قائمة الموقع

خبر "مُفجّر الانتفاضة".. الشهيد "مهند حلبي" ثأر للشهداء والأقصى بسكينه

2015-10-13T15:48:27+03:00

شمس نيوز/ عبدالله عبيد

بعد استشهاد صديقه "ضياء تلاحمة" في الثاني عشر من شهر سبتمبر الماضي، بدت ملامح الثأر التي اختلطت بالحزن على عيون الشاب مهند الحلبي (19 عاما)، قام بتقبيل الشهيد "قبلة الوداع" خلال جنازته، ومنذ أن واراه الثرى لم يهدأ له بال بالتفكير ليل نهار من الانتقام لدمائه.

فور انتهاء مراسم عزاء الشهيد ضياء تلاحمة والتي كان حاضراً فيها "مهند"، أحس بالحِمل الثقيل عليه وهو "الثأر والانتقام"، ليس فقط لضياء بل للمسجد الأقصى والاقتحامات المتكررة عليه من قبل المستوطنين، فكلماته التي انتقاها من قلب صادق متعطش للشهادة على صفحته الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" خير دليل.

"حسب ما أرى, فإن الانتفاضة قد انطلقت..  وما يجري للأقصى هو ما يجري لمقدساتنا ومسرى نبّينا.. وما يجري لنساء الأقصى هو ما يجري لامهاتنا وأخواتنا، فلا أظن أنا شعبي يرضي بالذل.. الشعب سينتفض.. بل ينتفض"، بتلك الكلمات الراقية طوى موقع "الفيسبوك" صفحة الشهيد مهند، الذي أغار على مقدساته وحرمات شعبه وأمهاته وأخواته.

وضجت كافة مواقع التواصل الاجتماعي وعلى وجه الخصوص " فيس بوك " بآخر المنشورات التي كان قد كتبها الشهيد مهند الحلبي ليلة استشهاده, والتي شملت كتابة منشورات وتعليقات على الأحداث الأخيرة التي كانت في الضفة الغريبة بشكل عام, والتي حللها بعض النشطاء بأن من يتتبعها لا يخطر بباله ما فعله في القدس.

لا تبكي

أم محمد الحلبي، والدة الشهيد مهند شعرت في الأيام الأخيرة وخصوصاً بعد استشهاد التلاحمة صديقه، بعلامات التغير على نجلها الشهيد، لتقول: بعد استشهاد صديقه ضياء وهو مش طبيعي، مش مهند إلى كنت أعرفه".

هي كرامة الشهداء الذين يشعرون بانتهاء أجلهم من هذه الدنيا الفانية، فلكل شهيد فلسطيني حكاية سطرتها البطولات ورونق خاص يميزه عن دونه من البشر، وهذا شهيدنا مهند الذي أوصى والدته بحسب ما ذكرت لـ"شمس نيوز" بألا تبكي حينما يعود محمولاً على الأكتاف.

أم محمد لم تكن كأي أم فهي استقبلت جثمان شهيدها بالابتسامة الخفية والتي تختفي تحت طياتها الكثير من الوجع والألم والفراق، لتكمل بعد بكائها على فلذة كبدها: أفتخر كوني أم شهيد وأم لمهند، الذي ذهب للدفاع عن نساء فلسطين، في الوقت الذي يُذل فيه الاحتلال ويهين أبنائنا في أراضينا".

الشهيد الحلبي ارتقى يوم السبت قبل الماضي، بعد أن نفذ عملية طعن وإطلاق نار في مدينة القدس، قتل خلالها حاخامين في جيش الاحتلال، قبل أن يطلق عليه جنود الاحتلال النار، حيث يُعد مفجر الانتفاضة الثالثة.

تعلقه بالوطن

ما يدل على تعلق مهند ابن الرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي، بالأقصى والقدس وحب الوطن رسالته الأخيرة التي وجهها عبر موقع التواصل الاجتماعي للرئيس محمود عباس: قائلاً: كلمة جميلة أيها الرئيس, لكن عذرا, نحن لا نعرف قدس شرقية ولا غربية, فقط نعرف أن لنا قدسا واحدة غير مقسمة, وكل بقعة فيها مقدسة, وعذرا يا رئيس فما يحدث لنساء الأقصى والأقصى لن توقفه الطرق السلمية, فما تربينا على الذل, والدفاع عن الأقصى ونسائه هو شرفنا وعرضنا, والدفاع عنه بأي شكل أو وسيلة يعد قانونا " .

وبعد احتجاز جثمانه لمدة أسبوع قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتسمليمه لأهله فجر  الجمعة الماضي (9/10)، على حاجز "بيت سيرا" العسكري غرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.

والده أبو محمد الحلبي تحدث إلينا خلال اتصال هاتفي، ومن خلال صوته الذي تعززه الثقة والافتخار أعرب عن فخره واعتزازه بصنيع ابنه الذي استشهد بعملية بطولية نفذها في القدس المحتلة.

وأضاف أبو محمد لـ"شمس نيوز": اهتم مهند كثيراً في الآونة الأخيرة بالقدس والأقصى وخير دليل منشوراته عبر الفيس بوك، حيث كان ناشطاً في تلك القضية التي احبها منذ صغره"، لافتاً إلى أن فكرة تنفيذ عملية لم تكن في بال نجله البتة.

ترك فراغ

وبدمعات بدت تسيل شيئاً فشيئاً على خديه النيرين، أكمل قائلاً: فاكهة البيت مهند لقد ترك لنا فراغاً كبيراً، والآن نذكره ونستحضر أيامه وذكرياته الجميلة فقط"، منوهاً إلى الكثير من المضايقات التي تعرضت لها العائلة، والاقتحامات المتكررة للمنزل من قبل الاحتلال والقيام بأعمال التخريب والتنكيل لم تكن أغلى مما قام به نجله من عمل مشرف لكل الشعب الفلسطيني.

وشيعت الجماهير الفلسطينية جثمان الشهيد في رام الله بمسيرة ضمت الآلاف لأول مرة منذ سنوات، طالب خلالها المشاركون بالرد على جرائم الاحتلال ووحدة الصف الفلسطيني ووقف التنسيق الأمني، وردع الاحتلال والمستوطنين بشتى الوسائل.

ولأن فلسطين الأم ولّادة فقد أنجبت مهند حلبي آخراً، لكن هذه المرة ليس في الضفة المحتلة، بل من قطاع غزة، بعد أن أنجبنت المواطنة أم مهند طعيمة طفلاً أسمته نفس اسم الشهيد "مهند حلبي"، فور استشهاده.

يشار إلى أن الشهيد حلبي هو من سكان بلدة البيرة قرب رام الله، وهو طالب بكلية الحقوق بجامعة القدس أبو ديس، وهو أحد أعضاء الرابطة الإسلامية، الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في الجامعة.

اخبار ذات صلة