شمس نيوز/ عبدالله عبيد
بعد أن أعلنت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في المحافظات الجنوبية عن مبادرة لحل أزمة معبر رفح، وقدمتها لحركتي حماس وفتح وحكومة الوفاق الوطني، بدأت تلك الفصائل بالتحرك الجاد والفعلي للتشاور في المبادرة.
حيث حظيت الفصائل بموافقة مبدئية من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس حكومة التوافق رامي الحمدالله، لكن حماس المسؤولة عن إدارة غزة لا تزال تتدارس هذه المبادرة.
وتعد مبادرة معبر رفح مبادرة وطنية شاملة تقدم حلولاً للأزمات التي وقفت في طريق فتح المعبر بشكل دائم؛ بفعل اشتراطات طرفي الانقسام، تم بلورتها باتفاق القوى الوطنية والإسلامية دون حركتي فتح وحماس وتم الاتفاق على بنودها، كما جرى تشكيل لجنة من القوى لطرحها على حكومة الوفاق الوطني وحركتي فتح وحماس لخلق حالة إجماع وطني عليها.
القيادي في حركة حماس، د. أحمد يوسف كشف النقاب عن توجه وفدٍ من الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، إلى الضفة الغربية قبل عدة أيام، للبحث في المبادرة التي بلورتها الفصائل لحل مشكلة معبر رفح العالقة.
وقال يوسف في تصريح خاص لـ"شمس نيوز"، اليوم الاثنين: إن وفداً من الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية توجه من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، للتشاور مع رئيس السلطة محمود عباس، ورئيس الوزراء د. رامي الحمدالله، والتباحث في المبادرة التي قدموها لحل أزمة المعبر".
وبيّن أن رد حركة حماس مرهون بعودة الوفد الذي يجري محادثات في الضفة، "لاستكمال النقاش مع الحركة وإطلاعها على المشاورات التي حصلت بينه وبين أبو مازن والحمدالله"، مرجحاً أن يعود الوفد من الضفة لقطاع غزة الأربعاء القادم.
ورفض يوسف ذكر أسماء الشخصيات التي شاركت في وفد الفصائل المتجه للضفة، مضيفاً: الفصائل لا تريد أن تعلن عن الوفد ولا عن أسمائهم، ومهمته أن يأتي بجواب من الرئيس أبو مازن والحكومة حول المبادرة، وبعدها سيجلس مع الفصائل المعنية في غزة، ومن ثم مناقشة الأمر مع حركة حماس".
وعلى صعيد حركته، ذكر القيادي في حماس، أن المبادرة فيها الكثير من النقاط الإيجابية، "ومساحة الخلاف حولها ربما مازالت محدودة"، مبيّناً أن هناك رغبة إيجابية لدى معظم الأطراف لتجاوز عقبة ملف معبر رفح.
واستدرك د.يوسف بالقول: لكن المعبر واحدة من عدة إشكاليات موجودة، وهذا الأمر قد يسهم في التحرك باتجاه الملفات الأخرى كمشكلة الرواتب وعمل الحكومة الذي تعطل في قطاع غزة والانتخابات وغيرها".
ولفت يوسف إلى أن هناك رغبات تحدث بها الرئيس محمود عباس مؤخراً، حول تشكيل حكومة وحدة وطنية قوية، مبيّناً أن هذا الأمر يساعد كثيراً في حل الأزمات العالقة.
وتابع: لو تم التوافق على حل مشكلة المعبر سنخطو خطوة إلى الأمام كي نتحرك لمعالجة مشاكل أكثر تعقيداً.. في حال تم تجاوز إشكالية المعبر وبالروح التي تحدث فيها أبو مازن لإنهاء المشكلات والانقسام، سيتم من خلالها بناء خطوات باتجاه علاج باقي القضايا وتجاوز حالة الخلاف فيما بيننا"، حسب قول يوسف.
وكان عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية جميل مزهر، كشف لـ"شمس نيوز" أول أمس عن زيارة مرتقبة إلى غزة لوفد يتبع لحكومة التوافق الوطني، حال وافقت حركة حماس على مبادرة الفصائل لحل أزمة معبر رفح البري؛ للبحث في آليات تنفيذ تلك المبادرة.
وترأس رئيس حكومة التوافق رامي الحمد الله، الخميس الماضي، بمكتبه في رام الله، الاجتماع الأول للجنة الوزارية المكلفة بدراسة وبحث الأفكار والمقترحات المقدمة من الفصائل الوطنية في المحافظات الجنوبية لحل أزمة معبر رفح، بحضور أعضاء اللجنة، نائب رئيس الوزراء، ووزير الخارجية، ووزير المالية والتخطيط، ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، ووكيل وزارة الداخلية.