسرائيلية.

وأشار السقا إلى أن "البلح الأحمر" من أهم المحاصيل التي كان يزرعها أجداده في الماضي، وورثها هو وعائلته عنهم.

بعد وقت وجهد من العمل في جني البلح، أخد المزارع السقا قسطاً من الراحة إلى جانبنا، وقد بدت علامات التعب مرسومة على وجنتيه الحمراوين، وعرقه يتصبب من جبينه، ليكمل حديثه: إنتاج البلح كان في ا لماضي وفيراً، حيث كنا نحن المزارعون نعتني به بشكل بالغ، لأنه كان يصدر للخارج".

واستدرك: لكن منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، منعت إسرائيل تصديره، فأوقف عدد من المزارعين زراعته والاعتناء به بسبب الخسائر التي أصابتهم، فهو يباع بالأسواق المحلية بأسعار زهيدة، ما أدى لتراجع إنتاجه تدريجيا".

ونبه السقا إلى أن المشكلة التي تواجه مزارعي البلح انتشار "سوسة النخيل الحمراء"، التي ظهرت في السنوات القليلة الماضية بالقطاع وتسببت بإتلاف مئات أشجار النخيل"، لافتاً إلى أن المزارعين استخدموا عشرات الطرق للقضاء على تلك "السوسة" لكنها لا زالت تهدد مزارعهم، على حد قوله.

وبالرغم من سماح إسرائيل بتصدير البلح إلى الضفة الغربية، إلا أن المزارعين مازالوا يخشون تراجع إسرائيل عن قرارها السماح لهم بالتصدير.

وتفرض إسرائيل حصارًا على قطاع غزة، منذ فوز حركة "حماس" في الانتخابات البرلمانية عام 2006، ثم شددته في منتصف عام 2007.