شمس نيوز / عبدالله عبيد
في زيارته الأخيرة لجمهورية مصر الأسبوع الماضي، التقى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحثا معا عدة ملفات، من بينها ملف معبر رفح المغلق منذ فترة طويلة، بعد أن اشتد الحصار على أهالي قطاع غزة ودخل عامه التاسع، دون تحرك جاد من قبل عباس أو سلطته.
وأعلن عزام الأحمد، مسؤول ملف المصالحة الفلسطينية في حركة فتح، التوصل إلى اتفاق مع مصر على إعادة تشغيل معبر رفح قريباً وفتحه أمام المسافرين والبضائع وفق ترتيبات جديدة.
وبحسب ما قاله الأحمد لصحيفة "الحياة الجديدة"، فإن الاتفاق «يقضي بإعطاء أولوية لسفر الطلاب والمرضى والعاملين في الخارج، الذين يحملون تأشيرات سفر من دول أخرى أو إقامات في تلك الدول، فيما سيجري سفر المواطنين وفق «الاعتبارات المصرية»، في إشارة إلى العمليات العسكرية الجارية في شمال سيناء، قرب الحدود مع غزة.
تجاهل حماس
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حذرت من التعامل مع مقترحات قيادة فتح والسلطة مع الجهات المصرية بشأن فتح معبر رفح البري، مؤكدة أنّ "المطلوب هو فتح المعبر وليس أن يبادر أي طرف فلسطيني لاقتراح آليات توفر غطاء لاستمرار إغلاقه وفرض القيود عليه".
القيادي في حماس، أحمد يوسف عدّ الاتفاق الذي جرى بين السلطة ومصر بما يخص معبر رفح " خطوة جيدة"، متمنياً أن يتم الشروع بتنفيذها على أرض الواقع.
لكن يوسف أعرب في حديث مع "شمس نيوز" عن أسفه من عدم إشراك حركته في هذا الاتفاق، متسائلاً في ذات السياق: كيف سيتم تطبيق مثل هذا الاتفاق مع تجاهل السلطة المسيطرة على غزة، في إشارة إلى حماس.
وأضاف: بدون الجلوس مع حماس ووضع النقاط على الحروف لترتيب الأوضاع، لا يمكن أن يُطبّق هذا الاتفاق"، مشدداً على ضرورة التشاور مع حماس في غزة، لتطبيق مثل هذا الاتفاق على أرض الواقع.
كما أشار القيادي في حماس، إلى أن حركته معنية بفتح معبر رفح والتخفيف من معاناة الناس في غزة، مستدركاً: لكن لا يمكن القفز فوق حركة حماس وتجاوزها بأي شكل من الأشكال في هذا الاتفاق".
يذكر أن، حركة حماس فازت بانتخابات المجلس التشريعي عام 2006 بأغلبية ساحقة، أعقبها مشاكل كبيرة مع حركة فتح، أدت إلى انقسام فلسطيني في أرجاء الوطن، تولت خلالها الأخيرة إدارة قطاع غزة، بينما تولت سلطة فتح إدارة الضفة الغربية.
تخفيف المعاناة
من جهته، يرى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جمال محيسن أن اتفاق معبر رفح بين السلطة ومصر، يأتي للتخفيف من معاناة أهالي قطاع غزة، مبيّناً أن الرئيس عباس قام بتكليف عزام الأحمد للتباحث مع المصريين في هذا الموضوع.
وقال محيسن لـ"شمس نيوز": مصر تعاملت في هذا الاتفاق مع السلطة الفلسطينية وحكومة التوافق، لأن الدول تتعامل في اتفاقاتها مع دول نظيرة وحكومات رسمية، ولا تتعامل مع أحزاب"، منوهاً إلى أن هدف الاتفاق إنساني بحت وليس سياسيا.
وفي حال رفض حماس تسليم المعبر، لعدم إشراكها بالاتفاق، أضاف: معبر رفح قضية مهمة، والسلطة قامت بدورها من أجل التخفيف الحصار عن القطاع، والجانب المصري مستعد في هذا الجانب بعد الاتفاق، ولكن بعد ذلك حماس هي من تحول دون فتحه وهي من تقف عائقاً أمام سفر الطلبة والمرضى"، بحسب محيسن.
ونوه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إلى وجود اتصالات بين عزام الأحمد وبين موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس، لافتاً إلى أنه في الأسبوع الماضي تم عقد اجتماع بينهما في بيروت.
وتغلق السلطات المصرية، معبر رفح، الواصل بين قطاع غزة ومصر، بشكل شبه كامل، وتفتحه فقط لسفر الحالات الإنسانية، وذلك منذ الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في مصر، في يوليو/ تموز 2013 وما أعقبه من هجمات استهدفت مقارا أمنية وعسكرية في شبه جزيرة سيناء، المتاخمة للحدود.
صراع سياسي
من جهته، أوضح المحلل السياسي، محسن أبو رمضان أن تهميش السلطة ودولة مصر لحركة حماس في الاتفاق الذي توصلتا إليه بخصوص معبر رفح، يأتي في إطار الصراع السياسي، في ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية من انقسام داخلي.
وأشار أبو محسن لـ"شمس نيوز"، إلى أن اتفاق المعبر لن يدخل حيز التنفيذ على الأرض في حال عدم تسليم حماس للمعابر، مبيّناً أنه من الأفضل الاتفاق مع حماس التي تسيطر على معابر القطاع في هذا الشأن.
وتوقع استمرار إغلاق المعبر في حال تعنت حماس، منوهاً إلى أن هذا الاتفاق سيحشر حركة حماس في الزاوية "لأنها إذا رفضته فستصبح متهمة من قبل الناس بأنها هي المتسبب بإغلاق المعبر"، على حد اعتقاد أبو رمضان.
الجدير ذكره، أن معبر رفح يعد المنفذ البري الوحيد لأهالي غزة على العالم الخارجي، ولم يتم فتحه منذ تسعين يوماً، في حين تم إغلاقه منذ بداية العام الجاري لأكثر من 300 يوم ولم يُفتح سوى 19 يوماً استثنائياً على فترات متفرقة. وأشارت الداخلية في غزة، إلى أن عدد المسجلين للسفر حالياً في قطاع غزة تخطى 25 ألف مواطن من الحالات الإنسانية والحاجات المُلحة.