الشعب الفلسطيني يقف حائراً منذ عام النكبة ، عام النقطة السوداء الذي جلبته علينا الصهيونية العالمية مدعومة من الدول التي تدعي بأنها حامية الانسانية وحقوق الانسان وتقرير المصير بزعامة امريكا وبريطانيا وفرنسا وباقي الدول التي تلف وراء مصالحها من أوروبية وغير أوروبية ، على شعب امن له تاريخه على ارضه وأرض اجداده ينعم بالسلام بين جميع طوائفه الدينية بما فيها الدين اليهودي.
عام صدور القرار المشؤوم رقم ١٨١ سنة ١٩٤٧ م كان العرب والمسلمون في وضع ضعيف جدا سياسيا وماليا وحتى انهم كانوا يجهلون مخططات الصهيونية والتي رسمت في انتفاقية سايكس بيكو مما جعل بريطانيا العظمى تأخذ القيادة في تنفيذ المخطط الصهيوني والتامر على شعب اعزل من السلاح واعزل من دعم حقيقي نافذ من الدول العربية والتي أخذت على عاتقها تحرير فلسطين، كما كان الجهل من زعامات فلسطينية لم تدرك الواقع الحقيقي لما كانت تخطط له امريكا وبريطانيا، مما أدى الى هجرة جماعية من المدن والقرى الفلسطينية خوفا من بطش العصابات الصهيونية التي ارتكبت ما لا يقل عن ثمانين اعتداء على الشعب الفلسطيني ، مقابل وعود عربية وغير عربية بان عودة الشعب الفلسطيني الى ارضه وأملاكه لن يتعدى فترة وجيزة، وحتى يتسنى للجيوش العربية إنزال الهزيمة بهذه العصابات التي أتت من خارج بلادنا مدعومة من امريكا وبريطانيا.
ووجد الشعب الفلسطيني وبغفلة من الزمن بانه يعيش في مختلف بقاع الشتات بعيداً عن بيوته وأملاكه. وبعد ثمانية وستون عاما من هجرة داخل الوطن وخارجه يقف الشعب مذهولا لما آلت اليه قضيته من تراجع، يقابله تكريس احتلال يمارس القتل والاعتداء اليومي على الشعب الفلسطيني ولا يقف فقط عند هذا الحد بل يدنس مقدسات العرب والمسلمين.
نحن نعلم ان الربيع العربي كان نقمة على الشعوب العربية التي هاجرت من بلادها وتحملت الاهوال للوصول الى بلاد لم تكن تتخيل او تعتقد بأن الهرب القهري من بلادها هو الملجأ النهائي للعيش في ظل الحرية وكرامة الانسان خوفاً من القتل في بلادهم . لكن هذا لا يمنع من دعم الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لكل هذا الظلم.
نريد أن نسال العرب والمسلمين أين وعودهم السخية تجاه القدس واهلها زهرة المدائن التي تقضم وتُهّود كل يوم؟! ونسأل احرار العالم وانصارحقوق الانسان: اين هم من كل ما يجري؟؟
اليوم الشعب الفلسطيني باطفاله ونسائه ورجاله يقاوم محتلاً بصدور عارية ويقتل يوميا على يد هذا الاحتلال مدعوماً من امريكا وبريطانيا سياسياً وعسكرياً ومالياً،وسط سكوت عربي وسكوت إسلامي مذهل.
ان الشعب الفلسطيني يعرف تماما من هو عدوه ولكن مع الأسف لم يعد يعلم من هو صديقه او حاميه من هذا المحتل.
البارحة قام الرئيس محمود عباس يشرح للعالم الغربي وغير الغربي الواقع الاليم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني وكرر دعوته عدة مرات لإنهاء الاحتلال الذي طال ٦٧ عام ، وبعد الانتهاء من خطابه والذي شرح فيه هذه المعاناة الرهيبة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني رأينا كيف كان التصفيق حاراً ووقوفا لجميع الحاضرين.
ولكن مع الأسف الجميع عاد الى بلاده بدون أخذ مواقف جادة لإنهاء الاحتلال.
لذلك الآن أصبح واضحاً للشعب الفلسطيني بانه يقف لوحده امام محتل ليس لديه اي سياسة لإنهاء احتلاله.
ومن هذا المنطلق الشعب يطلب من قياداته الابتعاد عن الأنانيات الضيقة والعودة لأصالة الوحدة الوطنية ورسم خارطة واقعية لإنهاء الاحتلال، فهل هذا كثير على هذا الشعب الصامد؟
المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه