شمس نيوز/غزة
قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، الدكتور رمضان شلح، إن انتفاضة القدس فاجأت العالم وأحرجت الكثيرين بعدما أدار الكثيرون ظهورهم للقضية الفلسطينية، وأعادت الاعتبار لها.
وأكد د. شلح خلال كلمة مسجلة له في مؤتمر دعوي بعنوان "انصر مسرى نبيك" صلى الله عليه وسلم بمدينة غزة أن رسالة الانتفاضة تقول إن "القدس غير قابلة للنسيان أو التجاهل؛ مهما انشغل العالم عنها"، مشيرًا إلى أن جيل الانتفاضة من الشباب هو جيل أسامة بن زيد الذي يُعيد صلة رسولنا بفلسطين بالقبلة الأولى ومعراجه إلى السماء.
ووجه الأمين العام للجهاد الإسلامي انتقادات للدولة العربية التي تبرم اتفاقيات وتعاهدات وتفتتح قنصليات وسفارات للكيان الإسرائيلي قائلا "إسرائيل التي تظنون أنها يمكن أن تحميكم، ليس بمقدورها حماية الإسرائيليين من سكين مطبخ يواجه بها الشبان المستوطنين".
وقال إن "إسرائيل بمقدورها افتتاح سفارة أو قنصلية في بلد عربي لكنها لن تنال شرعية لاحتلالها لفلسطين. المشروع الصهيوني لا يؤمن إلا بالهيمنة وفرض الأمر الواقع".
وأضاف أن الشعبين المصري والأردني يرفضان التطبيع رغم التوقيع على معاهدات السلام الرسمية منذ عقود.
وقال شلح: "نحن منغمسون في الواقع أكثر من دعاة الواقعية التي تعني الاستسلام"، مضيفًا أن المشروع الصهيوني أخفق ولا يريد البعض أن يرى تلك الإخفاقات، رغم نجاحاته، ولم يستطع بناء دولة عظمى كما حلم بها ولم يعد ينتصر في الحروب، وحروب غزة ولبنان تشهد على ذلك.
وأضاف: "المشروع الصهيوني يعاني عوامل ضعف تؤكد أنه سيواجه عوامل الانهيار التي عانتها الكيانات الاستعمارية".
كما دعا لصياغة جديدة تعتمد المقاومة المسلحة لاسترداد الحقوق وتحرير الأرض، مضيفا "علينا أن نترفع عن أي مصالح حزبية ضيقة وأن نعمل جاهدين لإنهاء الانقسام".
وقال: "غزة تحولت إلى قبر مفتوح ولا أحد يهتم، وأن مليوني فلسطيني في غزة تحولوا إلى فائض بشري"، داعيًا لإيجاد توافق يؤدي إلى إنهاء الانقسام.
وأشار إلى أن الانتفاضة ليست طرفًا في الأحلاف العالمية، ونستهجن بقرار الزج باسم فلسطيني في تحالفات إقليمية تحت مسمى "مكافحة الإرهاب"، وأن الموقف الفلسطيني الصحيح هو عدم الزج باسم قضيتنا قد تجبرنا على دفع فواتير نحن في غنى عنها.
وطالب شلح حركة فتح، بحكمِ أنها حزب السلطة، أن تحسم أمرها وتُعلن انحيازها الواضح للانتفاضة التي تُعبِّر عن إرادة الشعب وخيارِهِ، كما انحاز الشهيدُ ياسر عرفات لانتفاضة الأقصى.
وشدد على أن الانقسام الداخليَ يتجذَّرُ مع الوقت جغرافياً وسياسياً ومعنوياً "وهذا مُضرٌّ بشعبِنا وقضيتِه ومصالحِه، ومن هنا، فإننا في ظلِّ الانتفاضة التي تخطو نحوَ إكمالِ شهرِها الثالثِ بثباتٍ وعنفوانٍ، وأمام حجم التهديداتِ التي يُواجهها شعبُنا، وتتعرّضُ لها مقدّساتُنا، نقول لكلِّ القِوى والفصائل، علينا أن نترفَّع جميعاً عن أيِّ مصالحٍ حزبيةٍ ضيّقةٍ، وأن نضع مصلحةَ قضيتِنا وشعبِنا نُصْبَ أعيُننا، ونعملَ جاهدين مُخلصين على إنهاء الانقسام، وتحقيق قدْرٍ أو نوعٍ من الوحدة يليقُ بنا وبانتفاضتِنا وشهدائِها".
وتابع بالقول: فلنعملَ معاً، وبغضِّ النظرِ عن التجاذُباتِ التي تُحيط بما يجري من جهدٍ في غزة الآن، على إيجاد نوعٍ من التوافق يؤدي إلى إنهاء الحصار عن القطاعِ وفتحِ المعابرِ بالتنسيقِ والتواصل والحوارِ مع الشقيقةِ مصر".
وأكد أن الزجِّ بفلسطينَ في تحالفاتٍ إقليميةٍ تحت مُسمّى "مكافحة الإرهاب"، يظهرنا وكأنّنا لسنا الضحّيةَ الأبرزَ لإرهابِ الدولةِ الصهيونيةِ المُنظَّم، وكأنّ فلسطين تحرّرتْ، والقدس تطهّرتْ من دنسِ الاحتلال، وأصبح لدينا فائضُ قوّةٍ نصدِّرها في لعبةِ الفوضى غَير الخَلاّقة في المنطقة".