شمس نيوز / عبدالله عبيد
أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالضفة الغربية، وصفي قبها، أن انتفاضة القدس ستؤسس لمرحلة قادمة، وستراكم حالة نضالية وجهادية فريدة، مشدداً على أنها ستكون الشرارة التي ستشعل فتيل مرحلة التحرير الشامل، وانتزاع الحقوق المغتصبة وتحقيق الاستقلال الناجز وإقامة الدولة الفلسطينية.
وأوضح قبها في تصريح خاص لـ"شمس نيوز"، أن هذه الانتفاضة قد أسهمت وبشكل كبير في رفع الوعي العام الفلسطيني، وتوجيهه نحو السعي بجدية أكبر إلى تحرير أرضه ونيل حقوقه كاملة، منوهاً إلى أنها أسهمت في إعادة تعريف العلاقة مع الاحتلال، والتي تقوم على الندية والتناقض معه.
وقال: ليس كما قامت به منظمة التحرير الفلسطينية من اعتراف بحق إسرائيل في الوجود، وإقامة دولته على أراضي الفلسطينيين المقتولين والمهجرين عام 1948، منوهاً إلى أن جيل ما يعرف "مواليد أوسلو"، هو من يدافع عن الكرامة وينتصر للمسجد الأقصى، الأمر الذي ينسف ويلغي هذا الاعتراف.
وأشار القيادي في حماس إلى أن السلطة الفلسطينية تتعامل بفتور وبلادة تجاه التصعيد الخطير والانتهاكات الفاضحة التي يقوم بها الاحتلال، "لأنها لا ترغب بتصعيد شامل حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة"، موضحاً أن تفعيل الانتفاضة وإعطاؤها زخماً شعبياً وتجذيرها في مفاصل السلطة وفي تفاصيل الحياة اليومية، يعني انتهاء دور السلطة وانتقال هذا الدور للقيادات الميدانية، بحسب تعبيره.
وأضاف: السلطة الفلسطينية التي تستمر عبر أجهزتها الأمنية بحملات الدهم والملاحقة والاستدعاء والاعتقالات والتحقيق والتعذيب، وتستمر بإجراءات التعاون والتنسيق الأمني وسياسة تكميم الأفواه ومصادرة الحريات، هي انعكاس حقيقي لنواياها ومواقفها بالأخص تجاه الانتفاضة".
وأردف قبها قائلاً: بدلاً من أن ترد السلطة على جرائم الاحتلال بوقف التعاون والتنسيق الأمني، تستمر بإجراءات الملاحقة والاعتقال وسياسة القهر والإذلال والاستبداد"، موضحا أن السلطة الفلسطينية غير معنية بتشكيل حاضنة رسمية وشعبية فاعلة للانتفاضة.
ولفت قبها إلى أنه "لا يمكن لأحد أن يدعي وقوفه خلف الانتفاضة، أو أنه يحركها ويملك مفاتيح تشغيلها ووقفها، أو أنه وقود مسيرتها وتصعيدها، لأنها جاءت نتيجة لحالة تراكمية من محاولات التعبير عن رفض الواقع المؤلم والمرير؛ الناجم عن فشل المسار التفاوضي وعدم استعداد الاحتلال للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة".
وذكر أن محرك انتفاضة القدس الرئيس هو المبادرات الفردية من الشباب الفلسطيني والجيل الصاعد، مؤكداً أن ما يجري في الساحة الفلسطينية يدلل على أن قضيتنا لا زالت حية في نفوس الشباب الذين وُلدوا وجاءوا إلى الحياة في عهد أوسلو، بحسب وصف قبها.