شمس نيوز/عبدالله مغاري
ماذا سيقول الرئيس عباس في خطابه المرتقب؟ هذا هو السؤال الذي يدور على ألسنة الفلسطينيين منذ أن أُعلن عن الثالثة من عصر هذا اليوم موعدا سيخرج فيه عباس بخطاب مهم، وذلك عقب تصريحات إعلامية لمسئولين فلسطينيين قالوا فيها إن هناك خطوات حاسمة مطلع العام.. فما هي تلك الخطوات؟ وهل سيعلن عنها عباس في خطابه اليوم.
رئيس الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر لحكومة الاحتلال أول أمس, دعا وزراءه للاستعداد لاحتمالية انهيار السلطة الفلسطينية. دعوة نتنياهو سبقها بشهر تقريبا تحذيرات أمريكية على لسان جون كيري بانهيار السلطة، ما حمل كتّابا فلسطينيين على القول، إن الولايات المتحدة لم تحذر الاحتلال من فراغ، بل بناء على معلومات سرّبت إليها.
مصادر إعلامية تحدثت أن رئيس السلطة محمود عباس قد يعلن في خطابه اليوم, عن تعيين نائب له، ويمنح يمنح هذا المنصب لإحدى الشخصيات السياسية الفلسطينية من الحرس القديم.
مراقبون ومحللون استبعدوا في أحاديث لـ"شمس نيوز" إمكانية أن يعلن الرئيس عباس عن استقالته, مرجحين أن يعطي بعض صلاحياته لشخصية فتحاوية, ويعين نائبا لرئيس السلطة الفلسطينية، فيما استبعد آخرون أن يعلن عباس عن حل السلطة, واتفقوا على أن العلاقة مع الاحتلال ستكون أبرز قضايا خطابه.
ماذا سيقول؟
الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطاالله يرى أن أبرز ما سيأتي في خطاب الرئيس عباس عصر اليوم الحديث يتعلق بقرارات المجلس المركزي الفلسطيني والعلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال عطاالله لـ"شمس نيوز": الأبرز في خطاب الرئيس اليوم هو أنه ربما يتحدث عما يتعلق بقرارات المجلس المركزي الفلسطيني, ربما يلوح بقرب تنفيذها أو يعلن البدء بتطبيقها أو تنفيذ جزء منها، ولكن في النهاية الأبرز هو هذا الموضوع".
وأشار عطاالله إلى أن الرئيس عباس ربما سيتحدث عن المشوار السياسي والعثرات وانسداد الحلول السياسية مع الاحتلال الإسرائيلي ,إلى جانب الحديث عن المصالحة الفلسطينية الداخلية, متوقعا أن يرتكز حديث عباس اليوم على تصعيد الخطاب السياسي الفلسطيني.
واستبعد الكاتب عطاالله أن يعلن أبو مازن استقالته خلال خطابه، مرجحا أن يعطي صلاحيات لأحد قادة حركة فتح وأن يعينه نائبا لرئيس السلطة الفلسطينية.
سيوضح الالتباس
الكاتب والأديب الفلسطيني أحمد رفيق عوض، يتوقع أن يتطرق عباس للعلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي ورد السلطة على محاولة إسرائيل التفرد بتصدير الرواية السياسية.
وقال عوض لـ"شمس نيوز": نتنياهو تحدث عن حل السلطة وأمور سياسية متعلقة بها، وواضح أن الرئيس سيناقش هذه المسألة, حتى لا يكون هناك نوع من انفراد إسرائيل في تصدير رواية المشهد, وتصدير ما تشاء من مواقف".
وأضاف: الرئيس يعي ضرورة أن يكون هناك رد من السلطة على مسألة حلها ومسألة علاقتها مع إسرائيل وتوضيح هل هي مدعومة من إسرائيل, هل هي تخدم المصالحة الفلسطينية؟ أعتقد أن الرئيس سيوضح كل هذا الالتباس، لأننا بالفعل أمام أزمة حقيقية".
هل تحل السلطة؟
يتفق الكاتبان عطا الله وعوض على استبعاد إقدام الرئيس محمود عباس على حل السلطة الفلسطينية, كون أن السلطة لم تكن خيار الفلسطينيين وحدهم, ولا خيار السلطة وحدها بمعزل عن الفصائل الأخرى ودون توافق فلسطيني.
ويضيف عطا الله: السلطة جاءت بقرار دولي، وإنهاؤها يكون بتشاور, وهذا ما لم يتم, ولكن يجب أن يكون قرار السلطة وحلها قرارا فلسطينيا داخليا, وبعد تشاور داخلي وهذا لم يتم أيضا, لذلك استبعد قرار حل السلطة".
ويشير الكاتب عوض إلى أن قرار حل السلطة ليس بيد الفلسطينيين وحدهم ,لافتا إلى أن هناك من الفلسطينيين من يعتقدون أن السلطة إنجاز، وهناك من يريد بقاءها، مضيفا: السلطة تحولت إلى شبه دولة عميقة، وكثيرون يريدون هذه الدولة، النخب السياسية, وقابضو الرواتب ودول إقليمية, إسرائيل تريدها أيضا, تحولت السلطة إلى سلطة عميقة يصعب حلها" بحسب وصفه.
ولفت عوض إلى أن إسرائيل لا تريد حل السلطة الفلسطينية كون حلها يثقل كاهل الاحتلال بأعباء كبيرة, منوها إلى أن إسرائيل لا ترغب بإعادة التاريخ واحتلال الضفة الغربية بعد أن جربت احتلالها ومن تم اتفقت مع منظمة التحرير .
وأردف بالقول: أستبعد حل السلطة بقدر أن يكون هناك بدائل لأقل من ذلك, إما المراوحة في نفس المكان حتى يتغير الإقليم العربي, وإما التحدت عن تسوية سياسية بدعم دولي, ولأن الخيار الأخير غير مطروح، أعتقد أنه سيكون هناك جمود سياسي".
وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني نفى في تصريح سابق لـ"شمس نيوز" عن وجود نية لدى القيادة في رام الله بحل السلطة باعتبارها الكيان السياسي الأول والوحيد للفلسطينيين.