قائمة الموقع

خبر الملابس القديمة.. ملاذ الفقراء في أسواق غزة

2015-12-24T09:20:31+02:00

شمس نيوز/سماهر البطش

سوق فراس, وسوق اليرموك، أماكن مشهورة لدى سكان غزة، يرتادونها لشراء بضائعهم، والتسوق للبيوت من أنواع الطعام والأثاث واللباس، كل حسب قدرته،ة فمنهم من يشتري أفضل الماركات وأثمنها، ومنهم من يبحث عن المستخدم والرديء لسوء وضعه الاقتصادي، وكثيرون من يقبلون على بسطات الملابس البالية وعلى "الدلّال"، لأن ما في جيوبهم لا يسعفهم لشراء الجديد.

ومؤخرا لم تعد أسواق "البالة" تقتصر على الفقراء، بل انضم إلى روادها أيضا متوسطو الدخل لاعتقادهم بأنها جيدة ورخيصة الثمن.

مراسلة "شمس نيوز" تجولت في الأسواق للتعرف على حجم إقبال الناس على شراء الملابس القديمة والمستعملة، وأسباب توجه المواطنين لشرائها.

إقبال كبير

عند دخولك للسوق تشاهد إقبالا كثيفا على البضائع المستعملة، يشدك إليها صوت البائع: عندنا بضاعة عالمية بس بعشر شواكل".

أبو محمد السنداوى، أحد تجار ملابس البالة، يوضح لـ"شمس نيوز" أنهم يستوردون الملابس من الجانب الإسرائيلي، ومن ثم يتم إنزالها للأسواق. وقال: تجارة البالة مهنة حظوظ، لأننا نشترى بالوزن دون أن نراها, وبعد ذلك نفرزها ومن ثم نقوم بكيها وبيعها".

ويضيف السنداوي: سوق البالة هو المكان الأنسب لدخل الأسر الفقيرة في ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشونها، فسوق فراس يشهد إقبالا كبيرا من المواطنين الذين لا يستطيعون شراء ملابس جديدة".

ويشير ابنة محمد إلى أن بيع البالة مصدر رزق لكثير من العاملين في ظل حالة الركود وزيادة البطالة، ويظهر ذلك من خلال زيادة الباعة في الأسواق".

وتابع: ملابس البالة من الماركات العالمية، وقد لا تكون متوفرة في محلات الملابس الجديدة".

أما محمد الجورانى، صاحب محلات في سوق فراس، فيقول: ملابس البالة عليها إقبال بشكل كبيرا نظرا للأوضاع الاقتصادية، فهي ملاذ للفقراء وتناسب دخلهم وتعينهم على ظروف الحياة".

وأضاف: يترد على السوق كثير من الناس يوميا، لشراء احتياجاتهم من الملابس، وزاد عدد الزبائن بعد الحرب الأخيرة على القطاع , فهنا الأسعار في متناول الجميع حيث تبدأ من شيكل واحد إلى 20 شيكل فقط".

بضاعة جيدة ورخيصة

وعن إقبال المواطنين على أسواق البالة، تقول السيدة "أم صالح"، إنها تشتري معظم ملابسها وملابس أسرتها من البالة لتميزها بجوده خامتها التي يندر وجودها في الملابس الجديدة , ومناسبة أسعارها للوضع الاقتصادي".

"أم هاشم" تصطحب أبناءها إلى السوق، وتبحث بين أكوام الملابس لعلها تجد ما يناسب أولادها، لتقول: دائما اشترى من سوق البالة، لأن أسعارها زهيدة، فنحن لا نقدر على شراء ملابس جديدة في ظل الظروف الصعبة وتأخر رواتب الموظفين، وبالأخص الملابس الشتوية غالية الثمن، فألجأ لشراء القطعة الواحدة بعشرة شواكل".

وأردفت بالقول: أجد في محلات البالة كل ما أرغب من ملابس وحقائب وأحذية، وبأسعار زهيدة، وتكون معظمها مستوردة وتحمل ماركات عالمية تمتاز بجودة الصناعة، وهي أفضل من الملابس الصينية قصيرة العمر، وذات الجودة الرديئة".

المواطن محمود عبد العال، له رأي مخالف لمن سبق، فهو لا يشجع شراء الملابس المستعملة، لأنها -بحسب وصفه- ملابس نجسة، تحمل الفيروسات وتسبب العديد من الأمراض الجلدية المعدية.

تنقل الأمراض

توجهت مراسلة "شمس نيوز" إلى د. زياد أبو دقة، أخصائي الأمراض الجلدية، للتعرف على خطورة ارتداء الملابس المستعملة وما تحمله من أمراض، بحسب رأي بعض المواطنين.

يقول أبو دقة: هناك الكثير من المواطنين يشترون ملابس مستعملة "البالة"، بسبب حالة الفقر المستشرية في غزة، وارتداء الملابس المستعملة وخصوصا الملابس الصوفية، قد ينقل بعض الأمراض الجلدية والفيروسات والفطريات لمن يستخدمها" مؤكدا احتواء الملابس على بعض الفيروسات التي لا تموت إلا بعد تعرضها لمواد كيميائية أو غليها بدرجة حرارة عالية "لأن هذه الملابس تسبب حالات مرضية مثل الحساسية الجلدية بمختلف أنواعها".

ويضيف: للتخلص من الفطريات، يمكن الاكتفاء بكي الملابس، لأن حرارة المكواة كفيلة بالقضاء على الفطريات، وهناك أيضا طريقة جيدة للقضاء على الفيروسات، بأن تضع الملابس المستعملة في كيس نايلون محكم الإغلاق لمده ثلاثة أيام متواصلة ويفضل قبل غسلها، لأن هناك جراثيم وحشرات كثيرة إذا تركت 72 ساعة دون أن تلمس جسم الإنسان تموت تلقائيا.. ومن ثم غسلها بالماء وبودرة الغسيل".

 

 

اخبار ذات صلة