شمس نيوز/صلاح سكيك
بعد طول انتظار.. ستدخل الأراضي الفلسطينية أخيرا ترددات الجيل الثالث للهواتف المحمولة، بعد أن وقّع وزير الشؤون المدنية برام الله "حسين الشيخ"، ومنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية "يوناف بولي مردخاي" ،الخميس الماضي ، اتفاقية تسمح من خلالها إسرائيل لشبكات المحمول الفلسطينية ، باستخدام هذا النظام.
وقال وكيل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بغزة ، م. "سهيل مدوخ" إنه بعد أن سمح الجانب الإسرائيلي ، للشركات الخلوية الفلسطينية ، باستخدام ترددات الجيل الثالث (3G) ، سيؤدي ذلك لطفرة كبيرة على مستوى الاتصالات في فلسطين، وسيسهم في مواكبة التطور الحاصل بالعالم.
وأكد مدوخ خلال حديثه لـ "شمس نيوز"، أن اتصال الانترنت خلال نطاق الجيل الثالث هو اتصال لاسلكي متنقل، سيكون متاحا بالمجان في أي مكان يوجد فيه ترددات الجيل الثالث ، كالسيارة أو الشارع، عكس الخدمات التقليدية الموجودة حاليا، وهي اتصالات ثابتة تكون من خلال انترنت منزلي بخط النفاذ أو الحملات، وتعد بطيئة ومكلفة في الوقت ذاته".
وأوضح مدوخ، أن سرعة الانترنت في الجيل الثالث ستصل إلى 3 ميجا بايت ، وستكون غير مكلفة مقارنة بأسعار الإنترنت الحالية، وتستخدم عبر هواتف المحمول الذكية، وكل ذلك سيكون متاحا عند إدخال الأجهزة الخاصة بالترددات، مبينا أن هذا يحتاج إلى اشتراك المواطنين بالحملات التي ستقدمها شركات المحمول وليس شركات الإنترنت التي تزود المنازل والشركات بالخدمة.
وأضاف: لا يوجد موعد زمني لإدخال الأجهزة ، لكن في حال إدخالها من المتوقع أن تنطلق الخدمة خلال ثمانية أشهر".
ماذا عن غزة؟
وحول ما يشاع عن أن الخدمة الجديدة ستكون مقتصرة فقط على الضفة الغربية دون قطاع غزة، بيّن مدوخ أن الاتفاقية التي تم توقيعها، لم تنص على شروط ولم تذكر الأماكن التي ستغطيها خدمات الجيل الثالث، ولا يمكن الجزم بأن غزة ستستخدم الترددات، مستشهدا بعدم سماح الاحتلال الإسرائيلي حتى اليوم لشركة الوطنية، بالمنافسة داخل السوق الغزي رغم أنها انطلقت منذ عام 2009 في الضفة.
وأرجع مدوخ تأخر انطلاق الخدمة طوال هذه الفترة، إلى رفض الاحتلال استخدام ترددات الجيل الثالث للمناطق التي تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية ، لأسباب خاصة به، رغم أن إسرائيل تستخدم هذا النظام منذ عام 2004.
خطورة أمنية
من جهة ثانية، حذر الخبير الأمني والاستراتيجي د. محمود العجرمي، من ما ستحدثه هذه الخدمة من مشاكل أمنية في قطاع غزة خصوصا، لما فيها من خيارات مجانية يستطيع الاحتلال استخدامها في مجالات التجسس والتنصت على سكان القطاع.
ويرى العجرمي أن الاتفاق الموقع بين إسرائيل والسلطة، هو استمرار لمسلسل التبعية الكاملة للاحتلال، واصفا ما تم التوافق عليه أنه يأتي في إطار "مواصلة العمل باتفاقية أوسلو التي أضرت بالشعب الفلسطيني".
وأبدى الخبير الأمني استغرابه لتوقيت هذا الاتفاق بالتزامن مع اشتعال انتفاضة القدس، حيث اعتبره مقدمة لطمس الانتفاضة من خلال "إلهاء" الشعب الفلسطيني بموضوعات جانبية.
وحذر العجرمي في حديث مع "شمس نيوز"، من خطورة نظام الجيل الثالث على أمن المقاومة الفلسطينية، وما سيعقبه من تفشي لظاهرة التخابر مع الاحتلال، حيث يهدف الاحتلال إلى الوصول للمواطنين الفلسطينيين حتى داخل غرف نومهم.
وأشار إلى أن جهاز الشاباك الإسرائيلي يعاني كثيرا في هذه الأيام من شح المعلومات الاستخباراتية نتيجة فقدانه لعملائه على الأرض ، وقدرة المقاومة على اختراق أجهزة المخابرات الإسرائيلية في أكثر من مواجهة الكترونية وأمنية "لذلك يسعى الاحتلال لاستخدام أي وسيلة يستطيع من خلالها صيد أي معلومة للفتك بالشعب الفلسطيني" بحسب العجرمي.
ومن الجدير ذكره ، أن نظام الجيل الثالث، تم استخدامه لأول مرة في اليابان عام 2001 ، بينما كانت أول دولة عربية تتحول للنظام هي المغرب عام 2006 ثم تلتها مصر في نفس العام ، بينما استخدمه الأردن عام 2010 .
وتحولت بعض دول العالم ومن بينها دول "عربية" الى الجيل الرابع (4G) منذ عام 2012 ، في حين أن شركة سامسونج الكورية ، اختبرت بنجاح شبكة (5G) بقدرة اتصال رهيبة ، تصل سرعتها إلى 1 جيجابايت في الثانية (يحتمل أن تصل إلى 10 جيجا بت في الثانية)، وهي أسرع بـ (200) مرة من اتصالات الجيل الرابع ، وتهدف إلى تقديم الخدمة بحلول عام 2020 .