شمس نيوز/عبدالله مغاري
المزيد من الدعم العسكري والمعنوي لإسرائيل, هذه هي نتائج لقاء رئيس وزراء الاحتلال برئيس الولايات المتحدة الأمريكية, اللقاء الذي لم يناقش خلاله سوى أمن إسرائيل من بين تعقيدات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لتعكس نتائجه كالعادة التأييد الأمريكي للاحتلال .
وبالتزامن مع هذا اللقاء, كان الرئيس محمود عباس يجوب الدول العربية, في جولة بدأها من مصر والتقى خلالها عبدالفتاح السيسي، ويزور خلالها أيضا عدة دول عربية ,أهمها المملكة العربية السعودية .
انتفاضة القدس مستمرة وتجاهل العالم لمطلب الشارع المنتفض بات واضحا, بجانب إصرار إسرائيل على التعامل الأمني مع القضية, دون التفكير بأي حلول سياسية، حتى لو تظاهر نتنياهو بحل الدولتين, فالواقع يقول عكس ذلك.
ومع هذه المؤشرات يبرز التساؤل: ماذا يريد عباس من جولته؟ وكيف سيخرج من أزمة الخذلان والتجاهل الدولي؟.
مراقبون رأوا في أحاديث منفصلة مع "شمس نيوز" أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست مستعدة لإحراج نفسها مع إسرائيل لأجل الملف الفلسطيني، فيما يرى آخرون أن عباس يحاول الخروج من الأزمة بإيجاد محور عربي داعم, مستبعدين فرضية أن يعلن عباس عن موت "أوسلو" بعد عودته.
لن تعود
الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله يرى أن صراع الإرادات بين الحكومة الإسرائيلية والولايات المتحدة الأمريكية, سجل هزيمة للإدارة الأمريكية فيما يخص الملف الفلسطيني.
وقال عطاالله لـ"شمس نيوز": استرضاء اوباما لنتنياهو بعد الاتفاق النووي الإيراني يتطلب منه الابتعاد عن الملف الفلسطيني في لقاءهما, وصراع الإرادات بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية سجل هزيمة للإدارة الأمريكية فيما يخص الملف الفلسطيني".
وأشار إلى أن قوة إسرائيل اليوم ومواقف نتنياهو المحرجة, والتي كان منها خطابه أمام الكونغرس الأمريكي رغماً عن أوباما، جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تعرف قوة إسرائيل ولا تعود لإحراج نفسها من أجل عيون الفلسطينيين.
محور عربي
ويشير المحلل السياسي إلى أن الانتفاضة الحالية رفعت من السقف الفلسطيني وأعادت بعض أوراق القوة للرئيس عباس والتي تجعله يستند إليها في تشكيل محور عربي قادر على وضع الملف الفلسطيني من جديد على الطاولة الدولية, منوها إلى أن الفلسطينيين يعيشون شعور الوحدة في المعركة، خاصة في ظل انشغال العرب بمشكلاتهم الإقليمية.
ولفت عطا الله إلى أن الرئيس عباس يجري مشاورات عالية مع الدول العربية لإدراكه بأن القضية الفلسطينية على مفترق مهم وشعوره بأن العالم أدار ظهره للقضية الفلسطينية, مشيرا إلى تركيز أبو مازن على استشارة مصر كونها ذات تقل وأهمية.
وبخصوص اللقاء الأخير الذي جمع عباس والسيسي قال عطا الله : إلى حد ما تصريحات الرئيس المصري تعكس جاهزية مصر للقيام بدورها التاريخي تجاه القضية الفلسطينية".
لا إعلان صريح
الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل يرى أن المستوى السياسي يمر بمأزق بعد فشل العملية السياسية وتجاهل الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية للقضية الفلسطينية, منوها إلى أن ذلك دفع القيادة السياسة الفلسطينية للتوجه إلى الدول العربية".
وقال عوكل لـ"شمس نيوز": طبعا السياسة الفلسطينية في مأزق، فشلت العملية السياسية والكثير من الدول الغربية والولايات المتحدة تجاهلت القضية الفلسطينية وتوجهت إلى أولويات أخرى, وبالتالي المستوى السياسي الفلسطيني يحاول طرق أبواب العرب في هذه الحالة".
واستبعد الكاتب عوكل أن تؤدي جولات الرئيس عباس للدول العربية إلى إعلان صريح بالتخلي عن أوسلو, متوقعا أن تؤدي إلى الانتقال بشكل تدريجي إلى مربع الاشتباك والابتعاد عن التزامات أوسلو تدريجيا "وهذا يحتاج إلى ترتيبات فلسطينية داخلية".
وأشار عوكل إلى أن عباس خلال جولاته في الدول العربية يسعى لإيجاد دعم عربي قوي، يوفر غطاءً سياسيا عربيا للانتفاضة ويحميها على المستوى الخارجي, إلى جانب محاولته توفير شبكة أمان مالية عربية تضمن عدم وقوع السلطة بأزمة في حال اتخذت إسرائيل إجراءات مضاعفة.
وزاد بالقول: الرئيس يناقش كل الأمور مع العرب وبالذات مع مصر، ناقش مستقبل السلطة والمصالحة وحتى دعم العرب لمرحلة يضطر أبو مازن فيها إلى مغادرة الحياة السياسية".