شمس نيوز / عبدالله عبيد
امتدت الاعتداءات التي يرتكبها المستوطنون في الضفة الغربيّة والقدس والأراضي المحتلة لتطاول الحجر والبشر والممتلكات والكبار والصغار، وليخرج شباب فلسطين بداية من الشهيد مهند حلبي منفذ عملية الطعن بالقدس الشرارة التي أشعلت الشارع الفلسطينيّ، وفادي علون وحذيفة أبو سلمان وأمجد الجندي وغيرهم الكثير للثأر ووضع حد لهذه الإجراءات العنجهية.
فقد شهدت القدس والضفة الغربية والأراضي الفلسطينيّة المحتلة عمليات طعن نفذها شبان فلسطينيون، لتحضر صورة السّكين التي تواجه البُندقيّة الإسرائيلية من أبرز مشاهد انتفاضة القدس بجانب الحجر الذي لم تغب صورته في أي انتفاضة سابقة، وإن كانت تصل عقوبة رشق الحجارة إلى عشرين عاماً وفقاً للقانون الإسرائيليّ الجديد، فإنّ الذي يطعن بالسّكين أو يحمل سكيناً أو يشتبه به بحمل أداةٍ حادة، سيواجه طلقات بندقيّة مرتجفة تشير له بحتميّة الموت والشّهادة.
محللون ومتابعون للشأن الإسرائيلي أكدوا خلال أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز" أن السكين الفلسطيني من أبرز مشاهد الانتفاضة الثالثة، مشددين على أن غياب دور السلطة الفلسطينيّة وتراجع المقاومة الفصائلية الوطنيّة دعا إلى الحضور الفرديّ للشباب والشابات.
ونفذ الشهيد مهند الحلبي عملية طعن وإطلاق نار في مدينة القدس يوم السبت (3/10)، قتل خلالها حاخامين في جيش الاحتلال، قبل أن يطلق عليه جنود الاحتلال النار، لتكون باكورة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة التي اتخذت من السكين شعارا لها.
وسيلة انتفاضة
المحلل السياسي، ناجي شراب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، يرى أن السكين ما هي إلا وسيلة من وسائل الانتفاضة، أبدعها هؤلاء الشباب الذين لا يملكون سلاحاً آخر.
وأكد شراب في حديثه لـ"شمس نيوز" أن السكين قد تكون بديلاً عن السلاح الناري أو الحي، مشدداً على أهمية دور هذه السكين في تخويف المستوطنين بمناطق الضفة والقدس والداخل الفلسطيني.
ولفت إلى أن جيش الاحتلال وظّف عمليات الطعن وما يصاحبها من سكين ودم توظيفاً جيداً من خلال لفت أنظار العالم، بأن الفلسطينيين الجلاد والإسرائيليين الضحية، "وهذا ما ظهر جلياً من خلال تسجيل عمليات الطعن".
وقد دعّمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسجيلات لفيديوهات صوت وصورة لعمليات طعن في القدس والضفة، انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعيّ.
بالمقابل، اعتبرت واشنطن عمليات الطعن والهجمات المسلحة الأخيرة التي نفذها فلسطينيون في إسرائيل "أعمالا إرهابية"، بينما تجنبت استخدام الوصف نفسه للعمليات المشابهة التي يقوم بها مستوطنون ضد الفلسطينيين.
مبادرات فردية
في ظل غياب دور السلطة الفلسطينيّة وتراجع المقاومة الفصائلية الوطنيّة دعت الحاجة إلى الحضور الفرديّ للشباب والشابات بالسكين في هذه الانتفاضة، ليشير المتابع للشأن الإسرائيلي، انطوان شلحت إلى أن عمليات الطعن لا تتم وفقاً لأوامر صادرة عن فصائل، وإنما بمبادرات فردية.
وأوضح شلحت لـ"شمس نيوز" أن كل هذه العمليات تأتي على يد شبان في مقتبل العمر، منوهاً إلى أن استخدام الشباب الفلسطيني للسكين يأتي تعبيراً عن رفض الفلسطينيين لواقع الاحتلال الذي طال أمده.
وشدد شلحت على أن إسرائيل تحسب ألف حساب في هذا الوقت للسكين الفلسطيني،" فمنذ اندلاع عمليات الطعن وحكومة الاحتلال تواجه أزمة وجدلاً كبيرين وتتعرض لضغوط من الشارع".
وكان وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعالون قال في تصريح صحفي: إننا لا نستطيع فعل أي شيء أمام حاملي السكاكين"، واصفا الأوضاع الحالية بـ"سيئة للغاية".
وتشهد الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس- منذ 13 سبتمبر/أيلول الماضي- مواجهات واسعة على خلفية اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والاعتداء عليه.
ووفقاً للإحصاءات الواسعة التي أجراها مركز القدس وغطّت الأسبوع الأول من "انتفاضة القدس" سجّل الحراك الشبابي المقاوم: 764 حالة إلقاء حجارة، 276 حالة إلقاء زجاجة حارقة، 27 حادث إطلاق نار في عشرة أيام و24 محاولة طعن نجح منها أربع عشرة.