شمس نيوز/ سماهر البطش
"كلوا وادهنوا منه فإنه من شجرة مباركة " وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين، للاهتمام بزيت الزيتون، تلك الشجرة المباركة التي خلّد الله ذكرها في القرآن الكريم "والتين والزيتون".. فهي من الأشجار المثمرة والتي تنتمي لعائلة الزيتيات، ومعروفة منذ القدم لشهرة زيتونها وزيتها ذي الفوائد الجمة, التي تعود بالنفع لصحة الإنسان، فهو غذاء ودواء في نفس الوقت.
في غزة، وبالتحديد في المنطقة الوسطى، يمتلك أحد المواطنين معصرة زيتون أثرية، يقبل عليها كثير من الناس لعصر زيتهم، وأطلق عليها أهل المنطقة اسم "المعصرة المسنّة"، حيث تبلغ من العمر 50 عاما وتعود ملكيتها لعائلة الحاج حماد مقداد في مدينة النصيرات .
تاريخ المعصرة
الحاج أبو سلمان النباهين المشرف على المعصرة، يقول لـ"شمس نيوز": منذ 30 عاما وأنا أعمل في تلك المعصرة التي تعود أصولها لعائلة مقداد قبل 50 عاما و تقوم على آليات قديمة بدايتها الطواحين الحجرية، وهي أقدم ما استخدم في طحن الزيتون.
ويضيف النباهين: تعمل المعصرة بنظام النصف اوتوماتيك المصنف تصنيفا ثالثا من حيث أنواع المعاصر، وكذلك تعتمد على الطواحين الحجرية، وتستخدم في طحن الزيتون، حيث يزن فيها الحجر "الرحى" مابين 1600, 2800 كغم تبعا لعدد الأحجار في المضرس، وتمتاز هذه المعصرة بإنتاج زيت نقى محافظ على قيمته الغذائية, أما المعاصر الحديثة تتميز بالسرعة فقط الأمر الذي يجعل مواصفات الزيت رديئة".
آلية العمل
مراسلة "شمس نيوز" زارت تلك المعصرة ورصدت مراحل عملية عصر الزيتون فيها، حيث تبدأ بغسل الثمار من خلال وضعها في حوض خاص يرتفع بواسطة لولب ومن ثم يتم نقلة إلى جاروشة خاصة بطحن الزيتون حتى يصبح مثل العجين، ثم ينزل في الحوض على القفاف" بسط " وهى عبارة عن اسطوانات دائرية مصنوعة من الخيوط أو الكتان وفوق كل بساط يوجد عازل حديدي حتى لا تتعطل وتبقى على شكل أفقي ومن ثم تدخل في المكبس حيث يرتفع وتضغط علية المكابس الخاصة بالعصر، وبذلك يخرج الزيت عبر ما يسمى "الفرازة" ويصبح جاهزا للاستخدام .
يقول أبو سلمان: تنتج المعصرة في الساعة الواحدة زهاء 1000 كيلو غرام من زيت الزيتون".
ويتابع: المعصرة تنتج زيتا ذا لون ورائحة وطعم لا مثيل له , فرائحته تذكرني بأيام الآباء والأجداد".
شاركنا الحديث العامل في المعصرة منذ 10 سنوات فتحي أبو شهاب، ليقول: أعمل في المعصرة منذ عشر سنوات، وهنا العمل يحتاج إلى أيادي قوية لشد وسحب عربة المكبس الثقيلة حيث نتواجد في المعصرة ساعات طويلة". مؤكدا إقبال الناس بكثافة من جميع مناطق القطاع لشراء الزيت من هذه المعصرة، أو ضرس زيتونهم فيها، الزيت هنا طبيعي ونقى وجودته ممتازة".
وتشتهر الأراضي الفلسطينية بإنتاج أصناف كثيرة من زيت الزيتون، الذي بات تراثا تتوارثه الأجيال عبر آلاف السنين, ليلاءم كل صنف الغرض من زراعته, فبعضها يزرع بقصد استخلاص الزيت، في حين تزرع أنواع أخرى لتخليل وصناعة أصناف عديدة من زيتون المائدة.