قائمة الموقع

خبر زواج الفيس بوك.. وصفة سحرية لـ"الطلاق المبكر"

2015-11-19T11:26:00+02:00

شمس نيوز/ أحلام الفالح

انتشرت في الآونة الأخيرة مجموعات مغلقة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لتبادل طلبات الزواج بين الشبان والفتيات، حيث يقدم الراغب في الزواج صفاته الشكلية والعلمية، والمادية، وصفات الشريك الذي يبحث عنه من خلال إعلان على هذه المجموعات، ويتم التواصل معه في حال توفر طلبه، عبر الرسائل الخاصة.

أفكار جديدة ومبتكرة يتداولها الشباب والفتيات دون الحذر من مخاطرها، بنية البحث عن شريك مناسب للارتباط "الحلال"، خوفاً من شبح العنوسة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي لا توفر الحياة الكريمة للشباب.

التيسير على الشباب

مشرفة مجموعة "خطوبة وزواج فلسطين على سنة الله ورسوله"، أم محمد سعيد، قالت لـ"شمس نيوز" إن "الهدف من وراء هذه المجموعات التسهيل على الشباب والفتيات والتواصل بينهم للبحث عن الشريك المناسب، خاصة في ظل الظروف الصعبة والحصار الذي ولّد البطالة، مما زاد من نسبة العنوسة بين الشباب والفتيات".

وأضافت سعيد: يوجد إقبال كبير من الجنسين، وتجاوب بين الطرفين، بالرغم من خوف الفتيات تحديداً من نشر الإعلان الخاص بها، فتلجأ لكتابة الإعلان وتنسبه  لصديقتها أو لفتاة أخرى، هرباً من ملامة الأهل والمجتمع لها".

وتابعت القول: هناك اختلاف في طريقة التفكير بين أفراد المجتمع، بعض الشباب ينضمون لهذه المجموعات للاستهزاء والتسلية فقط، لكنهم يواجهون هجوما شديدا من أعضاء المجموعة يصل إلى حظر من يتمادى بالسخرية، ونجد بعض الأهالي يفضلون العنوسة لابنتهم على أن تتزوج عن طريق الانترنت".

ونوَّهت إلى أن نسبة النجاح مقبولة، خاصة أن المجموعة تم إنشاؤها منذ ثلاثة شهور فقط، والإقبال عليها عالٍ جداً".

تجربة ناجحة

الشاب هاشم محمد –اسم غير حقيقي- الذي تمت خطبته عن طريق المجموعات، قال إنه تعرف على هذه المجموعات بمحض الصدفة، وعندما لمس فيها الجدية لجأ إليها، خاصة أن وضعه المادي سيء جداً، وكان يتمنى الارتباط بفتاه تقدّر وضعه المادي.

وأضاف أنه بعد فترة قصيرة من الانضمام للمجموعة وضع إعلانا بمواصفات العروس ووضع معلومات شخصية عنه، وبعد أيام من الإعلان وجد فتاة تفوق وصفه -على حد قوله-، معتبراً أن هذه الطريقة مفضلة لدى بعض الفئات بسبب نسبة العنوسة الكبيرة، والأوضاع المعيشية السيئة في المجتمع.

وأكد أنه لم يواجه رفضا من عائلته، بل رحبوا بفكرة الزواج بهدف الستر، دون الاهتمام لطريقة الارتباط، مشيراً إلى أن هذه المجموعات ناجحة على حسب مصداقية المجموعة، ومصداقية طالبي الزواج "وكل ذلك يظهر من خلال مراقبة الأعضاء للمجموعة" بحسب رأيه.

معارضون...

الأهواء ليست كلها متشابهة، فقد تجد فكرة مقبولة عند شخص، يرفضها آخرون، لتبدي الشابة إيناس الزرد، معارضتها لفكرة الزواج عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، أي كان الأسلوب المستخدم، سواء كانت مجموعات عبر الفيسبوك أو مواقع خاصة.

وذكرت الزرد أن "هذه المجموعات تلبي جزءا من حاجات الشباب والفتيات الذين لم يحققوا مرادهم على أرض الواقع، فاضطروا للجوء إلى العالم الافتراضي، لعلهم يجدوا ضالتهم".

وأشارت إلى أن الزواج عن طريق المجموعات، ربما يكتب له النجاح، ولكن في الغالب يفشل بعد فترة من الزمن، خاصة أن المجتمع غالباً لا يتقبل هذه الطرق، وكل ذلك يرجع للشاب والفتاة الذين لجأوا لهذه الطرق.

حرية سلبية

الأخصائي الاجتماعي والنفسي د. درداح الشاعر، يعرب عن اعتقاده بأن الزواج عن طريق المجموعات المغلقة على الفيس بوك هو وسيلة من وسائل استخدام التكنولوجيا المعاصرة، تعبّر عن الحرية السلبية التي تتمتع بها الفتاة أو الشاب، بعد إصابة النظام التقليدي بالضرر.

وقال الشاعر لـ"شمس نيوز" إنه "لم يعد يسهل على الشاب الحصول على فتاة، وهناك صراع بين الفتيات للحصول على شاب مؤهل للزواج، نظراً للوضع الاقتصادي المرير وندرة وجود فارس الأحلام".

وأضاف: الزواج عن طريق المجموعات يخدش الثقة بين الزوجين في المستقبل، وتبدأ الشكوك حول لجوء زوجته لتلك المجموعات، خاصة أن المجتمع لا يقبل بهذه الأفكار، مما يجعل هذه المشاعر تهدد كيان العلاقة الزوجية فيما بعد".

وأشار د. الشاعر إلى أن الانهيار الأخلاقي والقيمي في سلوك الشباب، والعمر الزمني للفتاة، لهم دور كبير في انتشار تلك المجموعات، منوَّهاً إلى أن هذه المجموعات تتفق على القيام بأساليب سلوكية خاطئة ويسعون إلى تطبيقها، وقد يعجب بها المراهقون "وبالتالي تسبب انهيارا أخلاقيا".

زواج باطل

بدوره، أوضح الداعية الإسلامي ماهر السوسي، أستاذ الفقه المقارن بالجامعة الإسلامية، أن أي زواج يتم عن طريق هذه المجموعات "باطل من أصله ويجب أن يمنع"، داعيا الشباب والفتيات إلى ترك هذه المجموعات من باب الاحتياط لتجنب المشاكل الزوجية في المستقبل.

وقال السوسي لـ"شمس نيوز": الإشكالية في طريقة عرض المواصفات للمتقدم في الإعلان، حيث تفتقد غالبية هذه الحالات للمصداقية، ويتخللها الغش والتزوير، والكثير منهم لا يذكر الصفات السلبية فيه".

وزاد بالقول: ضبط هذه المجموعات أمر صعب وغير ممكن، والمصداقية فيها غير مضمونة، تسبب زواجا سلبيا يكثر به الخلافات العائلية، وتسبب مشاكل بين الزوجين،مما يعكر الحياة الزوجية ويمنعها من القيام بدورها الوظيفي في المجتمع،وينتهي الأمر بالطلاق المبكر".

يذكر أن أسباب ارتفاع نسبة العنوسة ترجع إلى المغالاة في المهور وتكاليف الزواج، في الوقت الذي تتراجع الأوضاع الاقتصادية وترتفع نسبة البطالة في قطاع غزة.

 

اخبار ذات صلة