شمس نيوز/القدس المحتلة
أعرب مسئولون إسرائيليون كبار عن خيبة أمل عميقة لدى حكومتهم بعد إعلان وزارة الخارجية الأميركية عن أن الولايات المتحدة تعتزم العمل مع حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية التي تشكلت أمس الاثنين.
وقالت صحيفة هآرتس، اليوم الثلاثاء (3/6)، إن تشكيل حكومة الوفاق الفلسطينية تسبب بمواجهة شديدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، بعد المحادثة الهاتفية بين وزير الخارجية الأميركي "جون كيري"، ورئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو"، وأبلغ فيها الأخير بالقرار الأميركي بالعمل مع الحكومة الفلسطينية الجديدة.
ونقلت صحيفة هآرتس عن مسئول إسرائيلي كبير قوله: إن المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" لم يدرس احتمالية قيام الولايات المتحدة بهكذا دعم سريع لحكومة الوفاق وبخلاف الموقف الإسرائيلي.
وتصاعدت حدة الأمور بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية إلى درجة اتهمت فيها حكومة إسرائيل الولايات المتحدة بأنها تمس باحتمالات تقدم عملية السلام بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، علماً أن إسرائيل أوقفت المفاوضات في أعقاب المصالحة الوطنية الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس.
ويذكر أن الإدارة الأميركية كانت قد حملت حكومة نتنياهو مسؤولية فشل المفاوضات مع الفلسطينيين والتي امتدت على مدار 9 شهور ووصلت إلى طريق مسدود في نهاية نيسان الماضي.
وقال المسؤولون الإسرائيليون في أعقاب القرار الأميركي إن الحكومة الفلسطينية الجديدة تحظى بدعم حماس، الحركة الإرهابية الملتزمة بالقضاء على إسرائيل, وإذا أرادت الإدارة الأميركية تقدما في عملية السلام فإن عليها أن تدعو الرئيس محمود عباس إلى إلغاء حلفه مع حماس والعودة إلى محادثات السلام مع إسرائيل, ولكن بدلاً من ذلك، تدفع الولايات المتحدة عباس إلى الاعتقاد بأن تشكيل حكومة مع منظمة إرهابية هو أمر مقبول" بحسب تعبيرهم.
واعتبر الوزير الإسرائيلي غلعاد أردان، العضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت"، أن "السذاجة الأميركية سجلت أرقاما قياسية" بادعاء أن "التعاون مع حماس، المسجلة في الولايات المتحدة على أنها منظمة إرهابية تقتل النساء والأطفال، هو أمر لا يقبله العقل". على حد قوله
وأضاف أردان أن "الاستسلام الأميركي مرة تلو الأخرى للإملاءات الفلسطينية يمس بشدة باحتمالات العودة في أي مرة إلى المفاوضات معهم، ويدفع إسرائيل إلى القيام بخطوات أحادية الجانب من أجل الدفاع عن مواطنيها من حكومة الإرهاب التي شكلها أبو مازن" بحسب وصفه.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس، وأبلغه أن إدارة الرئيس باراك أوباما ترى بالحكومة الفلسطينية الجديدة حكومة تكنوقراط ولا تضم شخصيات حمساوية وأنها ستقرر موقفها منها وفق أدائها ومواقفها، وأنها تعتزم التعامل مع الحكومة الجديدة في المرحلة المقبلة.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية "جنيفر سكاي" إن الإدارة الأميركية تعتزم العمل مع حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة وستواصل تقديم المساعدة للسلطة الفلسطينية لكن ستراقب سياساتها.
وأضافت سكاي إنه "بناء على ما نعرفه الآن نعتزم العمل مع هذه الحكومة لكننا سنتابع عن كثب لنتأكد من أنها تدعم المبادئ التي أكدها الرئيس عباس اليوم". وتابعت: "لكننا سنواصل تقييم تشكيلة الحكومة الجديدة وسياساتها ومن ثم سنحدد نهجنا".
وأدت الحكومة الجديدة أمس، اليمين الدستورية أمام عباس في مقر المقاطعة في رام الله، طاوية صفحة الانقسام البغيض الذي مزق الساحة الفلسطينية سنوات طويلة.