شمس نيوز/ أحلام الفالح
طوى الشعب الفلسطيني أوراق عام 2015 بأحزانه وأفراحه وكل أشكال المعاناة التي عاشها وعاناها، بأمل لدى البعض بعام جديد يخلو من المعاناة، وينهي الانقسام والحصار الخانق لقطاع غزة، والبعض الآخر غير متفائل، ولا يرى في الأفق عاما أفضل من سابقه.
مراسلة "شمس نيوز" تجولت في شوارع وزقاق غزة للتعرف على آراء الناس فيما حمل 2015، وتوقعاتهم لما قد يأتي به 2016.
أسوأ الأعوام
الممرضة إيمان الزهار، رأت أن الشعب الفلسطيني واجه الكثير من العقبات والأزمات في عام 2015 ، أبرزها إغلاق معبر رفح لفترات طويلة، واستمرار الانقسام، مما أسفر عن تفكك الشعب الفلسطيني وتشرذم الموظفين بين رام الله وغزة، قسم يتلقى راتبه وقسم آخر اشتد بهم الفقر.
ولم تبدِ الزهار تفاؤلا بما قد يحمله العام الجديد، خاصة في ظل استمرار الانقسام بين الضفة وغزة، وعدم وجود حل جذري للقضايا السياسية والاقتصادية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.
أما الطالبة الجامعية، صابرين الزرد، فترى أن عام 2015 من أسوأ الأعوام التي مرت على الناس بقطاع غزة خاصة، بسبب تأخر إعمار البيوت التي دمرتها حرب 2014، مما زاد من معاناة المواطنين، وانتهى هذا العام دون تحسن أو فك الحصار عن القطاع.
وأضافت بالقول: لذلك لن يكون عام 2016 أفضل من سابقه، إلا إذا وجدت معطيات فعلية على أرض الواقع تنهي الحصار المفروض علينا".
الدكتور فادي صابر، أعرب عن اعتقاده، أن سنة 2015 من السنوات العصيبة على قطاع غزة، وأن المواطنين فرحوا لانتهاء "عام أسود"، بحسب وصفه، خاصة أن الأوضاع المجتمعية لم تكن مستقرة، بعد انتشار الجريمة، وتباعد وجهات النظر لدى الفصائل، الأمر الذي زاد حدة الانقسام.
وقال صابر إن "الشعب الفلسطيني منذ بدء الانقسام يتمنى إنهاءه مع بداية كل عام جديد، ولكن هذا العام أمنيتي تختلف قليلاً، وهي القضاء على الأحزاب الفلسطينية، وابتعادها عن حياتنا شكلا ومضمونا، حتى يتنفس الشعب الصعداء ويعيش بسلام، ونحافظ على الأخلاق الحميدة بيننا وتترابط المنظومة المجتمعية بعيدا عن الحزبية المقيتة".
باينة من أولها
وليس بالأفضل، حال الخريجة الجامعية أمل الفراني، والتي تبحث عن عمل منذ عام ونصف، حيث عدّت الانقسام أحد أسوأ أسباب التشرذم والتيه التي عاشها الفلسطينيون، وانهيار الأوضاع السياسية والاقتصادية في الساحة الفلسطينية، خاصة أن طرفي الانقسام مصرّون على قراراتهم السياسية، معربة عن تشاؤمها من العام الجديد، الذي بدأ بتفاقم أزمة الكهرباء وانقطاعها لفترات طويلة".
أما طالب الثانوية العامة أيمن الزهارنة، فرأى أن أوضاع الناس في عام 2015، كانت غاية في السوء، خاصة بسبب الحصار الخانق على قطاع غزة، الذي زاد نسبة الفقر والبطالة وقلّص من قدرة كثير من المواطنين على توفير احتياجاتهم الضرورية، متوقعا ألا يختلف 2016 عن سابقه، في ظل انشغال العالم عن القضية الفلسطينية.
