شمس نيوز / عبدالله عبيد
تراجع مستوى التفاؤل لدى الشارع الفلسطيني، بنجاح تشكيل حكومة فلسطينية توافقية عقب تكرار الإعلان عن تأجيلها والحديث عن خلافات طفت على السطح بين الطرفين، حماس وفتح، بشأن بعض الوزارات والمسميات.
وعبّر مواطنون عن استيائهم الشديد بعد تأجيل الرئيس عباس إعلان تشكيل الحكومة المرتقبة، وظهور خلافات حول مسميات بعض الوزارات.
وقال مسئولون فلسطينيون اليوم إن الخلافات حول بعض الأمور المتعلقة بإعلان الحكومة قد تم حلها، وسيتم الإعلان يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبلين.
ولم تخلُ صفحات شبكات التواصل الاجتماعي "فيس بوك، وتويتر" من منشورات وتغريدات المواطنين حول موضوع تشكيل الحكومة، ما بين تهكم وسخرية، وتشاؤم وإحباط، حيث كتب أحدهم: لحد هذا الوقت ما فقست البيضة"، ويقول آخر: المصـالحة الفلسطينية في حـالة ولادة قيصرية والطبيب لم يعلن عن النتائج، هل هي فاشلة أو نـاجحة؟".
وكان من المقرر أن يتم الإعلان عن تشكيل حكومة الوفاق الوطني يوم أول أمس الخميس، بعد اكتمال المشاورات حولها بشكل شبه نهائي، يوم الثلاثاء الماضي، خلال زيارة عزام الأحمد إلى قطاع غزة.
هذا وأعلن وفد يمثل عدد من الفصائل الفلسطينية وحركة "حماس" في الـ23 من الشهر الماضي، عن انتهاء مرحلة وسنوات الانقسام الداخلي باتفاق المصالحة الفلسطينية، حيث جابت شوارع مدينة غزة، مسيرات عفوية للمواطنين احتفالاً بتوقيع الاتفاق عقب هذا الإعلان، مطالبين بسرعة تنفيذ ما تم التوقيع عليه.
أكذوبة على الشعب
ويقول المواطن علي محمد (27) عاماً لـ"شمس نيوز": المصالحة في اعتقادي أكذوبة على أبناء الشعب الفلسطيني، لأنها عبارة عن قطعة من الكيك ويتقاسمها الطرفان حسبما يريدون"، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني ضحيةً لما يحصل الآن.
واستبعد المواطن محمد أن يتم الإعلان عن تشكيل الحكومة المتفق عليها هذه الأوقات، مضيفاً: لا يمكن أن يُعلن عن هذه الحكومة إلا بموافقة أمريكية صهيونية، وهذا ما يتم تدارسه الآن".
وأردف بالقول : نحن رأينا في بداية المشوار كانت هناك جدية كبيرة، والآن نحن نرى الخلافات بين الطرفين على بعض الوزارات"، معرباً عن اعتقاده أن المصالحة ستتم في حال خضعت حماس لشروط الرباعية التي فرضها أبو مازن.
أجواء متوترة
أما المواطنة اعتماد نوفل (23) عاماً فحالها كحال سابقها، رأت أن المصالحة قد رجعت خطوات إلى الوراء بعد تقدمها كثيرا. وقالت لـ"شمس نيوز": أجواء المصالحة الآن مُتوترة، ولا أتوقع أن تصل إلى حالة من الاستقرار، فالأمور تُوحي بوجود خلافات غير تلك المتعلقة بالوزارات".
وأضافت نوفل: المصالحة بعد تأجيل الإعلان عن تشكيل الحكومة والذي كان متوقعا قبل أيام، أصبحت في مهب الريح، ولا أتوقع حتى إعلانها".
وأوضحت أنه بعدما رأى الشعب الفلسطيني جدية من كلا الطرفين في تنفيذ الاتفاق الذي وقعوا عليه، أصبح متخوفاً هذه الفترة لأن هذه الجدية مشوبةً ببعض الشكوك، مشددةً على عدم وجود مصداقية عند المواطن، "لأن المواطن خُذل أكثر من مرة في عدة اتفاقيات، فطبيعي ألا يتأمل بهم خيرا"، حسب قول نوفل.
لن نصدقهم
في السياق ذاته، أوضح المواطن أسامة فؤاد (40) عاماً أن تفاؤلاً كبيراً كان لدى المواطن حول تنفيذ ما تم التوقيع عليه في اتفاق الشاطئ، مستدركاً " لكن الآن لن نصدقهم حتى وإن أعلنوا عن الحكومة".
وقال فؤاد في حديثه لـ"شمس نيوز": المصالحة لم تتقدم حتى شبراً واحداً لأنها مصالحة مصالح، وباعتقادي هي صعبة التحقيق"، معبراً عن استيائه الشديد بعد تأجيل إعلان الحكومة، " فلم أرَ من هذه المصالحة إلا التراجع والخضوع للضغوطات الخارجية من كلا الطرفين"، على حد قوله.
وتابع : الشعب الفلسطيني طيب جداً ومناضل ويريد التخلص من الانقسام، ولهذا السبب يصدق أن المصالحة قد تم إنجازها، فهو غير ملم بما يجرى حوله من سياسات خارجية تتحكم بالمنطقة"، مناشداً حركتي حماس وفتح بأن يأخذوا بالحسبان مشاعر الشعب الفلسطيني، وعدم خذلانه كما كل مرة.
وتعود حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية إلى الاشتباكات التي وقعت في قطاع غزة عام 2007، وانتهت بسيطرة حركة "حماس" على القطاع، وقد أخفق الطرفان في الاتفاق على كيفية تنفيذ اتفاقات المصالحة التي تمت بينهما، وعلى رأسها اتفاق القاهرة المبرم عام 2011.