شمس نيوز/القاهرة
مهنته عامل نظافة، لكن هيئته وحديثه لا يدلان على ذلك، ليس فقط للكلمات الفكاهية التى يستعيرها من أفلام عادل إمام، وكانت سبباً فى تلقيبه بـ«سعيد عادل إمام»، إنما لقراءاته المستمرة، واللغات التى يُتقنها، وهى الإنجليزية والفرنسية والروسية، فاكتسب شهرة واسعة فى منطقة مصر القديمة.
ورقة وقلم لا يفارقان يد «عم سعيد» ربما أكثر من «المقشة والجاروف» اللذين تتطلبهما مهنته، يجلس ببذلته «البنى» بين الحين والآخر ليلتقط أنفاسه خلال «وردية» الشغل، ويُدوّن أبياتاً شعرية يُتقنها منذ الصغر، أو أفكاراً استوحاها من الكتب المتعددة التى قرأها فى مختلف المجالات، ووصل عددها حتى الآن إلى 12 ألف كتاب، رغم تعليمه المتواضع، حيث رفضت أسرته السماح له بإتمام تعليمه الجامعى منذ 25 عاماً، لعدم اقتناعهم بجدواه.
سعيد محمد، يبلغ من العمر 57 عاماً، يجوب شارع «المعز» كل صباح لتنظيفه أولاً، ثم يجلس ليتحدث مع الأجانب الموجودين فيه وهم قلة بعد الأحداث الأخيرة التى شهدتها البلاد، يتحدث معهم باللغات التى يتقنها وتعلمها من الكتب الأجنبية التى قرأها «إنجليزى، فرنساوى، روسى»، ولا مانع من إلقاء بعض أشعاره عليهم والتى يحفظها عن ظهر قلب، وتلقى قبولاً بين المارة وسكان الشارع العتيق وأحياناً الأجانب أيضاً ممن يتقنون اللغة العربية.
أخذ «عم سعيد» بنصيحة والده ولم يتزوج، هرباً من التعب والمسئولية، على عكس شقيقيه اللذين تزوجا فى شبابهما، ما سمح له بالتفرغ للقراءة وتثقيف نفسه، ناصحاً الآخرين بالقراءة وإتقان لغات العالم، ومبرره فى ذلك أن الإنسان جاء إلى الحياة ليعمر الأرض بعلمه لا بجهله.. والعلم من وجهة نظره ليس بالضرورة أن يكون مقروناً بشهادات.