لا تقتصر الأزمات التي يعيشها قطاع غزَّة على السياسيّة منها أو الاقتصاديّة، بل طالت المرضى الذين ينتظرون إجراء عمليات جراحية «غير خطيرة»، جرّاء نقص الكوادر البشريّة المتخصّصة بالتخدير في مستشفيات غزَّة الحكومية.
يقول مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة في غزة، عبد اللطيف الحاج، إنَّ المرافق الصحية تعاني نقصاً في الأطباء وفنيي التخدير، بعد تقاعد العديد منهم، من دون تعيين كادر جديد بديلاً عنهم.
وأوضح أنَّ «وزارة الصحة في غزَّة تعجز عن تعيين أطبّاء جدد بسبب الأوضاع السياسية الراهنة والناجمة عن الانقسام الفلسطيني، وعدم تولّي حكومة الوفاق مهامها ومسؤوليتها تجاه وزارات غزَّة، فقدرتنا الماليّة محدودة جداً في تعيين طواقم طبية جديدة».
ويقدر الحاج عدد أطبّاء وفنيي التخدير والعمليات في جميع مستشفيات قطاع غزَّة الحكومية البالغ عددها 12، بحوالي 70 إلى 80 طبيباً، ما يعني نقصاً في هذا الكادر بحوالي 30 طبيباً.
وتتهم وزارة الصحة في غزَّة، حكومة الوفاق بعدم تسلّم مهامها في القطاع، وإعاقة دفع المصاريف التشغيلية لها، وهو ما يعيق تعيين أطبّاء جدد وتوفير مستلزمات مستشفيات القطاع.
وأشار الحاج إلى أنَّ الكثير من العمليات الجراحية تأجّلت وتأخر موعدها، بسبب النقص في أطباء التخدير، برغم توفّر الكادر الطبي الجراحي وغرف العمليات المجهزة.
وذكر أنَّ أقصى موعد انتظار للمريض قد يصل إلى ثلاث سنوات، مشيراً إلى أنَّ هناك المئات من المرضى الذين ينتظرون دوراً لهم في إجراء العمليات في هذه المستشفيات.
ووفقاً للحاج، فإنَّ جميع العمليات الجراحيّة تندرج في قائمة الانتظار، ومنها الجراحة العامة، والأنف والأذن والحنجرة، والعظام، والحروق، والتجميل وغيرها، وأضاف أنَّه «في حال وصول حالات مستعجلة، نضطر إلى سحب دور أحد المرضى من قائمة الانتظار لمصلحة هذه الحالة، ما يفاقم المشكلة ويطيل موعد انتظار المريض عمليته».
ويضطر المسنّ نصر إبراهيم (72 عاماً) إلى التعايش منذ أسابيع، مع ألم «الفتاق» الذي أصابه في بطنه. فنقص الإمكانيات والكادر الطبي المتخصص بالتخدير، سيحول دون إجراء عملية جراحية له، من أجل استئصال الانتفاخ من حول سرّته والتخلص من أوجاعه.
ويقول إبراهيم إنَّ طبيبه أخبره بوجود قائمة طويلة من المرضى تسبقه، وتنتظر دورها في إجراء عمليّات جراحية مختلفة، وعليه الانتظار لأكثر من عام، بسبب نقص الإمكانيات.
ولا خيار أمام إبراهيم سوى الانتظار، لأنَّه لا يستطيع إجراء العملية في مستشفى خاص، لكونها تتطلّب تكاليف مالية لا يقدر على دفعها. غير أنَّه يأمل بتحسن الأوضاع في المستشفيات الحكومية، وأن تُجرى عمليته قبل الموعد المحدد له.
وينتظر الشاب معتز مسعود (25 عاماً) بفارغ الصبر انقضاء هذه الفترة لإجراء عملية تعديل «الحاجز الأنفي» خلال الشهر الحالي، بعدما كان طبيبه قد حدّد له هذا الموعد قبل نحو عام.
المصدر: وكالة الأناضول