قائمة الموقع

خبر الفلسطينيون ضحايا.. أشباح !

2015-11-19T09:04:52+02:00

بقلم: جيمس زغبي

أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الأسبوع الماضي، حرصت الإدارة الأميركية على القول إنها تجاوزت التوتر بينها وبين تل أبيب في ما يتعلق بالصفقة الإيرانية. وقد سارع ثلاثة أرباع أعضاء الكونغرس إلى الترحيب بنتنياهو مع توجيه رسالة استنكار لما سموّه «العنف والتحريض الفلسطينيين»، اللذين يؤديان إلى «زيادة المواقف توتراً»!

وقد ركّزت البيانات الصادرة عن المسؤولين السياسيين بشكل كبير على محورَين رئيسيين: المتطلبات الضرورية لحماية أمن إسرائيل عقب توقيع «مجموعة 5+1» الاتفاق النووي مع إيران، وكيفية الحفاظ على علاقات أميركية - إسرائيلية متينة بمعزل عن العلاقة بين نتنياهو وأوباما.

لقد تحدّث أوباما عن الحاجة إلى «خفض مستوى التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، وإلى ضرورة «تحقيق التطلّعات الفلسطينية المشروعة من خلال عملية سياسية». فيما قال نتنياهو إنه ملتزم «بفكرة دولتين لشعبين، وبقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بيهودية دولة إسرائيل»! إلا أن دعوة أوباما إلى «خفض التصعيد» وردّ نتنياهو بأنه «منفتح على النقاش بشأن سبل تخفيف التوتر»، ليسا أكثر من تكرار لمواقف سبق أن أطلقها الطرفان، لكنها لم تنفّذ أبداً.

منذ الأيام الأولى للإعلان عن المشروع الصهيوني في فلسطين، عمد الغرب إلى تصوير الصراع الناتج وفق معادلة مختلة: «الإنسانية اليهودية في مواجهة المشكلة العربية»! وحتى عندما حصل الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، لم يحدث إلا تغيير طفيف في النقاش القائم حول الدولة الفلسطينية، باعتبارها ضرورية ليس لتحرير الفلسطينيين من كابوس الاحتلال، بل للتأكد من أن إسرائيل ستبقى قائمة كـ «دولة يهودية»!

لقد كانت هناك مناسبات عدل فيها زعماء غربيون عن التمسك بهذا المنطق. فقد حصل أن تحدث الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون عن معاناة الفلسطينيين في رسالة مميزة إلى المجلس الوطني الفلسطيني في العام 1998. كذلك فعل أوباما في الخطاب الذي ألقاه في جامعة القاهرة العام 2009، كما في خطاب ألقاه في القدس العام 2013.

وبدلاً من إحداث تغيير في خطابنا السياسي، بدا وكأن المواقف اللافتة لكلينتون وأوباما لم تكن أكثر من استثناءات عابرة. علماً أنه، خلال السنوات القليلة الماضية، لم يكن هناك سوى القليل من الكلام عن المصاعب التي يواجهها الفلسطينيون، ولم نسمع عن أي بيان يستنكر معاملة إسرائيل الوحشية للأسرى الذين تعتقلهم من المناطق التي تحتلها.

لابد من الاعتراف بحق الفلسطينيين في الحياة وفي الحماية. وفي ظل غياب الاهتمام بأرواح الفلسطينيين، فإن الكلام عن دولة واحدة أو دولتين يبقى فارغ المضمون.

الفلسطينيون هم الضحايا. وهم ضحايا غير مرئيين. والتعسّف الذي طالهم على مدار عقود، والذي استثار فيهم الغضب والإحباط، هو الذي يدفع الشبان صغار السن منهم للتصرف على هذا النحو الذي نراه. يفترض أن يدفعنا هذا لإعادة النظر في طريقة مساهمتنا، كغربيين، في إثارة ذلك الغضب والإحباط، بسبب تجاهلهم طوال كل المدة الماضية.

تنويه: المقالات المنشورة على صفحة وكالة "شمس نيوز" تعبر عن آراء كتابها

اخبار ذات صلة