شمس نيوز / عبدالله عبيد
"هدم البيوت والاعتقالات اليومية وعمليات المداهمة والقتل والإعدام والتنغيص والتنكيل والحصار، سلسلة من الاعتداءات اليومية التي تشهدها مدينة الخليل، في ظل استمرار انتفاضة القدس التي ستكون بوابة تحرير أرضنا الفلسطينية"، كان هذا لسان حال المواطن أمجد الخضور، الذي يقيم في منطقة "وادي الهرية" بمحافظة الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
ويضيف الخضور في حديثه لمراسل "شمس نيوز": كل يوم تتعرض قرى الخليل لعمليات مداهمة من قبل جنود الاحتلال، ناهيك عن اقتحام مجموعات المستوطنين المنازل والتفتيش وسرقة الذهب والمال، حيث سرقوا الأسبوع الماضي من منزل مجاور لنا حوالي 20 ألف شيقل، إلى جانب التنغيص على المواطنين قرب الحواجز العسكرية".
ومنذ اندلاع انتفاضة القدس، تتعرض مدينة الخليل لأبشع حملات التهويد والسيطرة والتقسيم والهيمنة، بل والمصادرة والتملك من قبل المستوطنين الإسرائيليين الأكثر تطرفا في العالم.
المواطن حسام رمضان من منطقة "الفوار"، يوضح أن المستوطنين يقومون وبشكل يومي بعمليات استفزازية لأهالي الخليل، وذكر أنهم يقومون بسحب الحجاب عن المرأة مثلاً، أو تكسير بسطات الخضروات والفواكه للبائعين بالأسواق.
وأشار رمضان لـ"شمس نيوز"، إلى أن الإجراءات العنجهية للمستوطنين هي من ولدت حالة الحقد والكره للاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أن عمليات الطعن ستستمر رغم ما يرتكبه الجيش الإسرائيلي من جرائم ضد الخليل وأهلها.
أيقونة الانتفاضة
من المعروف أن أهل الخليل مرغوا أُنوف الاحتلال الإسرائيلي في التراب، في عددٍ من العمليات البطولية، وقدموا العديد من الشهداء والقادة على هذا الدرب الطويل، بل وأثروا الموسوعة النضالية والفكرية والعسكرية الفلسطينية بجهادهم المتواصل، حتى باتت كلمة "خليلي" أكثر ما يرعب "الإسرائيليين" جنوداً ومستوطنين.
وفي هذا السياق، يؤكد النائب في المجلس التشريعي بمحافظة الخليل، حاتم قفيشة أن مدينة الخليل أصبحت الآن سجناً كبيراً، لما تتعرض له من إجراءات مشددة جداً من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح قفيشة لـ"شمس نيوز"، أن وجود أكثر من خمس بؤر استيطانية داخل المحافظة وتشابك الأحياء العربية الفلسطينية مع اليهودية، هو من أدى لاحتكاك مباشر على مر سنين هذا الاحتلال، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات أوجدت رصيدا من الضغينة والكره لليهود لدى "الخلايلة".
لا تستسلم
وتابع قفيشة بالقول: الخليل تتعرض لإجراءات قمعية منذ 21 عاما، ومجزرة الحرم الإبراهيمي شاهد على الإجرام الإسرائيلي، وهذا الشيء ولّد جيلا مقاوما قارع الاحتلال ولا يرفع راية الاستسلام أبدا".
وأردف النائب بالتشريعي: أتمنى أن تعود الحياة بالخليل لوضعها الطبيعي وأن يعود المواطنون لمصالحهم وتجارتهم بدون تنغيصات الاحتلال"، منوهاً إلى أن الشعب الفلسطيني يريد أن يعيش كبقية شعوب العالم، بدون حواجز تمنعه من الوصول لأماكن مقدساته وغيرها.
ومما أثقل كاهل جيش الاحتلال الإسرائيلي ظهور "قناص الخليل" في عمليات عديدة كان آخرها عملية القنص في السادس من نوفمبر الجاري، أصيب خلالها جنديان بحالة خطيرة، وفشلت الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في العثور أو التعرف على هوية هذا القناص.
وكان (آفي سيخاروف) معلق الشؤون العربية في موقع "والا" العبري، قال: إن الاحتكاك المباشر مع اليهود المتطرفين الذين يقيمون في الجيوب الاستيطانية المقامة في قلب المدينة يعدّ أحد أهم الأسباب التي تدفع الشباب الفلسطيني في الخليل لتنفيذ عمليات.
الضوء الأخضر
المحلل السياسي، أسعد العويعي، توقع مزيداً من الحصار والقتل والإعدام وهدم البيوت من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي "خليل الرحمن"، مؤكداً أن هذه السياسة الإسرائيلية المعروفة عند الجميع.
وقال العويعي خلال اتصال هاتفي مع مراسل "شمس نيوز"، من الخليل: ما يميز مدينة الخليل في انتفاضة القدس، حضورها الذي كان أقوى من المحافظات الأخرى، من مقاومة المحتل وعمليات طعن ودهس"، لافتاً إلى أن تاريخ الخليل المقاوم مشرف، وثورة 1929 خير دليل.
وأضاف: نتنياهو أعلن في أكثر من خطاب له بأنه سيقضي على الخليل، وأعطى الضوء الأخضر لاستباحتها وكل ما له علاقة بها"، مشدداً على فشل الاحتلال في وقف العمل المقاوم بالمدينة.
واستبعد المحلل السياسي، عزل مدينة الخليل عن باقي مدن الضفة، لما يميز المدينة من موقع جغرافي وثقل اقتصادي وتجاري، منوهاً إلى أن قوى الاحتلال لن تستطيع عزلها بأي صورة كانت" حتى وإن ازدادت جرائمهم وقتلهم وإعداماتهم"، بحسب العويعي.
وتعتبر مدينة الخليل من أكثر المدن التي شهدت عمليات طعن ودهس وإطلاق نار، كان من أقواها عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة العام الماضي، قبيل الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
وكان رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، أمر الجمعة الماضي بالاستعداد لنقل لواء "كفير" بأكمله، لمدينة الخليل وذلك في ختام مداولات أمنية أعقبت عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل مستوطنين واستشهاد فلسطيني بنيران الاحتلال، حيث أمر قوات جيش الاحتلال بنصب حواجز عسكرية طيارة في منطقة الخليل وبيت لحم وخاصة عند مفترق "غوش عتصيون".
يشار إلى أن لواء "كفير" هو أكبر لواء في سلاح المشاة الإسرائيلي، ويضم خمسة كتائب. وتنتشر قوات هذا اللواء في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، لكن تقرر الآن زجه في منطقة الخليل.