قائمة الموقع

خبر كيف تتعامل السلطة مع "انتفاضة القدس"؟

2015-11-01T08:37:37+02:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

"انتفاضة القدس" أو كما تُسمى بـ"انتفاضة السكاكين".. أربكت حسابات الاحتلال الإسرائيلي، وشكلت كابوساً لإسرائيل وللسلطة الفلسطينية برام الله، والتي لم تحدد موقفها إلى الآن من دعم تلك الانتفاضة أو صدها، وهذا ما يظهر جليا من أحاديث قادة السلطة وعلى رأسهم محمود عباس الذي قال في حديثه خلال جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان: "الهبة الغاضبة والأحداث المتتالية هي النتيجة الحتمية لما حذرنا منه وعرضناه سابقا من جرائم وعدم نجاح المجتمع الدولي في رفع الظلم".

والدليل أيضاً على ذلك، التحركات الدولية بالمنطقة بدءً من الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، مروراً بالرباعية الدولية التي يُنتظر زيارتها، وليس أخيراً بزيارة وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، الذي التقى الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، وعقد جلسات مطولة بالأردن مع (أبو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية.

هذه الزيارات والتحركات، بحسب مراقبين تحدثوا لـ"شمس نيوز"، أتت من أجل إنقاذ إسرائيل من الأزمة التي تمر بها جراء اشتداد أحداث الانتفاضة الثالثة، والتي "حشرتها في زاوية" وشكلت كابوساً كبيراً لها، مشددين على أنها لن تستطيع إخمادها.

وفي ضوء الوضع الأمني الراهن، فإن السلطة تظهر كمن يلعب بالنار، فهناك تخوف من رد الفعل الإسرائيلي حال دعمت الانتفاضة، بينما يزداد ذلك التخوف من رد الفعل الفلسطيني حال قررت صد الجماهير المنتفضة في شوارع الضفة المحتلة.

لم تأخذ إذنا من أحد

المراقب للشأن الفلسطيني، د. أسعد أبو شرخ المحلل السياسي، يرى أن انتفاضة القدس حينما قامت "لم تأخذ إذنا من أحد، وحينما تتوقف أيضاً لن تأخذ أي إذن"، منوهاً إلى أن هناك حالة سلمية ميتة، وحراك سياسي ومفاوضات لم تؤتِ أُكلها.

وذكر أبو شرح لـ"شمس نيوز" أن مجيء كيري للمنطقة "مؤامرة"، من أجل وأد الانتفاضة، مستدركاً: لكن لم يسمع أحد من الشعب الفلسطيني لمن يريد أن يطفئ هذه الانتفاضة، لأن هؤلاء الذين يأتون من أجل إطفاء جذوتها، هم متآمرون على الشعب ولم يفيدوه بشيء سواء من دول غربية أو عربية".

ورقة قوية

وعن إمكانية نجاح المساعي الرامية إلى وأد الانتفاضة، رجح المحلل السياسي استمرارها وتصاعدها، مؤكداً أن الانتفاضة ورقة قوية في يد الشعب الفلسطيني، "وعلى القيادة الفلسطينية استثمار هذه الفرصة التاريخية لإنهاء الاحتلال".

وفي السياق، استبعد أبو شرخ قدرة السلطة على إيقاف الانتفاضة لو رغبت في ذلك، "وهي لم ترغب من الأصل"، لافتاً إلى أن الرئيس عباس لا يريد حتى العودة إلى المفاوضات في ظل التعنت الإسرائيلي، "إلا إذا استجابت إسرائيل للشروط الفلسطينية، وهي ليست شروطا بل اتفاقيات وقعت عليها"، بحسب وصف المحلل السياسي.

وكانت صحيفة "الخليج أونلاين" نقلت عن عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تصريحات بوجود اتفاق سري، بين "الأردن ومصر والإدارة الأمريكية والسلطة الفلسطينية"، لإعطاء المفاوضات مع إسرائيل فرصة جديدة لإمكانية تحريكها بعد توقفها لأكثر من عام ونصف.

ووفقًا للمسؤول الفلسطيني- الذي لم تسمه الصحيفة- فإنه قد تم وضع أسس جديدة، ضمن سقف زمني محدد لإمكانية تحريك مياه المفاوضات الراكدة من جديد، وذلك خلال اللقاءات التي جرت بالعاصمة الأردنية عمان، بين الملك الأردني ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ووزير الخارجية الأمريكية، جون كيري.

موقف تقليدي

من جهته، وصف المحلل السياسي، إياد البرغوثي موقف السلطة الفلسطينية من الانتفاضة بـ"التقليدي"، وقال: هي ليست مع انتفاضة وإنما مع خيار المفاوضات والحل السلمي وهو الطريق الذي سارت عليه طوال فترة وجودها".

وقال لـ"شمس نيوز": تبقى فرصة أن تكون السلطة مع انتفاضة حقيقية "ضعيفة جداً"، لعدم وجود الإمكانيات"، مشدداً على عدم عودة السلطة للمفاوضات "رغم أنه خيارها"، إلا إذا حصل تغير في الموقف الإسرائيلي المتعنت" بحسب وصف البرغوثي.

وأعرب المحلل السياسي عن اعتقاده، بأنه سيكون هناك تغيير شكلي على الموقف الإسرائيلي، حتى يسمحوا للسلطة بالعودة إلى المفاوضات، مبيّناً أنه ليس من السهل أن يعطوا تنازلات، "ولكن في النهاية أعتقد أنهم سيلجئون لتنازلات شكلية، وتعود المفاوضات كما كانت في السابق".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس " أكد عزمه بعدم التخلي عن اتفاق أوسلو، أو الإصرار على استيعاب ملايين اللاجئين الفلسطينيين داخل إسرائيل"، بحسب ما نقل تلفزيون "إسرائيل" عنه.

وقال عباس خلال لقاء عقده قرب مدينة لاهاي الهولندية مع العشرات من أبناء الجالية والمنظمات اليهودية: "لن نلغي، لن نلغي أي شيء ما دامت إسرائيل تحترم التزاماتها"، مشيراً إلى أن إسرائيل وحركة حماس تجريان مفاوضات مباشرة بأوروبا، في دولة لن يذكر اسمها، "وكذلك أجريتا محادثات غير مباشرة حتى الشهر الماضي عبر توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق".

اخبار ذات صلة