غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر في ذكرى حربه على غزة.. "أولمرت" في غياهب السجون

شمس نيوز- إعداد / عبدالله عبيد

تمر على الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، هذه الأيام ذكرى أليمة وصعبة بالنسبة لهم، وهي ذكرى الحرب الإسرائيلية الأولى على القطاع عام 2008)-2009) أو ما تعرف بـ"الرصاص المصبوب"، والتي تعد من أشرس الحروب التي تعرضوا لها خلال العقد الأخير.

ومن بين مشاهد الدمار والأسى والتشريد قامت الترسانة العسكرية الإسرائيلية  صباح يوم السابع عشر من ديسمبر، بقصف كل المقار الأمنية في قطاع غزة والمقار التابعة لحركة حماس ما أدى إلى استشهاد أكثر من مائة من قوات الشرطة والأمن الفلسطيني على رأسهم اللواء توفيق جبر مدير شرطة غزة والعقيد إسماعيل الجعبري مسؤول الأمن والحماية في قطاع غزة ومحافظ الوسطى أبو أحمد عاشور ، فيما ارتفعت حصيلة الشهداء إلى أكثر من 420 وأكثر من 2000 جريح كثير منهم من أفراد الشرطة الفلسطينية، خلال الأيام التالية.

الضوء الأخضر

"يهود أولمرت" رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية آنذاك أعطى الضوء الأخضر لجيشه؛ للبدء بعملية واسعة في قطاع غزة، لتبدأ الفصول الدامية للعدوان ويُقتل الصغير قبل الكبير والمرأة والرجل، فلم يفرق هذا العدوان بين حجر ولا بشر، فكل مواطن في غزة كان أمام مرمى نيران هذا العدو.

جاءت عملية "الرصاص المصبوب" بعد انتهاء تهدئة دامت ستة أشهر كان قد تم التوصل إليها بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من جهة، و(إسرائيل) من جهة أخرى برئيس وزرائها ايهود أولمرت، برعاية مصرية في يونيو 2008  وخرق التهدئة من قبل الجانب الإسرائيلي وعدم التزامه باستحقاقاته من الاتفاق، من حيث رفع الحصار الذي يفرضه على القطاع وبالتالي عدم قبول حماس بتمديد التهدئة.

وعقدت تسيبي ليفني وزير العدل الإسرائيلية آنذاك، مؤتمراً صحفياً في القاهرة بصحبة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في عهد الرئيس السابق حسني مبارك ، فهددت من خلاله بحرب ضروس ضد القطاع على مسمع من أركان النظام المصري يومها.

وعقب زيارة ليفني للقاهرة شنّت (إسرائيل) عدوانها الذي استمر لأكثر من 22 يومًا، بهدف منع إطلاق الصواريخ من فصائل المقاومة بغزة.

تستغرق وقت

وأعلن أولمرت أن العملية "قد تستغرق وقتاً ولن تتوقف حتى تحقق أهدافها بإنهاء إطلاق الصواريخ من غزة على جنوب إسرائيل"  فيما أعلنت حماس نيتها "متابعة القتال إلى أن توقف إسرائيل هجماتها وتنهي الحصار المفروض على القطاع"

وأشار المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، إلى أن إسرائيل تعمدت خداع حماس بقيامها بفتح المعابر، حيث أدخلت 428.000 لترا من الغاز الصناعي ونحو 75 طناً من غاز الطبخ بالإضافة إلى 105 شاحنة إغاثة قبل يوم واحد فقط من العملية.

وتمثلت الحرب النفسية في عملية "الرصاص المصبوب" بالإضافة إلى الحرب الإعلامية، بإلقاء منشورات فوق غزة تطالب مرة بالإخلاء ومرة بالاتصال على هاتف معين للإبلاغ عن المقاومين، أو الاتصال على المواطنين لإخلاء منازلهم.

مجازر عدة

بوارج ودبابات ومدفعية شاركت الطيران الإسرائيلي في إغراق القطاع بالصواريخ والقذائف، ارتكب من خلالها الجيش الإسرائيلي مجازر عدة سواء بقصف البيوت أو المساجد والمستشفيات والسيارات المدنية، الحرب أحرقت الأخضر واليابس في غزة المظلمة، إلا أنه في السابع عشر من يناير للعام 2019، بدأت (إسرائيل) الانسحاب بعد مؤتمر صحفي عقده أولمرت رئيس الوزراء آنذاك.

لتنتهي الحرب العسكرية الأولى على غزة في هذا اليوم، دون أن تنتهي معاناة وآهات وأنات المواطنين الغزيين، الذين مازالوا يعانون حتى يومنا هذا من نتائج هذه الحرب وحرب 2012 التي استمرت لثمانية أيام، وبعدها الحرب الضروس "صيف 2014" التي بقيت لواحد وخمسين يوماً.

وفي الوقت الذي تمر فيها ذكرى الحرب التي أعلنها "أولمرت" على غزة عام 2008، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية في جلستها التي عقدت صباح الثلاثاء الماضي 29 ديسمبر، حكما بسجن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ايهود أولمرت 18 شهرا وغرامة مالية بقيمة 200.000 شيكل فيما يتعلق بقضية "هوليلاند".

ومع هذا القرار الصادر عن المحكمة العليا فإن اولمرت سيكون أول رئيس وزراء في (اسرائيل) يصدر بحقه حكما بالسجن الفعلي، وسيكون اول رئيس وزراء يدخل السجن الاسرائيلي منذ قيام دولة الاحتلال.