شمس نيوز/القدس المحتلة
قال "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، إن الوضع الراهن الذي تشهده الساحة الفلسطينية، بدءا من تنامي مستوى الغضب الشعبي ومواصلة عدوان إسرائيل ومستوطنيها ضد الفلسطينيين وأراضيهم ومقدساتهم، في ظل امتناع السلطة عن الاستجابة للمطالب الشعبية بالانسحاب من المفاوضات، "سيدفع حتما إلى برامج سياسية جديدة تتجاوز الخطاب المأزوم السائد حاليا".
وأوضح المركز في دراسة صدرت عنه اليوم الأربعاء (14|10)، أن المشهد السياسي الفلسطيني أمام احتمالات، أوّلها؛ أن يتوسّع الغضب الشعبي ويرتقي لمستوى هبّة شاملة تضم الأراضي الفلسطينية كافة في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، مضيفا "في هذه الحالة فإن السلطة الفلسطينية ستقف أمام خيارين؛ إما مواجهة هذه الحالة بقبضة أمنية شديدة وتنسيق أمني عالي المستوى مع إسرائيل كما هو معهود (...)، أو دعم السلطة للانتفاضة كما فعلت عام 2000 (...)، غير أن هذا خيار مستبعد، نظرا لكون السلطة الفلسطينية الحالية تعارض تماما نهج ياسر عرفات في الانتفاضة الثانية وتعدّه كارثيا، كما أنّ عقيدة أجهزة الأمن ليست عقيدة مواجهة مع إسرائيل بل مكافحة الإرهاب"، وفق الدراسة.
أما الاحتمال الثاني؛ فيتمثّل بـ "انحسار حركة الاحتجاج وتراجعها أمام القبضة الأمنية الشديدة للسلطة الفلسطينية والاحتلال الذي بدأ باتّباع أساليب عقابية جديدة ضد الفلسطينيين"، واعتبر المركز أن "هذا الخيار أيضا لا ينهي الأزمة؛ فالشباب الفلسطيني الذين يقاومون حاليا قد ولدوا بعد اتفاقية أوسلو، وهم يقاومون في أصعب الظروف، وهم يتحدّون حالةً عربية وفلسطينية رسمية أبعد ما تكون عن المواجهة مع إسرائيل".
وفي السياق ذاته، رجّحت الدراسة "استمرار شكل المقاومة الحالي واتساع نطاقه على شكل أعمال فردية وصدامات مع المستوطنين في نقاط التماس؛ لأنّ السلطة الفلسطينية وانعدام وحدة العمل الفلسطيني يحولان دون تطور هذه المواجهات إلى انتفاضة شعبية، ولأنّ الصمت على فشل المسار السياسي بموازاة التصعيد الاحتلالي أصبح غير ممكن".
وخلصت الدراسة إلى أن "هذا يعني أن مرور الوقت لا يحل القضية ولا يخمد المقاومة الفلسطينية؛ فنحن نرى أن تدمير حل الدولتين بالاستيطان الإسرائيلي لا يحوّل السلطة الفلسطينية إلى دولة، وفي الوقت ذاته فهي ترفض أن تتصرف كحركة تحرر؛ ما يدفع إلى أنماطٍ نضالية جديدة في ظروف نظام فصل عنصري (أبارتهايد)، وسوف يدفع حتما إلى برامج سياسية جديدة تتجاوز الخطاب المأزوم السائد حاليا"، وفق "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات".
