شمس نيوز/ أحلام الفالح
"أعمل طوال النهار لأجمع بضعة شواكل بالكاد تكفي لشراء ما يقينا الجوع، لنصطدم بمبالغ كبيرة تفرضها علينا الحكومة للترخيص ترتفع بين فترة وأخرى".. كان هذا لسان حال المواطن محمد ابو عبيد، من سكان شمال قطاع غزة، والذي يعمل سائقا على سيارة أجرة، مثل المئات الذين لم يجدوا أماهم سوى هذه المهنة ليتحصلوا على ما يعتاشون به.
وظهر استياء عارم لدى سائقي سيارات الأجرة في قطاع غزة مؤخرا، بسبب ملاحقتهم بالضرائب والترخيص والمخالفات المرورية، رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الناس بسبب الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر.
ويلاحظ في شوارع القطاع انتشار مكثف لعناصر شرطة المرور الذين يقومون بحملات على السيارات يتخللها مخالفات مالية وسحب تراخيص وأحيانا مصادرة مركبات.
بلا فائدة..
يقول السائق "أبو عبيد" لـِ"شمس نيوز": أعمل من الصباح حتى المساء، وأرتاح قليلا في فترة الظهيرة، أتعب وأشقى في عملي دون فائدة، فما نحصل عليه بعض الفتات الذي لا يكاد يلبي احتياجات البيت، وذلك لكثرة المسؤوليات المالية الملقاة على عاتق السائقين من ترخيص، وضرائب، ومخالفات".
وأضاف: في ظل غلاء المعيشة، وغلاء السولار، يجب على وزارة النقل والمواصلات أن تراعي الوضع الاقتصادي وتخفض أقساط الترخيص للسائق، ليشعر أنه يعمل لأبنائه ويوفر حياة كريمة لهم".
وأشار إلى أن العمل كسائق في الفترة الحالية غير مجدي، بسبب العوائق المالية التي تلاحق السائقين، لذلك يتهرب الكثير من السائقين من تسديد التراخيص بسبب عدم قدرتهم على توفير المبلغ لدفعه في ظل الحياة الصعبة التي يعيشها أبناء القطاع.
غير مريحة
ولم يكن السائق أحمد صمد أقل تذمرا من سابقه، حيث أكد أن وزارة النقل والمواصلات رفعت قيمة المبلغ المالي للترخيص، مما جعله يؤثر على الدخل المالي للسائق، في ظل الحصار الذي تسبب بغلاء المعيشة.
وأضاف صمد متحدثا لمراسلة "شمس نيوز": الوزارة تجيز دفع الترخيص على أقساط، ولكنها غير مريحة للسائق، خاصة أن السائق إنسان وعمله مرتبط بظروف لا يعلمها غير الله، مثل عطل في السيارة قد يتسبب بالتوقف عن العمل ليومين، وأحيانا نمرض ونجلس في البيت، وكل يوم يخسره السائق في العمل يتسبب في إرهاق ميزانيته".
وطالب الحكومة بتخفيض القيمة المالية للترخيص والضرائب والمخالفات التي ترهق السائقين، حتى لا يتهرب منها أحد، خاصة أنهم يرونها مثل الشبح الذي يلاحقهم بين الحين والآخر "وعلى الحكومة أن تسعى جاهدة في التخفيف عن كاهل المواطنين وليس زيادة العبء عليهم في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة" بحسب تعبيره.
تخفيض الضرائب
مدير السلامة المرورية، أنيس عرفات، أكد لـ"شمس نيوز" أنه تم تخفيض الضرائب حسب اللوائح الموجودة لديهم للنصف بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يمر بها قطاع غزة، ولكن من ناحية أخرى تم إعادة الترخيص الذي كان مخفضا للنصف لرسومه القديمة التي نص عليها القانون بسبب الأزمة المالية التي تمر بها الحكومة في ظل حصار القطاع.
وفي وقت لاحق علمت "شمس نيوز" من مصدر مسئول في حركة حماس بأن القرار السابق ذكره كان يحمل تاريخ انتهاء وعندما حان الموعد الزمني لهذا التاريخ توقف قرار استلام نصف قيمة الرسوم تلقائيا، وهو ينتظر الآن قرار بتجديده من قبل حكومة الوفاق.
وقال عرفات إن إدارة المرور صنفت عمل السائقين من خلال بطاقات تمنحها لسيارات الأجرة "عمومي داخلي وخارجي"، وسيارات مكاتب التاكسيات، لتنظيم عمل السائقين، منوّها إلى ضرورة التزام السائقين بالتصنيف، دون أن يتعدى أحد على عمل غيره، لتعم المنفعة الجميع.
وأضاف أن بعض المخالفات التي تتعدى 300 شيكل في الغالب تكون لسيارات المكاتب من أجل التحويل من عمومي داخلي إلى عمومي مكتب، لتقيده بعمل المكتب ولا يتعدى على عمل العمومي الداخلي، وقد عفت الوزارة سيارات المكاتب من دفع الضريبة.
وأشار إلى أن بعض السائقين يقعون في مخالفة مرورية، وعند إيقاف الشرطي له لا يحترمه ويتطاول عليه، مما يدفع الشرطي لتحرير مخالفة للسائق، في حين تكون مخالفته بسيطة ويتجاوزها الشرطي، "ولكن بسبب قلة احترام السائق يحصل على مخالفة أكبر" بحسب عرفات.
وطالب السائقين بالتعامل مع شرطي المرور بالكلمة الطبية، حتى لا تتطور الأمور بين السائق والشرطي، والابتعاد عن الكذب والادعاء في بعض الأحيان أن الركاب هم من أقاربه، ليتهرب من المسائلة.
وتمر حركة حماس في قطاع غزة بأزمة مالية خانقة، دفعتها لتقليص رواتب عناصرها، وفرض مزيد من الضرائب على السائقين والمحال التجارية، بحسب ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية اليوم الخميس.