قائمة الموقع

خبر فرنسا تهدد بالرد على أمريكا وأزمة سياسية في الأفق

2014-06-04T08:23:00+03:00

 شمس نيوز/ باريس

دخلت قضية الغرامة القياسية التي تطالب السلطات الأمريكية بتسليطها على البنك الفرنسي "بي ان بي باري با" منعرجاً جديداً بعد أن تحول إلى سبب في توتر جديد في العلاقة بين البلدين بعد تصريحات الحكومة الفرنسية المنددة بالقرار الأمريكي وخاصة بعد تهديد وزير المالية الفرنسي ميشال سابان الثلاثاء المباشر للولايات المتحدة عندما

 قال "إن فرنسا جاهزة للردّ بقوة، لحماية مصالحها الأساسية".

الحكومة الفرنسية ترد بقوة وهولاند يتصل بأوباما في البيت الأبيض للفت نظره وزير المالية الفرنسي: مستعدون للرد بقوة لحماية مصالح فرنسا وحسب تصريحات نقلتها صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، قال الوزير إن القرار الأمريكي"السياسي" يهدد النظام المالي والمصرفي الفرنسي برمته وليس البنك المتورط في التعامل مع دول تقع تحت طائلة الحظر الأمريكي الأحادي الجانب ضد إيران وكوبا والسودان بين 2002 و2008.

تحركات

وأضاف الوزير في تصريح لصحيفة "لي إكو" الاقتصادية الثلاثاء"إن التهم الموجهة إلى البنك الفرنسي في الولايات المتحدة، لا تُدينه بشيء لا في فرنسا ولا في أوروبا" في إشارة للبعد السياسي في القرار الأمريكي.

وتفاعلت الأزمة الجديدة بسرعة في اليومين الأخيرين حسب مجلة "لوبوان" الفرنسية التي أوردت على موقعها أن الرئيس هولاند اتصل بنظيره الأمريكي ليعرب "له عن استيائه من القرار ضد البنك الفرنسي ويلفت انتباهه إلى الانعكاسات التي يمكن أن يتسبّب فيها هذا القرارالأمريكي".

 وعلى خطى هولاند سار كل من وزير الخارجية لوران فابوس والمالية ميشال سابان بعداتصالهما بنظيريهما الأمريكيين في إشارة لاستعداد فرنسا للتصدي لهذا القرار"السياسي" القاسي، كما تحول محافظ البنك المركزي الفرنسي إلى نيويورك لدراسة الملف في مكتب المدعي الفدرالي الأمريكي في مكتبه بمانهاتن.

من جهته يستعد الرئيس الفرنسي إلى طرح الملف من جديد بمناسبة اللقاء الذي يجمعه الخميس بالرئيس أوباما الذي يؤدي زيارة إلى عدد من الدول الأوروبية.

ضرائب ومداخيل

وإلى جانب الخلاف حول البعد السياسي الذي يشكل قاعدة وأساس هذا الملف، ترفض فرنسا هذا القرار الذي يتسبب في حرمانها من موارد ضريبية مهمة كما قالت مصادر في فرنسية تقارب بـ2 مليار يورو، إذا دفع البنك غرامة بـ10 مليارات دولار وفي السنوات العجاف التي تعيشها فرنسا حالياً، يصعب عليها القبول بهذا الحرمان.

وكان بنك "بي ان بي باري با" دفع في 2012 مثلاً للخزينة الفرنسية 3.2 مليار يورو ضرائب، وإذا اضطر لدفع الغرامة القاسية فإنها ستقطع حتماً من الضرائب التي تحصلها الخزينة الفرنسية.

من جهة أخرى قالت "لوبوان" إن مبلغ الغرامة المبالغ فيه الذي يزيد على ميزانية وزارتي العدل والثقافة في باريس مثلاً، يخدم مباشرة المصالح الأمريكية على حساب الفرنسية وهو ما لا يمكن لباريس القبول به بسهولة.

تمويل

واعتبرت المجلة أن الملف سياسي بالدرجة الأولى قبل أن يكون مالياً، ذلك أن البيت الأبيض هو الذي يقف وراء القضية وهو الذي يصرّ على التعامل بقسوة مع "البنك الفرنسي وغير الانغلو ساكسوني" في مناورة لكسب تأييد الرأي العام الأمريكي إضافة إلى المكاسب المالية التي تغنمها الخزينة بما يخفف عنها الأعباء بشكل كبير، ذلك أن مبلغ"10 مليارات دولار كاف لتمويل نصف أنشطة وزارة العدل الأمريكية مثلاً، ويمثل 10 أضعاف المبلغ الذي التزم به الرئيس أوباما تجاه حلفائه في أوروبا الشرقية لتمويل خطة أمنية جديدة" على خلفية الأزمة الأوكرانية الروسية.

اخبار ذات صلة