شمس نيوز/عبدالله مغاري
للعام الثاني على التوالي، ينتظر آلاف الغزيين المحاصرين بقلوب متلهفة، زيارة بيت الله الحرام، لأداء مناسك العمرة التي حرموا منها العام الماضي بسبب إغلاق معبر رفح البري، وربما لا يحالفهم الحظ هذا العام أيضا، خاصة وأن شركات الحج والعمرة لم تفح باب التسجيل لموسم العمرة 2015-2016، رغم أن أفواج المعتمرين من الضفة الغربية بدأت مناسكها.
اتصالات مكثفة أجريت في مثل هذه الأوقات من العام الماضي بين وزارة الأوقاف الفلسطينية والجانب المصري, للتوصل إلى اتفاق يُفتح خلاله معبر رفح بشكل استثنائي للمعتمرين, لتنتهي الاتصالات دون التوصل لأي اتفاق, ويُعلن فشل تلك الجهود واستثناء غزة من موسم العمرة لعام 2014.
السيناريو ذاته يعاد هذا العام , آلاف المعتمرين مسجلون في كشوف شركات الحج والعمرة, ليحظوا بشرف الزيارة للبقاع الطاهرة، وجهود تبذلها وزارتا الأوقاف والمواصلات الفلسطينية مع الجانب المصري لفتح المعبر، وخسائر تتزايد في حسابات شركات الحج والعمرة, التي باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة .
فهل سيعاد المشهد الأخير من السيناريو الماضي, ويعلن حرمان غزة من موسم العمرة لهذا العام أيضا؟
أمنية حياتي
الحاجة أم بديع السعافين "70 عاما"، ومنذ عودتها من الديار الحجازية بعد أدائها العمرة قبل ثلاثة أعوام، بدأت تشجيع أبناءها وأحفادها على جمع بعض المال لتوفير رسوم السفر, والذهاب في رحلة عمرة مع العائلة في الوقت الذي تتاح فيه الفرصة.
وقالت الحاجة السعافين لـ"شمس نيوز": بعد أن عدت من العمرة قبل 3 سنوات، قررت تكرار الزيارة مع أبنائي وأحفادي, فبدأت أشجعهم للذهاب معي في أقرب فرصة متاحة وبدأت أجمع النقود اللازمة".
وتجمع الحاجة أم بديع المال من أبنائها من خلال ما يعرف فلسطينيا باسم "الجمعية"، بأخذ مبلغ من المال من كل واحد شهريا، وإعطائه لأحد المشاركين ,حيث تتولى الحاجة مسؤولية الجمع والتحويش إلى أن تأتي الفرصة المناسبة للعمرة.
وتعبر السعافين عن استيائها من إغلاق معبر رفح، الذي يحول بينها وبين تحقيق أمنيتها بأداء العمرة في رحلة تجمعها وفلذات كبدها، لتزيد بالقول: عندما يقوم الشخص بزيارة الأراضي الحجازية يبقى قلبه معلقا فيها ويتشوق لزيارتها, وأنا أتشوق لزيارة الكعبة وأداء العمرة, لكن للأسف ننتظر إنهاء مشكلتنا".
نخشى ضياع الموسم
المواطن عدنان السيد، يعبّر عن تخوفه من تكرار ما حدث العام الماضي، وتضيع موسم العمرة على أهالي قطاع غزة، بسبب إغلاق معبر رفح, وفشل محاولات فتحه لمرور المعتمرين.
وقال السيد لـ"شمس نيوز": العام الماضي سجلت للعمرة، وفي هذا العام أنوي التسجيل، لكنني متخوف من فشل هذا الموسم".
ويضيف: العام الماضي أعطونا آمالا بالسفر حتى آخر لحظة، وفي هذا العام يتحدثون عن اتصالات، لست متفائلا بنجاح الموسم".
ويرى السيد أن المشكلة أكبر بكثير من قدرات شركات الحج والعمرة، وأن المشكلة سياسية, معبرا عن اعتقاده بأن قضية المعتمرين أصبحت ورقة ضغط، وحلها مرهون بحل سياسي أو اتفاق حول معبر رفح مع مصر.
جاهزون للسفر
رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة عوض أبو مذكور، أكد أن الشركات جاهزة لتسيير رحلات العمرة في حال تم التوافق على آلية سفر المعتمرين.
وقال أبو مذكور لـ"شمس نيوز": المعتمرون مسجلون لدى شركات الحج والعمرة في قطاع غزة، والشركات جاهزة لتسيير الرحلات في حال تم التوافق على آلية لسفرهم".
ولفت أبو مذكور إلى أن المشكلة الوحيدة التي تواجه المعتمرين هي إغلاق الجانب المصري لمعبر رفح البري, منوها إلى أنه وفي حال سمح الجانب المصري بفتح المعبر لسفر المعتمرين فان المشكلة تكون قد حلت.
وأشار رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة إلى أن وزارة الأوقاف أبلغتهم بوجود جهود واتصالات لحل مشكلة المعتمرين, لافتا إلى أن الشركات جاهزة للعمل وفق الآلية التي تطلبها الجهات المصرية، ووفق تعليمات وزارة الأوقاف, والتي بالطبع ستكون وفق التفاهمات التي ستنتج عقب الجهود المبذولة لحل المشكلة في حال نجاحها.
محاولات للحل
وزير الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة الوفاق الفلسطيني يوسف ادعيس، أشار إلى أن هناك زيارة سيقوم بها وفد مشترك من وزارتي الأوقاف والنقل والمواصلات الفلسطينية الأربعاء المقبل, لجمهورية مصر العربية لبحث الترتيبات اللازمة لحل مشكلة معتمري غزة.
وقال ادعيس في تصريح سابق خصّ به "شمس نيوز" : سيكون هناك توجه لجمهورية مصر العربية الأربعاء المقبل لبحث الترتيبات اللازمة مع وزارة الطيران المدني المصري لخروج معتمري غزة".
وأشار الوزير ادعيس إلى أن الوفد الفلسطيني سيضم إلى جانبه، وزير النقل والمواصلات سميح طبيلة, والوكيل المساعد لشؤون الحج والعمرة في الوزارة حسام أبو الرب, معربا عن أمله بأن تجني الزيارة ما هو فيه الخير لمعتمري غزة.
ولفت ادعيس إلى أن ترتيبات موسم الحج والعمرة في الضفة الغربية وقطاع غزة تسير مع بعضها البعض منذ انتهاء موسم الحج لهذا العام.