غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر القدس والأقصى.. قاب قوسين أو أدنى من "التهويد الكامل"

شمس نيوز/عبدالله عبيد

تشتد الهجمة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، بأشكال متعددة، كلها تصب في خانة تهويد المدينة وتفريغها من السكان الأصليين، وتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا.

وتقتحم قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون بشكل جماعي باحات المسجد الأقصى، وتشتبك مع المصلين والمرابطين بشكل شبه يومي، في مشهد بات يتكرر على مرأى ومسمع العالم دون أن يحرك أحد ساكنا.

كما تتصاعد وتيرة الحفريات وبناء الكنس اليهودية فوق الأرض وتحت الأرض، لطمس معالم الأقصى، وتفريغه من قيمته التاريخية.

وكان المسجد الأقصى شهد أمس الأربعاء، والخميس، اقتحامات من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال، التي اعتدت على المرابطين بالهراوات، وغاز الفلفل، ما أدى لإصابة سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أتراك.

اقتحامات يومية

وأوضح مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، محمود أبو العطا، أن مستوطنين يهود قاموا باقتحام المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح الأولى لهذا اليوم، من بينهم ممثلون عن وزارة الخارجية، مشيرا إلى المضايقات التي تقوم بها سلطات الاحتلال بحق طلاب العلم، من خلال التدقيق في بطاقاتهم الشخصية عند البوابات وداخل الأقصى.

ولفت أبو العطا في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن ما تشهده مدينة القدس من اعتداءات إسرائيلية، وعمليات تضييق واسعة على السكان المقدسيين، وإغلاق للمحلات التجارية، وكذلك تدنيس حائط البراق، في احتفال اليهود بما يسمى "بيوم توحيد القدس"، يهدف إلى البدء بتنفيذ المخططات اليهودية الخطيرة في المسجد الأقصى والقدس المحتلة.

ووصف أبو العطا الاقتحامات وأداء الرقصات الصاخبة مع منع المصلين المسلمين من الدخول للأقصى لساعات، يعني بدء تدريبات عملية لفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد.

مدينة يهودية

من جهته، قال أمين سر الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة الشيخ تيسير التميمي، إن إجراءات إسرائيل ضد المسجد الأقصى المبارك واقتحامات الجماعات اليهودية المتطرفة له واحتفال إسرائيل بالأمس بذكرى ضم القدس للكيان اليهودي، تأتي بعد أيام من زيارة البابا للأقصى في ذكرى الإسراء والمعراج".

وأضاف التميمي لـ"شمس نيوز": قيام البابا بزيارة حائط البراق على أساس أنه مكان عبادة لليهود، ووضع إكليل على قبر مؤسس الصهيونية هرتزل، شجع إسرائيل على تهويد القدس بشكل متسارع".

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال أقدمت في إطار مخططاتها، على هدم العديد من العمائر التاريخية والدينية في القدس، وأقامت بؤراً استيطانية بدلاً عنها، متمثلة في الكنس اليهودية"، مشدداً على أن إسرائيل تعمل حثيثة على إلغاء الهوية الإسلامية للقدس.

لمسات يهودية

في السياق ذاته، أكد الخبير في شئون القدس والاستيطان خليل التفكجي، أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول وضع لمسات يهودية على المسجد الأقصى والقدس القديمة، وتغيير المشهد العربي الإسلامي المُحافظ عليه منذ آلاف السنين.

وقال التفكجي في حديثه لـ"شمس نيوز": الإنسان اليوم يرى قبة الصخرة وقبة كنيسة القيامة، وغداً أيضاً سيرى قباب الكنس الموجود في الأقصى بأحجامها، وهذا ما يريده الاحتلال من خلال زرع هذه الذاكرة في الأجيال المتعاقبة، أن هذه الكنس هي جزء من التراث الموجود، وأن اليهود فيها لهم تاريخ ولهم كنسهم ولديهم المكانة الدينية".

وحول إقدام شرطة الاحتلال على وضع حجر الأساس لبناء كنيس "الجوهرة"، بيّن الخبير في شئون القدس والاستيطان، أن هذه رسالة للعالم وللمسلمين أيضاً قدمها الاحتلال في وقت مناسب، وتأتي عقب زيارة البابا للأقصى وفي ذكرى الإسراء والمعراج، باعتبار أن القدس عاصمة واحدة للدولة العبرية دون شريك فلسطيني".

وكانت حكومة الاحتلال ممثلة بوزير الاستيطان والإسكان "أوري أريئيل" وضعت يوم الثلاثاء الماضي، حجر الأساس لبناء كنيس "جوهرة إسرائيل"، في قلب المدينة القديمة بالقدس المحتلة، وذلك في مراسيم احتفالية شاركت فيها شخصيات سياسية ودينية إسرائيلية.