غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر خلافات داخل إسرائيل: نتنياهو معتدل!

حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة إظهار قدرته التمثيلية على أن يبدو «معتدلا». وقد تجلى ذلك في مواقف أعلنها أمام الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، وحتى أمام وسائل الإعلام في اللقاءات التي أجراها.

ويمكن تلخيص جوهر ما أبداه نتنياهو من مواقف في إعلانه استمرار التزامه بحل الدولتين واستعداده للإقدام على خطوات من طرف واحد. ومع ذلك عمد إلى تكرار مواقفه الرافضة للتسوية، والتي تقول باستحالتها.

ولكن مواقف نتنياهو هذه أثارت ردود أفعال داخل ائتلافه الحكومي تشي بتصدعات أو بخلافات داخلية تحول دون تغيير المواقف الرسمية الحالية.

وفي خطــابه أمــام المعــهد اللــيبرالي Center for American Progress - CAP في واشنطن، ورداً على سؤال حول خطته البديلة في ضوء فقدان امكانية التوصل لاتفاق دائم رد نتنياهو: «بالإمكان الإقدام على خطوات معينة من طرف واحد، إذا وافقت الأسرة الدولية على مطالب إسرائيل بالمحافظة على أمنها على جانبي الحدود».

وحاول نتنياهو التقرب من الأوساط الليبرالية في الغرب مرتديا ثوب اعتدال مزعوم واضعا السم في الدسم. إذ أشار في مقابلة أجراها مع المعهد الليبرالي اليساري المؤيد لإدارة باراك أوباما، والمعروف باسم CAP، إلى أن الغرب وخصوصا الليبراليين يدعمون قيام دولة فلسطينية «خالية من اليهود».

وردا على سؤال حول سبب مواصلته البناء في المستوطنات، رد نتنياهو أنه منذ عشرين عاما لا توجد مستوطنات جديدة، وأنه شخصيا بنى في الضفة الغربية وحدات استيطانية أقل من أسلافه. مع ذلك أضاف أن «كثيراً من الناس يقيمون هناك، ومعظمهم يتركزون في ثلاث كتل استيطانية أساسية. فلسنا غرباء في هذه الأماكن. اليهود يعيشون فيها منذ أربعة آلاف عام، وكذلك العرب».

وتساءل نتنياهو، «هذه الأرض موضع خلاف فيه بناء عربي مكثف مخالف لاتفاقيات أوسلو. رغم ذلك، لا أحد يقول لهم، لماذا تبنون في أراض موضع خلاف؟، ولكن لماذا بوسع العرب أن يسكنوا داخل إسرائيل في كل مكان، فيما أن فكرة الدولة الفلسطينية الخالية من اليهود مقبولة؟! هذا عمل معاد لليهود، وأي معيار هو؟ لماذا يقبله الليبراليون؟».

وتحدث نتنياهو بإسهاب عن تعامله مع الأقلية العربية داخل الخط الأخضر والمسألة الفلسطينية. وأبدى اعتذاره عن قوله يوم الانتخابات بأن «العرب يتدفقون إلى صناديق الاقتراع». وقال: «لم يكن ينبغي لهذا القول أن يقال». وعدد نتنياهو ما اعتبره قرارات اتخذها لتعزيز الوسط العربي في إسرائيل رغم أن الكثير من القوانين التمييزية ضد العرب اتخذت في ولايته وبمبادرة من حزبه وشركائه الائتلافيين.

وكان لافتا حديث نتنياهو عن الخلافات الدينية داخل المعسكر اليهودي ذاته. ومعروف أن غالبية اليهود في إسرائيل هم ممن يتبعون التيارات الأرثوذكسية خلافاً لغالبية اليهود في أميركا والذين ينتمون للتيارين التقدمي والإصلاحي. وحاول أن يوضح لليهود الأميركيين من غير الأرثوذكس في أميركا أنه «رئيس حكومة الجميع».

وكرر نتنياهو مواقفه بشأن المفاوضات مع الفلسطينيين حيث أشار إلى أن «جذر النزاع ليس المستوطنات، وإنما رفض القيادة الفلسطينية قبول الدولة اليهودية». وأضاف أنه في ضوء الفوضى السائدة في الشرق الأوسط «ينبغي لإسرائيل أن تحافظ على حق الجيش الإسرائيلي في البقاء داخل الدولة الفلسطينية، لأنني لا أرى قوة تحافظ بنجاعة على الأمن. هذا مساس بالسيادة الفلسطينية، ولكن في دول كثيرة في العالم مقبول وجود جيش أجنبي على أرض دولة أخرى، مثلا الجيش الأميركي في ألمانيا وكوريا الجنوبية».

وأضاف نتنياهو أنه «ينبغي غرس هذا المبدأ في شرايين دماء الأسرة الدولية» وأنه لا يرى حاليا قيادة فلسطينية تقبل بذلك. وأشار نتنياهو إلى أن هذا أحد أسباب عدم توفر فرصة للوصول إلى تسوية دائمة مع الفلسطينيين وأنه «بشأن الحرم القدسي يستحيل التوصل لاتفاق. وحسب رأيي ينبغي لإسرائيل أن تحافظ على سيادتها في الحرم في كل الظروف».

وقاد الكلام عن خطوات من طرف واحد إلى إثارة ردود فعل سلبية عليه من جانب زعيم «البيت اليهودي» وزير التعليم نفتالي بينت. وقال بينت مهاجما كلام نتنياهو أنه «إذا أجدى الإرهاب، فإن الإرهاب سوف يتعاظم. وكل تسليم أراض من طرف واحد للعرب يشكل خطأ جسيما ودائما.

والحديث عن ذلك في ذروة موجة إرهاب يعطي انطباعا يناقض ما هو مطلوب». وأضاف بينت «ينبغي للعدو أن ينال العقاب عن الإرهاب وليس جائزة على قتل يهود. ولا ريب أنه ينبغي الإقدام على خطوة من طرف واحد: فرض السيادة الإسرائيلية في المستوطنات اليهودية في يهودا والسامرة».

وهذه هي المرة الثانية التي يوجه فيها بينت انتقادات لأقوال أطلقها نتنياهو أثناء زيارته للولايات المتحدة. ففي يوم الاثنين، في لقاء مع الرئيس أوباما قال نتنياهو أنه ملتزم بحل دولتين لشعبين. وفي مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي قال بينت: «لأسفي لا يزال في الحلبة السياسية الإسرائيلية جزء كبير وربما أغلبية الأحزاب تؤيد إنشاء دولة فلسطينية. وأنا أعتقد أن هذا خطأ تاريخي». وأضاف بينت: «أعتقد أنهم بعد 100 سنة سيكتب المؤرخون «كيف أنه في حمى الفترة الجهادية كان هناك من يتحدثون عن ضخ كل هذا الجهاد إلى داخل إسرائيل».

كذلك حمل رئيسا لوبي أرض إسرائيل في الكنيست، يؤآف كيش من الليكود وبتسليئيل سموتريتش من البيت اليهودي على تصريحات نتنياهو.

وقالا «إننا نؤيد إعلان رئيس الحكومة بشأن خطوات من طرف واحد في يهودا والسامرة... فبعد شهور من إرهاب لا يتوقف، على إسرائيل أن تتخذ خطوات من طرف واحد بالبناء الاستيطاني وفي فرض السيادة. هكذا نوضح للفلسطينيين أن الإرهاب غير مجز، وأنهم في كل مواجهة سيخرجون خاسرين وستربح إسرائيل».

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".