شمس نيوز/نابلس
يعقد أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم مؤتمرا صحفيا في نابلس اليوم يؤكدون فيه رفضهم لشروط إسرائيل لتسليمها.
وكانت سلطات الاحتلال قد عرضت تسليم جثماني الشهيدتين أشرقت طه قطناني ومرام رامز حسونة من مدينة نابلس، بشرط دفنهما ليلا.
وقال محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب: أبلغت الإسرائيليين أنني شخصيا أرفض هذا الشرط، ولكن قرار الموافقة يعود لعائلات الشهداء وليس لي.
وأكد طه قطناني، والد الشهيدة أشرقت، رفضه استلام جثمان ابنته تحت أي شرط، وأن يتم تقييده بوقت محدد لتشييع جثمان الشهيدة، أو عدم تشريحها.
قال والد الشهيدة أشرقت قطناني أنه يرفض تَسلم جثمان أبنته وفقا للشروط التي فرضتها سلطات الاحتلال لذلك، وأنه أبلغ قرارا لمحافظ مدينة نابلس.
وقال إن المحافظ أبلغه صباحا وبشكل رسمي، بنية الاحتلال تسليم جثمان ابنته والشهيدة مرام حسونه من المدينة ليلا، ولكن بشرط الدفن مباشرة.
وقال: "أبلغت المحافظ برفضي القاطع وتسلم الجثمان تحت أي شرط أو قيد بشكل واضح، وقلت فلتبقى 100 سنة بالثلاجة لن أتسلمها وفقا للشروط الاسرائيلية".
وربط قطناني قراره بوصيه أبنته حينما قالت له قبل استشهادها: "إذا احتجزوا جثماني وساوموك على جسدي فلا تقبل"، وقال: "وأنا بإذن الله لن أقبل بما لا يرضي الشهيدة وستدفن بإذن الله بشروطنا لا بشروطهم".
وقال قطناني "إن هدف اسرائيل من هذه الشروط هو عدم تنظيم جنائز تشييع تليق بالشهداء، وبالتالي عدم الحشد الجماهيري، وتابع: حتى لو كان هدفا شكليا لن أقبل به".
من جانبه، أكد سامر حسونة، عم الشهيدة مرام، أنهم أُبلغوا باعتزام الاحتلال تسليم جثمان ابنتهم، وأن هناك شرطا بأن يتم دفنها ليلا، لكن الاحتلال لم يحدد موعدا لتسليم الجثمان.
يذكر ان الاحتلال يحتجز حتى الان جثامين خمسة شهداء من ابناء محافظة نابلس استشهدوا في غضون الشهر الأخير.
وفي الخليل قالت عائلة الشهيدة ثروت الشعراوي ان الاحتلال تراجع عن تسليم جثمانها الليلة الماضية كما سبق أن أعلن ذلك، بحجة عدم استكمال شروط التسليم
وأكد الناطق باسم لجنة أهالي الشهداء بمحافظة الخليل رائد الأطرش، رفض أهالي شهداء المحافظة، شروط سلطات الاحتلال بتحديد موعد دفن جثامين الشهداء المحتجزة ليلًا.
وقال الأطرش إن اهالي الشهداء في المحافظة أجمعوا على رفض الشروط الإسرائيلية بخصوص تحديد موعد دفن جثامين ذويهم، مؤكدين إصرارهم على دفنهم نهارًا.
يذكر أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تحتجز 20 شهيدًا من مدينة الخليل استشهدوا خلال الهبة الجماهيرية الحالية.
وقال عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين ان على الامم المتحدة ان تفتح تحقيقا دوليا في ممارسة اسرائيل جريمة بشعة ومركبة باستمرار احتجازها اكثر من 50 جثمانا للشهداء الفلسطينيين دون اي مبرر قانوني او اخلاقي.
واشار الى ان اسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي تعاقب الشهداء وأهاليهم وتتخطى كافة المعايير الاخلاقية والدينية والقانونية في فرض وسيلة عقاب بشعة على اهالي الشهداء الذين من حقهم ان استلام ابناءهم وتشييعهم في جنازات لائقة.
ودعا قراقع الدول الاطراف في اتفاقيات جنيف الى التدخل لإلزام اسرائيل باحترام هذه الاتفاقيات التي تلزم اسرائيل تسليم الشهداء وتمكين ذويهم من دفنهم باحترام واتباع الاجراءات التي تتناسب مع ثقافتهم الدينية.
واتهم قراقع اسرائيل بممارسة القرصنة، وأن هناك شكوكا في محاولات اخفاء جرائم ارتكبتها السلطات الاسرائيلية بحق الشهداء سواء بما يتعلق باعدامهم ميدانيا وخارج نطاق القضاء او سواء بمحاولات استبدال اعضاء من اجسامهم.
اقوال قراقع جاءت خلال زيارته خيمة التضامن مع اهالي الشهداء المطالبين بتسليم جثامين ابناءهم المحتجزة في بلدة ابوديس .
وكانت صحيفة "هآرتس" قد ذكرت إن جيش الاحتلال غيّر السياسة التي أقرتها الحكومة بشأن احتجاز جثامين فلسطينيين استشهدوا بعد تنفيذ عمليات أو اشتبهوا بتنفيذها وقتلوا بنيران قوات الاحتلال.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها امس إلى أن السياسة الجديدة تقضي بإعادة الجثامين لعائلات الشهداء.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قد قرر عدم تسليم جثامين الشهداء لعائلاتهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن جهاز الأمن الإسرائيلي رأى باحتجاز جثامين الشهداء "عبئا" وعارض هذه السياسة.
ونقلت عن مصدر أمني قوله إن احتجاز الجثامين هو إجراء بدون جدوى ويثير حالة غليان بين الفلسطينيين.
وكانت سلطات الاحتلال قد أعادت جثث شهداء إلى عائلاتهم في الضفة الغربية في الماضي، واشترطت دفنها بحضور عدد قليل من المشيعين.
وادعى الاحتلال أنه توقف عن إعادة جثث الشهداء بسبب مشاركة الآلاف في تشييع شهيد في الخليل.