قائمة الموقع

خبر بعد عملية ديزنكوف..الفشل الاستخباري يضرب أساسات المنظومة الإسرائيلية

2016-01-07T11:44:59+02:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

كثيرة هي العمليات التي أحبطتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ومنظومتها الأمنية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن في الفترة الأخيرة وفي ظل التكنولوجيا والأجهزة المعلوماتية المحوسبة، عجز الجيش الإسرائيلي بجميع أجهزته عن إفشال أو إحباط بعض العمليات المعقدة، أو الحصول حتى على معلومة واحدة عن هجمات نفذها فلسطينيون في أماكن مختلفة.

من بين العمليات الأكثر تعقيدا، التي عجز الأمن الإسرائيلي عن حل لغزها، حادثة خطف وأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، عام 2006، بقطاع غزة، حيث نجحت المقاومة الفلسطينية بإخفائه خمسة أعوام قبل إنهاء هذا الملف بصفقة خرج بموجبها من سجون الاحتلال أكثر من ألف أسير غالبيتهم من ذوي الأحكام العالية.

وكذلك "قناص الخليل" الذي يظهر بين الفينة والأخرى دون معرفة مكانه أو زمان انطلاق رصاصاته القاتلة، وأخيراً عملية تل أبيب "ديزنكوف" يوم الجمعة الماضي، والتي لا زالت إسرائيل تبحث عن منفذها وتوظف عشرات الآلاف من وحداتها الخاصة ومخابراتها وعملائها لاعتقاله.

وبالتزامن مع عملية إطلاق النار في تل أبيب أول أيام رأس السنة الميلادية، والتي أسفرت عن مقتل إسرائيليين وإصابة آخرين، واستنفار جيش الاحتلال بجميع أجهزته العسكرية والأمنية، نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" صوراً ومقاطع فيديو لجلعاد شاليط وهو في غزة.

خبراء أمنيون وعسكريون اتفقوا خلال أحاديثهم لـ"شمس نيوز" على عجز المنظومة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية، أمام كثير من العمليات.

فشل ذريع

الخبير الأمني والاستراتيجي، محمود العجرمي، أكد على وجود الكثير من العمليات التي فشلت المنظومة الأمنية لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي بمعرفتها أو التنبؤ بها، مشيراً إلى أن عملية "ديزنكوف" التي وقعت وسط تل أبيب قبل أسبوع أكبر مثال على ذلك.

وقال العجرمي لـ"شمس نيوز": رغم الأقمار الصناعية التي تمتلكها إسرائيل وبالأخص قمر (عاموس) الذي يدور حول الأرض كل 24 ساعة مرة والستلايت الأمريكي، وعيونهم على الأرض داخل القطاع، وطائرات الاستطلاع التي لا تتوقف والمناطيد، إلا أن منظومة إسرائيل الأمنية فشلت فشلاً ذريعاً في السنوات الأخيرة".

وأضاف: الأمثلة كثيرة على ذلك، عملية تل أبيب، وأيضاً خطف شاليط والآن جنود آخرين"، منوهاً إلى أن العدو الإسرائيلي لم يتمكن من إصابة هدف استراتيجي واحد، خلال 51 يوماً في الحرب الأخيرة على غزة.

رابط مشترك

وذكر الخبير الأمني والاستراتيجي، أن هناك دلائل كثيرة على هذا الفشل وذلك في معرفة ما تمتلك المقاومة من أسلحة، "وفشل الاحتلال في تحقيق أي أهداف سياسية، ليس فقط في المعارك الأخيرة، وإنما على مدار السنوات الطويلة الماضية منذ عدوان عام 2008 وحتى هذه اللحظة"، بحسب العجرمي.

ويرى وجود رابط بين عملية تل أبيب الأخيرة، وبين نشر القسام مقطع فيديو لِشاليط أثناء أسره، مردفاً بالقول: هذا الشارع شهد عمليات كثيرة للقسام خلال انتفاضة الأقصى، وأيضاً لتؤكد حماس لنا بأن إسرائيل ستفشل في ملاحقة منفذ العملية كما فشلت في ملف الجندي شاليط".

وبين أن هناك دلائل كثيرة من نشر القسام مقاطع الفيديو الأخيرة وعملية تل أبيب، مشدداً على أن قادة الاحتلال في تخبط شديد بسبب الفشل الأمني خلال السنوات الأخيرة.

وسمح القائد العام لكتائب القسام، "محمد ضيف" بنشر صور ومقاطع فيديو يظهر فيها الجندي المختطف منذ عام 2006 لديهم، والحياة التي كان يعيشها داخل القطاع برفقة مجموعة من الشهداء الذين كانوا معه خلال فترة الاسر قبل الإفراج عنه بصفقة "وفاء الأحرار" قبل خمسة أعوام.

عجز أمني

الخبير العسكري، واصف عريقات وافق العجرمي بالرأي، حيث يرى أن هناك تناقضا عند قيادة إسرائيل، سواء السياسيين أو العسكريين؛ يدلل على وجود عجز في المنظومة الأمنية الاستخبارية.

وأوضح في حديثه لـ"شمس نيوز" أنهم غير قادرين حتى الآن على اكتشاف موقع منفذ عملية "ديزنكوف".

وقال: هناك تعليمات مشددة بعدم التصريح حول موضوع منفذ العملية، وهذا إن دل على شيء يدلل على ضعفهم وعجزهم"، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية، غير قادرة على الوصول إلى مكان منفذ العملية حتى هذه اللحظة.

حرب نفسية

وحول نشر القسام الفيديو الأخير عن حياة الأسير شاليط في غزة، بالتزامن مع عملية تل أبيب، استبعد عريقات وجود رابط مشترك، ليضيف: لا أعتقد أن هناك رابطا بين العملية ونشر الفيديو، نشر فيديو أسر جلعاد شاليط جزء من الحرب النفسية التي نجحت فيها كتائب القسام ضد الاحتلال".

وزاد بالقول: وهذه نقاط قوة بالنسبة للفلسطينيين وعجز وضعف عند الإسرائيليين"، منوهاً إلى أن الرابط بين عملية "ديزنكوف" ونشر مقاطع الفيديو، هو أن أجهزة الاحتلال الإسرائيلي بمختلف أنواعها سواء أمنية أو استخباراتية، عاجزة عن العثور على منفذ العملية كما عجزت لمدة خمس سنوات عن العثور على شاليط و معرفة مكانه.

وأردف الخبير العسكري: أيضاً هي حتى الآن عاجزة عن كشف هوية ومصدر قناص الخليل الذي أصابهم بحالة ذعر وخوف شديدين".

وكانت القناة العاشرة العبرية، ذكرت بأن قوات الجيش تبذل جهودا كبيرة للوصول لـ"قناص الخليل"؛ خشية أن يستغل الظروف الجوية الحالية لتنفيذ عملية قنص أخرى.

و شهد الأسبوع الماضي تنفيذ عمليتي قنص في الخليل المحتلة، أصيب خلالهما جندي ومجندة من جيش الاحتلال.

 

اخبار ذات صلة