قائمة الموقع

خبر سفارة لإسرائيل بالإمارات.. هل تذيب جليد عزلتها؟

2015-11-29T08:55:52+02:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

في الوقت الذي سجلت فيه حملة مقاطعة إسرائيل والتضامن مع الشعب والقضية الفلسطينية نجاحاً كبيراً، خاصة على المستوى الدولي في ظل تصاعد السخط العالمي على الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية، وتزايد عدد الدول الأوروبية التي تعترف بفلسطين الفترة الراهنة، إلا أن هناك دولاً عربياً تتسارع في نسج علاقات مع دولة الاحتلال وتوقيع اتفاقيات وفتح سفارات ودبلوماسيات لها على أراضيها.

ولا يُخفى على أحد علاقات الكثير من الدول العربية مع إسرائيل خصوصاً "الخليج العربي" ومصر والأردن، التي تفتخر كونها على علاقات جيدة معها، في الوقت الذي تقتل وتحرق وتعدم وتستبيح دم أطفال ونساء وشيوخ فلسطين، وآخرها ما أعلنت عنه دولة الاحتلال بافتتاحها ممثليه دبلوماسية لها بإمارة أبو ظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة.

وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية صباح يوم الجمعة الماضي النقاب عن قرب افتتاح ممثليه دبلوماسية إسرائيلية بإمارة أبو ظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة، لأول مرة وذلك بعد الانتهاء من كامل الإجراءات الرسمية.

وذكرت الصحيفة أن الافتتاح سيتم خلال الأسابيع القريبة وذلك بعد زيارة قام بها مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية "دوري غولد" الثلاثاء الماضي للإمارات استمرت ثلاثة أيام التقى خلالها بالمسئولين الإماراتيين على هامش مؤتمر بخصوص الطاقة المتجددة ولكن الهدف الرئيسي للزيارة التي وصفت بالسرية كان وضع اللمسات الأخيرة على افتتاح الممثلية.

بانتظار التوضيح

وعن رد السلطة الفلسطينية حول فتح دبلوماسية إسرائيلية خصوصاً وأنها تجري هنا وهناك من أجل فرض العزلة على إسرائيل، وتقديم شكاوى لمحكمة الجنايات ضد الجرائم التي ترتكبها بالشعب الفلسطيني، كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، جميل شحادة عن وجود اتصالات تجري بين وزارة الخارجية الفلسطينية، والإمارات العربية المتحدة لتوضيح هذا الموضوع.

 وأشار شحادة لـ"شمس نيوز" أنهم بانتظار التوضيح التي ستقدمه الإمارات لخارجية فلسطين، كي يتم عرضه على لقيادة الفلسطينية، لافتاً إلى أن المبررات التي ستقدمها دولة الإمارات هي التي تحدد مدى تأثير ذلك على المقاطعة الدولية لإسرائيل.

وأكد أن المقاطعة الدولية لدولة الاحتلال في تزايد مستمر، وهي نتاج الممارسات غير المقنعة التي تقوم بها إسرائيل.

وكان تقرير لجامعة الدول العربية ذكر أن حملة مقاطعة "إسرائيل" والتضامن مع الشعب الفلسطيني سجلت نجاحًا قويًا، خاصة على المستوى الدولي في ظل تصاعد السخط العالمي على الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية.

احتفاء الاحتلال

عدم رد الإمارات حتى الآن، وتقديم مبررات للسلطة الفلسطينية حول هذا الخبر، جعل إسرائيل تحتفي بفتح دبلوماسيتها في دولة عربية لأول مرة، حيث اعتبرت موافقة إمارة أبو ظبي على فتح ممثلية لها على أراضيها مؤشرا على أنها "لا تعيش عزلة إقليمية".
وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، تساحي هنغبي: قرار أبو ظبي يدلل على أن السياسة القوية والحازمة التي تتخذها حكومتنا ضد الفلسطينيين لا تحول دون حرص دول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية معنا، على توسيع دائرة الاعتراف بنا والاستعداد للتعاون معنا".

مازن قمصية، عضو لجنة حملة مقاطعة إسرائيل أكاديمياً وفنيا وثقافياً، دعا من جهته دولة الإمارات وجميع الدول العربية وحتى الأجنبية إلى مقاطعة الاحتلال من كل النواحي، مشدداً على أن إسرائيل دولة عنصرية إرهابية يجب عزلها في كل مكان.

وقال قمصية لـ"شمس نيوز": إسرائيل ليست بحاجة إلى هذا المكتب، ولكنها استغلته إعلامياً، لتوضح للعالم أن فتحه في دولة عربية بداية النهاية لمقاطعتها".

وأضاف: هذا الأمر عبارة عن كرة متدحرجة قد تؤدي إلى انفتاح أكثر بين دولة الإمارات ودول الخليج العربي، وبين إسرائيل"، منوهاً إلى أنهم في حملة المقاطعة قاموا بتوجيه رسالة للإمارات العربية لثنيها عن افتتاح ممثلية لدولة الاحتلال على أراضيها.

وفي رد إسرائيلي على هذا النبأ، قال معلق الشؤون العربية في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، يهود يعاري، إن قرار أبو ظبي بالموافقة على فتح ممثلية لإسرائيل "يمثل فقط طرف جبل الجليد في العلاقات بين الطرفين"، مشيرا إلى أن الاتصالات والتعاون بين الجانبين قطع شوطا كبيرا.

وأوضح يعاري أن قرار أبو ظبي ينقل العلاقة من الطور السري إلى الطور العلني، مشيرا إلى أنه يدلل على بيئة التحولات التي تمر بها دول الخليج.

علاقات وطيدة

في ذات السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية، د. أشرف الغليظ أن هناك علاقات وطيدة بين دول عربية وإسرائيل، على الرغم من وجود تحول غير مسبوق، في السياسة الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية.

وأوضح الغليظ خلال حديثه لـ"شمس نيوز"، أن فتح دبلوماسية لإسرائيل، ليس جديدا على الدول العربية التي تسارع في نسج علاقاتها مع الاحتلال، لافتاً إلى أنه يجب أن يكون موقف العرب أكثر حزما تجاه سياسة الاحتلال وما تقوم به ضد الشعب الفلسطيني.

وتابع: بدلاً من أن تُطرد إسرائيل من تلك الدول، تقوم بفتح علاقات معها، وأكبر مثال مصر والأردن وعلاقاتهم الدبلوماسية مع الاحتلال"، مشيراً إلى أن هناك دولا غربية ولاتينية تحاول عزل إسرائيل وتقر على أنه احتلال متغطرس.

وأردف الخبير في العلاقات الدولية: في قطر غرفة تجارية لإسرائيل، وستفتح دبلوماسية لها بالإمارات، وهناك سفارة فتحت في مصر والأردن، فهذا ليس جديدا على الأمة العربية التي تنسج علاقة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يقتل ويعدم الفلسطينيين".

يذكر أن اتحاد رياضة "الجودو" أعلن مؤخرا أن منتخب إسرائيل سيشارك في بطولة "سلام" العالمية للجودو في أبو ظبي العام القادم، تماما كما شارك المنتخب في البطولة نفسها التي نظمت هذا العام.

 

اخبار ذات صلة