قائمة الموقع

خبر "الكابنيت" الإسرائيلي.. ماذا يطبخ وراء الكواليس؟

2015-10-20T09:34:41+03:00

شمس نيوز/عبدالله مغاري

بشكل غير مسبوق يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابنيت" اجتماعاته الطارئة والمطولة, لبحث سبل قمع انتفاضة الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، حيث اجتمع خلال أسبوعين أكثر من 7 مرات.

لم تخفِ إسرائيل اجتماعاتها ولم تعقدها خلف الكواليس، بل نشرت عبر وسائل إعلامها مواعيد تلك الاجتماعات والهدف من انعقادها, والتي قالت في كثير من الأحيان أنها تهدف لدراسة الأوضاع الميدانية في الضفة والقدس المحتلتين, أو دراسة أمر طارئ.

وكما لم تتحفظ إسرائيل على الأهداف, لم تتحفظ أيضا على القرارات الصادرة من الكابنيت ,والتي أعلنتها عقب انتهاء كل اجتماع مضى, والتي تتمثل إما بإصدار أوامر بتشديد الإجراءات الأمنية, أو الدفع بقوات جديدة في القدس, أو ما يتعلق بالحركة الإسلامية الشق الشمالي كمنع سفر أعضائها .

ولأن المعروف من خلال التجارب الماضية أن الاحتلال لا يفصح عن كل ما يدور في أروقة اجتماعاته أو حتى أهدافها, فهل نشر الإعلام العبري كافة القرارات الصادرة عن اجتماعات الكابنيت, أم أنه تحفظ على جزء منها؟ وهل تجهز الحكومة الإسرائيلية طبخة كبيرة تقدمها للعالم؟.

العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي باسل غطاس قال لـ"شمس نيوز" إن كافة الأمور والقرارات التي يتم مناقشتها في الكابنيت تظهر على أرض الواقع, فيما استبعد مراقبون تحدثوا لمراسلنا أن تكون إسرائيل تدرس تصعيد الأمور في اجتماعاتها، ورأوا أنها تتعامل مع كل ما يجري بأنه مشكلة أمنية فقط.

تظهر على الأرض

عضو الكنيست الإسرائيلي باسل غطاس يرى أن كافة الأمور والقرارات التي يتم مناقشتها داخل اجتماعات المجلس الوزاري المصغر, تظهر على أرض الواقع من خلال المضايقات الإسرائيلية المتزايدة على الفلسطينيين .

وقال غطاس لـ"شمس نيوز ":عندما يجتمع الكابنيت يجب أن تكون هناك قضية هامة, واجتماعاته اليوم تدور حول سبل قمع الانتفاضة المندلعة ,وإيجاد طرق للتضييق على الفلسطينيين, وجميع ما يناقش في المجلس الحكومي المصغر يبدو واضحاً على الأرض من خلال القرارات التي تطبق والمتمثلة في الإغلاقات ومنع المقدسيين من الحركة".

واستبعد النائب غطاس بأن تكون إسرائيل تعمل على حياكة مؤامرة أو تجهز لعملية عسكرية كبيرة من خلال اجتماعات الكابنيت المكثفة, لافتا إلى أن كثافة الاجتماعات متعلقة بالوضع الأمني الخطير بالمنطقة بسبب الهبة الجماهيرية المستمرة.

وأشار إلى أن المجلس المصغر يناقش ملف الحركة الإسلامية الشمالية, ويحاول الدفع بالجهاز القضائي الإسرائيلي لإيجاد ذريعة قانونية لإبعاد الحركة خارج القانون, منوها إلى أن كل اجتماع يعقد خلال هذه المرحلة يتوقع منه الخروج بإجراءات قمعية جديدة تهدف للتضييق على الفلسطينيين والسيطرة على الأوضاع الجارية في الميدان.

تريدها مشكلة أمنية

المتخصص والخبير بالشأن الإسرائيلي عليان الهندي يرى أن الحكومة الإسرائيلية خلال الاجتماعات المكثفة لمجلسها المصغر تحاول العمل على كبح توسع الانتفاضة, والتعامل مع ما يجري على أنه مشكلة أمنية وليست سياسية, مستبعدا أن تقدم إسرائيل على أعمال تشعل انتفاضة شعبية شاملة.

وقال الهندي لـ"شمس نيوز":سلسلة الاجتماعات التي تعقدها الحكومة الإسرائيلية هدفها محاولة عدم توسيع الانتفاضة الشعبية واشتعالها بشكل أكبر, وحصرها في مواجهة الإرهاب أو محاولة تحويلها إلى إرهاب وحرب سكاكين ليتم معالجتها كمشكلة أمنية لا سياسية".

ولفت الخبير الهندي إلى أن الاحتياطات الإسرائيلية المكثفة في الأراضي الفلسطينية والتي وصلت بها لدفع أربعة أضعاف جيشها الذي احتلت به قطاع غزة والقدس والضفة عام 1967ووجود ما يقارب 40 ألف جندي منتشرين في المناطق المحتلة عام 67 يدلل على أن إسرائيل تتعامل على أن مشكلتها مع الفلسطينيين أمنية وليست سياسية.

وأشار الهندي إلى أن السياسة الإسرائيلية تجاه الضفة الغربية وقطاع غزة هي عدم الدفع باتجاه السلب أو الإيجاب ,بالإضافة إلى محاولتها الإبقاء على الوضع القائم لتحصر معالجتها للمشكلة على أنها أمنية فقط.

ونوّه إلى أن إسرائيل إذا دفعت بالأمور بالاتجاه السلبي أو الإيجابي ,سيتطلب منها تنازلات سياسية للضفة أو غزة أو القدس "وهذا ما لا تريده الحكومة اليمينية المتطرفة".

خاضع للتطورات

ويرى المتخصص بالشأن الإسرائيلي أن المرحلة القادمة خاضعة لرد الفعل الإسرائيلي على رد الفعل الفلسطيني, وأن كل شيء قابل لاشتعال انتفاضة شعبية شاملة, في حال استمرت إسرائيل في إجراءاتها القمعية ضد الفلسطينيين ودفعت نحو تصعيد الأمور.

وزاد بالقول: إسرائيل حريصة على تهدئة الأمور وهي تتعامل مع الفلسطينيين بسياسات مختلفة, ولكن جميعها في مجال الأمن، وكل شيء خاضع للتطورات, ليس معقولا أن يتم ضرب مائة صاروخ من غزة وإسرائيل لا تقوم بعملية عسكرية، ولكن إسرائيل لا تريد التصعيد"

وفي تقييمه للمرحلة الماضية أشار الهندي إلى أن الانتفاضة الحالية حتى اللحظة نجحت في إظهار حقيقة أن الوجود الأمني الإسرائيلي المكثف في القدس هو سبب المشاكل, وأنها نجحت في إقناع العالم وخاصة الغرب، بأن الحديث عن القدس الموحدة والتعايش أمر غير موجود.

وأضاف "تبين للعالم أن هناك قدس بحاجة إلى عشرين ألف جندي لحمايتها، وقدس أخرى لا تحتاج إلى جندي واحد وأن التواجد الأمني الإسرائيلي سبب المشكلة ".

ولفت الهندي إلى أن إسرائيل التي حاولت تقسيم الفلسطينيين على مدار 60 عاما ,وجدت نفسها اليوم أمام حالة فلسطينية موحدة خاصة بعد تفاعل الداخل الفلسطيني المحتل مع الانتفاضة".

 

 

اخبار ذات صلة