شمس نيوز/سماهر البطش
مرّ المنخفض الجوي الأخير بسلام على غزة، دون تسجيل أضرار ملحوظة، رغم التحذيرات الكثيرة التي أطلقها الراصد الجوي.. إلا أن ذلك لم يبدد مخاوف السكان في المناطق المنخفضة عن سطح البحر، والتي عادة ما تتعرض لكوارث في المنخفضات الماطرة، خاصة في محيط منطقة بركة الشيخ رضوان وشارع النفق شمال شرق مدينة غزة.
التنبؤات الجوية للأيام المقبلة لا تحمل البشريات لهؤلاء السكان، رغم أن بلدية غزة بدأت مشروعا لزرع أنابيب ضخمة لتصريف مياه بركة الشيخ رضوان باتجاه البحر، ليأخذوا على عاتقهم تنفيذ إجراءات وقائية بدائية للحد من مخاطر قد تحملها منخفضات جوي قادمة، مثل إقامة سواتر ترابية حول بيوتهم لعلّها تمنع مداهمة مياه الأمطار لغرف نومهم، كما حصل في الشتاء الماضي.
أين سنذهب؟
المواطنة أم فؤاد مقاط، من سكان حي المنارة، في محيط بركة الشيخ رضوان، تقول لمراسلة "شمس نيوز": هاجس الخوف يسيطر علينا ند سماعنا أي خبر عن منخفض جوي قادم، نحن في البيت عشرون فردا، أين سنذهب لو اشتدت الأمطار وحاصرتنا المياه؟".
وتضيف مقاط: قبل أيام أحاط زوجي بيتنا بسواتر رملية، لحجز مياه الأمطار.. ما في اليد حيلة، ربنا يصبرنا ويطلعنا سالمين".
أما السيدة أم محمد اليازجى، من سكان ذات المنطقة، فبدأت حديثها بالقول: شبح الخوف يطاردنا من منخفض جديد، ونحن لا حول لنا ولا قوة, في المنخفض الماضي تضرر البيت بشكل كبير وفقدنا جميع الأثاث من فرشات وملابس وأطقم نوم".
وتطالب أم محمد المسئولين بالوقوف عند مسئولياتهم والعمل على حل المشكلة "لأننا على أعتاب موجة برد جديدة ومنخفضات كثيرة، ولا نملك أي حلول" بحسب تعبيرها.
الحاج الستيني أبو روبين، يستذكر ما حل بهم في منخفض "اليكسا" العام الماضي، ليضيف: لولا رحمة الله ومن ثم جهود الدفاع المدني والبلدية لما استطعنا الخروج سالمين من منازلنا في ذلك المنخفض".
العف تكبد خسائر فادحة العام الماضي، فقد فقد بيته وماله وخرج برفقة عائلته على متن قوارب صيد.
وتحدث أيضا المواطن نضال أبو العمرين، من سكان شارع النفق، ليقول: تشردت أنا وعائلتي المكونة من 6 أفراد ولا نريد الهجرة مرة أخرى".
وناشد أبو العمرين المسئولين لإنهاء المشكلة بشكل جذري عبر تزويد الشوارع بمصافي لتصريف المياه ومضخات مناسبة".
والحاجة أم صالح شحادة، ستهرب إلى الطابق الثالث عند ابنها, لأن الطابق الأول وما يليه، غرق بالكامل في الشتاء الماضي، بحسب ما أخبرت "شمس نيوز".
وأردفت: نحن لم نستعد لأي شيء؛ لان الحل عند البلدية ولابد أن تحل المشكلة، لا نريد وعودا وكلاما، بل نريد أن يطبقوا على أرض الواقع".
إمكانياتنا تطورت
المهندس سعد الدين الأطبش، رئيس لجنة الطوارئ في بلدية غزة، أوضح أن البلدية طورت إمكانياتها للتعامل مع منطقة النفق وبركة الشيخ رضوان بالذات حتى لا يتكرر المشهد الذي حدث العام الماضي, ليضيف بالقول: تم تجهيز خط جديد لشفط المياه بشكل مباشر يمتد من بركة الشيخ رضوان حتى شارع النصر الأول لمساعدة الخط الأساسي وضخ المياه للبحر, وتم فتح أرض الوحيدي للمياه القادمة، وبذلك تكون المشكلة قد حلّت بشكل أفضل في منطقة النفق".
وقال الأطبش: البلدية نفذت مشروعا مع مصلحة مياه الساحل لمد خط تصريف مياه البركة إلى مصارف مياه الأمطار في شارع النصر بطول " 1700" متر وبقطر " 12 " إنش للمساهمة في تصريف المياه من البركة نحو البحر.
توجهت مراسلة "شمس نيوز" إلى مدير غرفة العمليات لأجهزة الدفاع المدني لمعرفة مدى الاستعداد للموجة القطبية، ليؤكد الرائد، رائد الدهشان أنهم قادرون على استقبال المنخفض الجوى ويعملون على قدم وساق ويتابعون أخبار الأرصاد الجوية للتعرف على حالة الطقس خلال الأيام المقبلة.
وتابع الدهشان: أنهينا جميع الاستعدادات وأعلنّا حالة الطوارئ وأجرينا فحصا لجميع المضخات والسيارات ومدى الاستعداد للعمل".
وودعا الدهشان المواطنين لاتباع بعض الإرشادات عند قدوم منخفضات جوية: الاتصال على الرقم 102 المجاني، وضع الأثقال على أسطح الأسبست وملأ خزانات المياه بالكامل حتى لا تتطير بسبب شدة الرياح، وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة".