قائمة الموقع

خبر تحليل: عباس أعطى إسرائيل الفرصة الأخيرة قبل اشتعال المنطقة

2015-10-29T11:11:46+02:00

شمس نيوز/عبدالله مغاري

هذه المرة صعد الرئيس عباس على منصة مجلس حقوق الإنسان ليلقي خطابه الثالث منذ مطلع الشهر الجاري ,والذي جاء بعد خطابين كان أولهما أمام الأمم المتحدة ,وثانيهما كان في مقر الرئاسة موجها للشعب الفلسطيني .

الخطاب الثالث والذي جاء بعد سلسلة جهود بذلها كل من جون كيري وبان كي مون, لوقف الأحداث الجارية في الضفة والقدس المحتلتين, لم يغير الرئيس عباس فيه من مواقفه, ولم يتراجع عن طلب الحماية الدولية, بل أصر على تحميل إسرائيل المسؤولية عما يجري من أحداث.

أبو مازن هذه المرة قال إن الفرصة حانت للقادة الإسرائيليين للاعتراف بدولة فلسطين ,مشيراً إلى أنها قد تكون الفرصة الأخيرة, وأن لا أحد يعلم ماذا ستحمل رياح التغيير في المنطقة, بجانب تطرقه إلى محاولة إسرائيل جعل الصراع ديني.

محللون ومراقبون رأوا في أحاديث لـ"شمس نيوز" أن الرئيس يتحدث بطريقة غاضبة ومختلفة, وأنه يعني أن العلاقة مع إسرائيل لم تعد ثنائية, وأن هناك ضرورة لإيجاد مظلة دولية, فيما عبر آخرون عن اعتقادهم بأن عباس كان يقول للإسرائيليين:لن تجدوا مثلي، وأعرب آخرون عن اعتقادهم أن أبو مازن بدأ مرحلة الهجوم السياسي.

ليست ثنائية

الأديب والكاتب الفلسطيني أحمد رفيق عوض يرى أن الرئيس عباس من خلال خطاباته الثلاثة الماضية كان يتحدث بنبرة مختلفة، تعني أن العلاقة مع إسرائيل لم تعد ثنائية, وأنها يجب أن تكون تحت مظلة دولية".

وقال عوض لـ"شمس نيوز": خطاب الرئيس في مجلس الأمن خطوة أخرى من سلسلة الخطابات التي ألقاها منذ خطابه في الأمم المتحدة حتى اللحظة, وهذه الخطابات الثلاثة ذات نبرة مختلفة وذات توجه مختلف, بمعنى أن العلاقة مع الإسرائيليين لم تعد ثنائية".

وأضاف: الرئيس يريد أن تكون العلاقة مع إسرائيل تحت مظلة دولية, أو تدوير الصراع أو إدخال طرف ثالث غير أميركا في التوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

ويشير الأديب عوض إلى أن الرئيس (أبو مازن) يقف في منتصف الطريق لإيجاد مقاربة جديدة للعلاقة مع المحتل, لافتا إلى أن عباس لا يريد الخروج من دائرة المفاوضات من جهة, ويريد التخلص من إرث أوسلو بأقل التكاليف من جهة أخرى, وأن يرضي شعبه وينتبه لمطالبه من جهة ثالثة.

ولفت عوض إلى أن عباس يريد أن يدخل العالم والمجتمع الدولي بعيدا عن أميركا في الحل, ويعمل على إيجاد ضغط دولي وميداني على إسرائيل، مضيفا: عباس يريد ضغطا دوليا وميدانيا على إسرائيل ويطلب الحماية الدولية من جهة, ومن جهة أخرى لا يرفض ما يجري في الشوارع والميادين بفلسطين".

واستبعد عوض أن يصدر كلام جميل من قبل القيادة الإسرائيلية على خطاب الرئيس الأخير, منوها إلى أن المنطلقات السياسية الجديدة في إسرائيل اختارت الاحتلال والاستيطان والعيش بقوة السيف و"هذه السياسة لا تتغير إلا بالقوة" حسب قوله.

لن تجدوا رئيسا

وبتحليل الأديب عوض لحديث أبو مازن عن الفرصة الأخيرة في نص خطابه عندما قال: نقول للقادة الإسرائيليين إن الوقت حان للاعتراف بدولة فلسطينية, وهذه ربما تكون الفرصة الأخيرة لكم.. ولا ندري ماذا ستحمل رياح التغيير التي تحدث بالمنطقة" يرى عوض أن الرئيس أراد أن يقول لإسرائيل إن هذه فعلا هي فرصتها الأخيرة.

وأشار الكاتب والأديب إلى أن عباس كان يريد القول لإسرائيل إنها لن تجد رئيسا فلسطينيا معتدلا غيره, وإنه إذا ذهب فلن تجد له بديلا. 

بدأ الهجوم

الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطاالله يرى أن الرئيس عباس في خطابه الأخير انتقل إلى مرحلة الهجوم السياسي, والذي أظهر في خطابه أمام مجلس حقوق الإنسان قدرته على الصمود.

وقال عطاالله لـ"شمس نيوز": الجديد في خطاب الرئيس أنه لم يضعف أمام كل الضغوطات التي مورست عليه, والكل يعرف صعوبتها, اليوم الرئيس في خطابه انتقل إلى الهجوم السياسي, بشكل يعكس قدرته على الصمود".

وأشار عطاالله إلى أن عباس في خطابه ركز على قضية واحدة وهي أن الوضع لا يمكن أن يبقى على حاله وأن الاحتلال لا يمكن أن يستمر, منوها إلى أن (أبو مازن) أكد للعالم في خطابه أن ما يجري حاليا هو نفسه ما حذر منه جراء استمرار السياسة الإسرائيلية التي أدت للانسداد السياسي".

وزاد بالقول: الرئيس قال إن الفرص تتضاءل, فعلا الفرص تتضاءل؛ لأن إسرائيل تتجه نحو اليمين القومي المتطرف والذي يعتبر أن المفاوضات يجب ألا تكون، وإذا بقي الوضع كذلك فالمنطقة تتجه نحو الاشتعال".

واستبعد الكاتب والمحلل السياسي أن يكون هناك تغيير كبير في الوقت القريب, منوها إلى أن الصراع ينفتح ويأخذ طابعا مختلفا, خاصة أن إسرائيل بدأت تأخذ تتجه نحو الدينية في الصراع, مشيرا إلى أن الصراع الحالي طويل ويسجل بالنقاط لا بالضربة القاضية.

وأردف عطالله بالقول: الفلسطينيون يسجّلون نقطة بعد نقطة, وهذا ما سيساهم في مشروع تحريرهم على المدى البعيد, لكن على المدى القريب هناك شك في تحقيق أي تقدم مع الحكومة الإسرائيلية الحالية".

اخبار ذات صلة