شمس نيوز/مدريد
هز السقوط المدوي لفريق ريال مدريد أمام برشلونة برباعية نظيفة مساء السبت في الأسبوع 12 من الدوري الإسباني أركان قلعة النادي الملكي بقوة، ووضع موسم الفريق في مهب الريح ليطفو من جديد كابوس الموسم الصفري على السطح وسط كم هائل من المشاكل داخل صفوف الفريق.
الهزيمة في مباراة بالدوري ليست كارثة حتى وإن كانت أمام الغريم اللدود، وحتى وإن كانت برباعية في "سانتياجو برنابيو"، لكن الكارثة الحقيقية هي الأسباب الرئيسية وراء هذا السقوط المذل وانعكاساتها على باقي الموسم.
الأسباب التي أدت إلى الخسارة الرباعية النظيفة يتقدمها أهم نجم بالفريق في السنوات الأخيرة وهو "الدون" البرتغالي كريستيانو رونالدو بفضل تصرفاته الصبيانية التي أقدم عليها مؤخراً، والتي ضربت استقرار الفريق في مقتل.
فلا يعقل أن يقوم النجم الكبير باللعب على اوتار المغادرة ومغازلة مسؤولي باريس سان جيرمان الفرنسي عقب مباراة الفريقين بدوري أبطال أوروبا، كرد فعل على المحادثة السريعة التي دارت بينه وبين فلورنتينو بيريز رئيس النادي قبل المباراة مباشرة، والتي سأل فيها رونالدو عن حقيقة تصريحه حول الرحيل من النادي.
رونالدو لم يتوقف عند ذلك الحد، بل خرج بعدها بأيام ليهاجم رافا بينيتيز المدير الفني للفريق علناً في وجود رئيس النادي، قائلاً: "مع هذا المدرب لن نحقق ألقاب"، رونالدو معه كل الحق في ذلك، لكن أمور مثل هذه يجب أن تكون داخل الغرف المغلقة حفاظاً على استقرار الفريق وتماسكه قبل مواجهة "الكلاسيكو" المهمة.
يأتي هذا في وقت تراجع فيه مستوى رونالدو بشكل واضح، وبات لاعباً عادياً واختفى داخل الملعب، بعد أن كان المنقذ الأول للفريق في كثير من المباريات خلال المواسم السابقة، وبعدما أمتع الجميع بأهدافه وتسديداته التي غابت هي الأخرى.
ثاني أسباب السقوط المدوي أمام برشلونة لا يحتاج لتعريف لأن الكل يعرفه رغم تهربه من مسؤولية هذه الخسارة عقب المباراة، إنه "رافاييل بنيتيز" المدير الفني للفريق والرجل الذي جاء ليقضي على البقية الباقية من الفريق.
اخطاء "بنيتيز" عديدة في إدارته للريال في هذه المواجهة، لكن يبقى أهمها هو استبعاد كاسيميرو مدافع الوسط الصريح للفريق وصاحب الواجبات الدفاعية من التشكيل الأساسي، ما تسبب في منح الفرصة لخط وسط برشلونة ليفعل ما يحلو له، وسط أداء دفاعي ضعيف لكروس، ومودريتش.
المدرب الإسباني لم يكتف بهذا الخطأ الكارثي، بل أضاف عليه إشراك بنزيمة التائه بين الإصابات والقضايا، وهو الغائب عن التشكيل الأساسي منذ فترة، ثم تدخل "بعبقرية" وسحب خيمس رودريجيز أفضل لاعبي الفريق وأشرك مكانه ايسكو في وقت كان فيه الثنائي بيل وبنزيمه مجرد أشباح داخل الملعب.
أخطاء "بينيتيز" لم تكن ظاهرة فقط في هذه المواجهة، بل إنها واضحة للجميع منذ توليه المسؤولية، فغاب الانضباط التكتيكي للفريق تحت قيادته، وأصبحت أدوار اللاعبين غامضة وتحول الأداء للعشوائية.
السبب الثالث والأكثر تأثيراً في تراجع مستوى الفريق خلال العامين الماضيين وصولاً للخسارة المهينة أمام برشلونة هو "فلورنتينو بيرير" رئيس النادي الذي فشل مؤخراً في رأب الصدع داخل الفريق بعد تراكم المشاكل الواحدة تلو الأخرى دون تدخل حتى أصبح حال الفريق على ما هو عليه.
وتبقى أكبر خطايا بيريز هي إصراره على تعيين "بينتيز" رغم كل التحذيرات، في وقت تجاهل فيه مدربين كبار أمثال يورجن كلوب، واوناي ايمري.
كما أن "بيريز" مسؤول مسؤولية مباشرة عن استمرار الثنائي بيل، وبنزيمة رغم المستوى المتدني الذي يقدمانه ليس هذا الموسم فقط ولكن الموسم الماضي أيضاً، وهو أمر لا يختلف عليه اثنان، إضافة لتجاهله التام لإبرام أي صفقات مميزة واكتفى بصفقات لا تسمن ولا تغني من جوع، حتى صفقة البرازيلي دانيلو برهنت على أنها صفقة خاسرة، بل وإنها أحد أهم نقاط ضعف الفريق هذا الموسم.
كل هذه الأسباب هي الكارثة بالفعل وليست نتيجة الخسارة أمام برشلونة برباعية، فالخسارة ستذهب لحال سبيلها، أما أثار هذه الاسباب ستبقى مستمرة مع الفريق وسيكون من الصعب التخلص منها بسهولة.