غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر في غزة.. العريس بلا عمل كالراعي بلا غنم!!

شمس نيوز/عبدالله مغاري

لم يعد الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ تسعة أعوام, مجرد داء يقتل معظم مقومات الحياة الأساسية فيها, بل أصبح وباءا يتغلغل في بعض أنسجة المجتمع الغزي دون أن يقتلها, فيجعلها بعد حين تولد أمراضا مستعصية لا يمكن التعامل معها في مناخ منهك.

كيف لا وقد ولد الفقر داء العنوسة الذي لا علاج له سوى الزواج, ذلك الدواء باهظ الثمن بالنسبة لأي شاب يعيش وضعا ماديا جيدا نوعا ما, فكيف بكثير من الشبان المتعطلين عن العمل أو أصحاب الدخل المتدني؟ وكيف يكون ثمن العلاج لآلاف العوانس في القطاع المحاصر؟.

بالرغم من أن أوضاع غزة المتقلبة لا تضمن لميسوري الحال من الشباب حياة زوجية مستقرة, إلا أن كثيرا من الشباب العاطلين عن العمل أو أصحاب الدخل المحدود, يقدمون على الزواج من خلال تجميع المهر وتكاليف الفرح من هنا ومن هناك, أو من خلال مؤسسات تيسير الزواج المنتشرة في غزة .

 خطوة يراها البعض في الاتجاه الصحيح, بينما يراها البعض الآخر مشكلة تظهر عواقبها بعد فترة من الزواج، حيث سيعيش الزوجان تفاصيل حياة مؤلمة.

الرزق على الله

الشاب وائل حسين، والذي عقد زواجه على فتاة قبل نحو شهر من الآن دون امتلاكه لأي عمل أو مصدر دخل, يبرر إقدامه على الزواج بأنه قد أنهى دراسته الجامعية, ودخل سن الزواج وأن كل شيء بعد توفير المهر يصبح سهلا.

وقال حسين لـ"شمس نيوز": أنهيت دراستي الجامعية وعمري أصبح 25عاما وأريد في النهاية أن أتزوج, لذلك قمت بالخطوبة وأملك غرفة في بيت عائلتي وسأتزوج بها قريبا, وبعد ذلك تسير الأمور إن شاء الله، والرزق على الله".

ويشير الشاب حسين إلى أن والده وأشقاءه قاموا بجمع المهر الذي وعدهم بسداده في أقرب فرصة ممكنة, منوها إلى أن والده يتلقى راتبا وسيساعده بعد الزواج لحين أن يتوفر له فرصة عمل تجعله يعتمد على نفسه في إعالة أسرته.

أفتقد السعادة

الشاب مهند أحمد، والذي تزوج قبل نحو عام، يعبر عن استيائه من الحالة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها في هذا الوقت بعد أن أقدم على الزواج وهو يتقاضى راتبا متدنيا.

وقال أحمد لمراسل "شمس نيوز" بغزة: أنا أعمل، ولكن أجرتي متدنية، تزوجت بعد تشجيع من عائلتي وساعدوني قي مهر العروس وتكاليف الفرح, وكنت على أمل أن أجد عملا أفضل من عملي الحالي, ولكن بقي عملي كما هو والعائلة تعاني من سوء الحالة وأنا أمر بضائقة مالية".

ويشير الشاب أحمد الذي لا زال يقوم بتسديد بعض ديون زواجه، إلى أنه لم يكن يتوقع عواقب خطوته التي جعلته يمر بضائقة مالية, خصوصا بعد أن رزقه الله بالمولود البكر، ليزيد بالقول: بصراحة أنا أمر بضائقة مالية وهذه الضائقة تسلب مني ومن وزوجتي السعادة وتجعلنا نفكر بالمستقبل كثيرا".

أما الفتاة (س,ن) والتي لم يمض على زواجها ثلاثة أعوام من شاب كان يعمل بأجر متدني "400 شيكل، وترك العمل بعد فترة، تشتكي من سوء الحالة الاقتصادية التي انعكست عليهما سلبا وأوصلتهم إلى المحاكم.

وتقول لـ"شمس نيوز": تزوجت وكان زوجي يعمل براتب ضئيل، وبعد ذلك فقد العمل, انعكس ذلك سلبا على حياتي، لم أعد احتمل، طلبت من أهلي أكثر من مرة نقودا، ولكن إلى متى؟ كان يساعده أهله وإخوته في البداية وبعد ذلك بسبب خلافات بينهم أوقفوا عنه الدعم" بحسب تعبيرها.

وتضيف: وصلت بيني وبين زوجي إلى حد الطلاق أكثر من مرة, لو كانت حال زوجي الاقتصادية جيدة لكنت أسعد نساء الأرض.. خلافنا دائما على المصاريف".

أعيل ابنتي

أما المواطن حذيفة سليم والذي قام بتزويج ابنته لشاب محدود الدخل يعمل على مساندتها ماديا في سبيل توفير حياة كريمة لها, وليبعدها عن المشاكل التي قد تنتج بفعل الحالة الاقتصادية الصعبة.

يقول سليم لـ"شمس نيوز": جاءني شاب مهذب وخلوق وتقدم لابنتي، كانت مشكلته الوحيدة أنه لا يعمل بأجرة تجعله يوفر لابنتي مقومات السعادة الزوجية, إلا أنني أعطيته إياها, وقلت إن الله سيرزقه ذات يوم وسيسعد ابنتي".

ولم يتمكن الزوج من إيجاد عملا يضمن له توفير الحياة الكريمة لزوجته, ما دفع المواطن سليم لتكفل دفع أجرة الشقة التي تسكنها ابنته وزوجها لمدة عام ولحين أن تتيسر الحالة المادية لصهره.

العائلة تساهم

أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى د فضل أبو هين، يرى أن طبيعة المجتمع الفلسطيني القبلية والأسرة الممتدة, تجعل الجميع تحت حضانة الأب وتشجع الشباب على الزواج دون عمل.

وقال أبو هين لـ"شمس نيوز": بالرغم من عدم وجود فرص عمل، إلا أن الزواج مستمر, لأن قرار الزواج ليس بيد الشاب وحده, بل هو قرار عائلي يدفع الشباب للزواج، لأن مجتمعنا قبائلي وأسره ممتدة، الجميع يتعاون والكل يساعد بعضه، والجميع تحت حضانة الأب، مما يشجع الشاب للزواج".

ويضيف: هذه التركيبة منذ القدم والجميع يصرف من جيب واحد، وكلما زادت ضغوطات الحياة كلما تمحور الناس حول بعضهم".

ويشير أبو هين إلى أن من الأسباب التي تدفع الشباب نحو الزواج، بالرغم من صعوبة حالتهم الاقتصادية, مثيرات الحياة وما يراه الشاب بالشارع، ما يجعل الأسرة تشجع الابن على الزواج أفضل من الوقوع بعلاقات غير شرعية، بحسب قول الخبير النفسي.