غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر تحليل: تقارير إسرائيل حول معدلات الهجرة اليهودية حرب نفسية للتأثير على الانتفاضة

شمس نيوز/عبدالله مغاري

عُقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل السويسرية عام 1897, لتثبيت ما يسمى بحق اليهود بإقامة وطن قومي لهم, وتم اختيار فلسطين لتكون كيانا لهؤلاء اليهود، حيث كانت على سلم أطماع المؤتمرين, ليخرجوا بقرار إقامة دولتهم على الأرض الفلسطينية وتشجيع الهجرة اليهودية إليها.

فالهجرة أهم مرتكزات الدولة اليهودية، والتي لا زالت الحركة الصهيونية تدعو إليها حتى اليوم, وتتذرع بسوء حالة اليهود في بعض دول العالم لاستقطابهم إلى الأرض المغتصبة, لزيادة أعداد اليهود في دولة الاحتلال وسد نقص الهاربين من أرض لم ينم أصحابها بعد.

وتشير المعطيات الرسمية الإسرائيلية إلى أن أكثر من30 ألف مهاجر جدد وصلوا إسرائيل خلال العام 2015 معتبرة ذلك الرقم  الأعلى منذ 12 عاما مضت, وخلال العام الماضي أيضا ارتفعت نسبة الهجرة 10% عن العام 2014، وهذا كله جاء بعد قرار الحكومة الإسرائيلية بتشجيع الهجرة من فرنسا وأوكرانيا, في ضوء أوضاع الجاليات اليهودية بهاتين الدولتين.

2015 العام الذي شهد الربع الأخير منه انتفاضة القدس التي أكدت دراسات إسرائيلية أنها جعلت معظم سكان دولة الاحتلال يشتكون فقدان الأمن, بالإضافة إلى أنه العام الذي تلا عاما شهد حربا شلت الحياة في إسرائيل, فهل كانت فعلا إسرائيل أمنية المهاجرين في هذا العام أم هناك تضليل حدث على تقرير الوكالة اليهودية ووزارة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية؟.

"شمس نيوز" حاورت مراقبين ومتخصصين للتعرف على تفاصيل التقرير مع الأخذ بعين الاعتبار النسب التي كان الاحتلال يطمح لتحقيقها,وخلصت إلى نتيجة مفادها، أن تضليلا حدث فعلا, مع عدم استبعاد الظروف الدولية غير المستقرة التي استغلتها إسرائيل لاستقطاب المهاجرين.

 تضليل

الباحث السياسي حسن عبدو يشير إلى تضليل حدث على التقرير الإسرائيلي الأخير والمتعلق بالهجرة اليهودية إلى إسرائيل, عازيا قوله إلى عدم الإفصاح عن معدلات القدوم الشهري والذي قد يفضح العجز خلال أشهر الانتفاضة.

وقال عبدو لـ"شمس نيوز": التقرير صدر ويركز على نسبة الزيادة في أعداد المهاجرين، لإسرائيل واللافت هنا أنه لم يشر إلى معدل القدوم الشهري, حتى لا تظهر معدلات الانخفاض في الربع الأخير من العام المنصرم بسبب انعدام الأمن الشخصي بفعل الانتفاضة.

وأشار عبدو إلى أن هناك ارتفاعا حقيقيا في الهجرة إلى فلسطين المحتلة، لافتا إلى أنه وفي حال قورن هذا الارتفاع بالطموحات التي وضعتها وزارة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية, والتي كانت تتوقع ضعف العدد الذي هاجر، فإن إخفاقا سيحدث لدى الإسرائيليين بسبب تراجع الهجرة.

ولفت عبدو إلى أن التقرير لم يشر إلى الهجرة العكسية من إسرائيل إلى دول أخرى، وتحدث عن القدوم فقط, منوها إلى أن الأوضاع في أوكرانيا وفرنسا جعلت الاحتلال يرفع سقف طموحاته ويسخّر قوته في تلك الدولتين.

وحسب التقرير، فإن فرنسا حلّت في المرتبة الأولى من حيث عدد المهاجرين اليهود إلى إسرائيل، للعام الثاني على التوالي، حيث وصل منها 7900 مهاجر، مقارنة مع 7200 في العام الماضي. وطبقا للمعطيات، فقد وصل 7 آلاف مهاجر من أوكرانيا، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 16% مقارنة مع العام 2014، حينما وصل 6 آلاف مهاجر منها.

تعويض النقص

 الخبير المقدسي حسن خاطر، يرى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لتعويض أزماتها الأمنية والاقتصادية وكل ما نتج عن انتفاضة القدس من خلال تقرير وزارة الهجرة والاستيعاب للعام 2015، إلى جانب استغلال الظروف الدولية في المناطق الساخنة.

وقال خاطر لـ"شمس نيوز": المؤشرات الموجودة تؤكد أن هناك تفاعلات سلبية جدا فيما يتعلق بالشهور الماضية وأثرها على الكيان, وربما أدت لهروب رؤوس أموال وهجرة سكان, وسلطات الاحتلال تحاول أن تعوض أزمتها وما سببته الانتفاضة من خلال هذا التقرير وتقارير أخرى".

ولفت الخبير خاطر إلى أن حكومة الاحتلال وبمساندة الدعاية الإسرائيلية، تحاول استغلال الأوضاع غير المستقرة في دول العالم, لاستقطاب المهاجرين ورؤوس الأموال والعقول من اليهود وغيرهم إلى إسرائيل، وذلك بعد تصوير دولة الاحتلال على أنها واحة الأمن في العالم, وترهيب يهود العالم من مستقبل الدول التي تشهد أوضاعا ساخنة.

وأشار خاطر إلى أن استغلال أوضاع دول العالم في زيادة الهجرة من أولويات الحكومة الإسرائيلية, متوقعا أن يشهد العام 2016 مزيدا من استغلال الظروف الدولية لاستقطاب رؤوس الأموال والنخب لإسرائيل, مضيفا: لا نضفي مصداقية على ما جاء في التقرير الأخير، ولا أحد يمكن أن يتحقق من صحته، ولكن الظروف العالمية مهيأة لإسرائيل, القضية ذات شقين، الأول تأثير الانتفاضة على الإسرائيليين، والآخر ظروف العالم التي تساعد في استقطاب المهاجرين"

حرب نفسية

 في السياق ذاته، يرى الباحث السياسي عبدو أن التقرير الأخير يأتي في سياق الحرب النفسية التي يشنها الاحتلال على الشباب المنتفضين في الضفة والقدس المحتلتين.

وقال عبدو: هذا التقرير يأتي في سياق الحرب النفسية التي تقوم بها حكومة الاحتلال لإظهار أن انتفاضة القدس لم تفعل شيئا ولم تؤثر على المشاريع الاستيطانية, ولا مخططات وزارة الهجرة الإسرائيلية، ولكن هذا فعلا أثّر على الاحتلال وعلى مشاريعه الاستيطانية.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتطمين الإسرائيليين من خلال هذا التقرير, كما يعمل على استغلاله في خطابه الإعلامي الموجه لدول العالم التي ينظر الاحتلال ويسعى لاستقطاب المهاجرين منها.