بشرى سارة
المهندس صابر مطر قال لـ"شمس نيوز"، إن 2015 كان سيئا على الشعب الفلسطيني بسبب الحصار، الذي أدى لتدهور الاقتصاد، وتعثر المصالحة الفلسطينية بما أثر سلباً على المواطنين الذين فقدوا الأمل في إتمام المصالحة بين حركتي فتح وحماس.
ويعتقد مطر أن عمليات الطعن وانتفاضة القدس، التي بدأت في نهاية عام 2015، حملت بشرى سارة تمتد لعام 2016 رداً على الأعمال الهمجية التي يقوم بها الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته، معتبراً عمليات الطعن والدهس، انطلاقة لتحرير المقدسات الفلسطينية من المحتل الإسرائيلي.
ووافقه الرأي الشرطي خالد مهنا، الذي قال إن عام 2015 شهد تغيرا نوعيا في مسار القضية الفلسطينية بعد انطلاق انتفاضة القدس، حيث ضربت أروع الأمثلة في صمود الشعب الفلسطيني خلف ثوابته، خاصة مع إطلاق العمليات الفردية لمقاومة عنجهية الاحتلال.
وتمنى مهنا أن يكون عام 2016 حافلا بالمواقف الفلسطينية المشرفة لتحرير الأرض والمقدسات من الاحتلال، وعيش حياة كريمة كباقي الشعوب، وأن يحمل هذا العام البشريات للشعب الفلسطيني، ويكتمل حلمه ويحقق ما يقاتل من أجله.
وشاركت الإعلامية إسراء الشريف "وكالة شمس نيوز" الحديث قائلة: إن الشعب الفلسطيني عانى ومازال يعاني الكثير بسبب الانقسام، بالإضافة إلى معاناته من الحصار الذي سبب تدهور الوضع الاقتصادي في قطاع غزة، مضيفة أن الشعب الفلسطيني يتشبث بالأمل لتحقيق أحلامه التي يحاول الحصار قتلها "ولكن إرادة الشعب أقوى، وأسماها الصلاة في المسجد الأقصى".
قرارات لم تترجم
المحلل السياسي محسن أبو رمضان، أكد لـ"شمس نيوز" أن ما ميّز عام 2015 الهبّة الفلسطينية بالضفة الغربية التي بدأت مطلع أكتوبر الماضي، بالإضافة لوجود توجه دولي لعضوية فلسطين في المحافل الدولية، وتقديم مستندات لمحكمة الجنايات لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، واعتراف بعض الدول الأوروبية وبرلماناتها بدولة فلسطين، بحسب رأيه.
وقال أبو رمضان إن عام 2015 كان سلبيا على الصعيد الفلسطيني الداخلي، خاصة مع استمرار تعثر المصالحة بين حركتي فتح وحماس، واستمرار الحصار على قطاع غزة، وتعثر عملية الإعمار، إضافة إلى استمرار النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، ومواصلة مجموعات المستوطنين المتطرفين تدنيس القدس والمسجد الأقصى.
وأضاف أن القرارات التي اتخذتها منظمة التحرير لتحديد العلاقة مع الاحتلال لم تترجم على أرض الواقع بصورة جدية، خاصة في ظل استمرار التنسيق الأمني الذي زاد من وتيرة الهبّة الفلسطينية، والتي أعادت إحياء القضية الفلسطينية في الأجندة الإقليمية من جديد.
وتوقع أبو رمضان لعام 2016 استمرار إسرائيل في التوسع الاستيطاني، وعدم استجابتها لحل الدولتين، واستغلالها للمفاوضات للإمعان بفرض وقائع جديدة تكرّس التمييز العنصري، والاستيطان، خاصة أن إسرائيل لن تقبل بدولة فلسطينية كاملة السيادة.
ونوًّه إلى احتمالية استمرار حالة الإحباط في الشارع الفلسطيني حال عدم توفر إرادة جادة من القوتين المسيطرتين على المجتمع الفلسطيني فتح وحماس لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، مبينا أن النتائج لن تكون مبشرة إلا إذا تحولت الهبة الشعبية بإرادة قوية لانتفاضة واسعة، مما يجبر الفصائل الفلسطينية على التوحد، على حد وصف أبو رمضان.