شمس نيوز/علي الهندي
بعد أن انتهت معضلة تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني وطي صفحة انقسام جثم على صدور الفلسطينيين لأكثر من سبع سنوات، دخلت الحكومة الجديدة مرحلة التحدي الأكبر، وهو تنفيذ برنامج يلبي طموحات ورغبات المواطنين، التي ليس أقلها رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي ووضع حد لظاهرة البطالة، وفتح معبر رفح.. وغيرها..
فهل ستنجح الحكومة الجديدة في حمل هذه الأثقال، في ظل تحديات تواجهها داخليا وخارجيا؟
يعتقد محللون سياسيون أن حكومة الوفاق الفلسطيني مطالبة اليوم بالبحث عن بدائل للظروف الراهنة تمكنها من أداء مهامها، هذه البدائل تكمن في التوجه إلى الجانب العربي والدولي بقوة, والعمل في ظل مناخ ايجابي، كونها حكومة الشعب الفلسطيني بأكمله.
ويرى المحللون أن الظروف لتحقيق ذلك مواتية الآن، خاصة وأن الاحتلال الإسرائيلي بات مكبلاً في ظل عدم وجود غطاء دولي لسياساته العدوانية تجاه الحكومة الجديدة".
جهود كبيرة
المحلل السياسي مصطفى الصواف، أكد من جهته أن المطلوب من الحكومة الجديدة بذل جهود كبيرة في اتجاه إنهاء الحصار والتخفيف عن المواطن الفلسطيني الذي عانى الويلات سواء من الاحتلال الاسرائيلي أو من جهات عربية.
ويرى الصوّاف أن الحكومة يمكنها النجاح في مهامها من خلال التعاون مع الكل الفلسطيني والجانب العربي. وأضاف: وإذا أصرّ الاحتلال على معاقبة ومحاصرة الحكومة الجديدة, نستطيع حل هذه الإشكالية من خلال التوجه للجانب المصري والأردني وفتح معبر رفح حتى لا يكون الاحتلال سيفاً مسلطاً على رقبة الحكومة".
ويعتقد الصواف أن تدهور العلاقة بين حركة حماس والسلطات المصرية في الآونة الأخيرة كان لأسباب سياسية معروفة, مردفا بالقول: بوجود الحكومة الجديدة التي هي حكومة الشعب الفلسطيني كله زالت مبررات سوء العلاقة مع مصر, التي من المفترض أن تتعامل مع هذه الحكومة، ونحن ننتظر استقرار الرئاسة المصرية الجديدة".
وأضاف الصواف: من الطبيعي أن يفرض الاحتلال الإسرائيلي العقوبات والتشديدات على حكومة التوافق, فهو العدو المشترك لكل الشعب الفلسطيني, ومطلوب من الحكومة أن تواجه هذه الإجراءات بالاعتماد على وحدة الشعب, وبناء علاقات عربية ودولية قوية, وممارسة كافة الوسائل التي تشكل ضغطاً على الاحتلال للرضوخ لمطالب الشعب الفلسطيني".
ملفات ثقيلة
من جانبه, ربط المحلل السياسي طلال عوكل، بين نجاح الحكومة في مهماتها وبين أدائها على الأرض, مشيرا إلى العديد من الملفات الثقيلة التي تنتظرها, خصوصا في جانب توفير فرص العمل مع تفشي البطالة والفقر في المجتمع الفلسطيني, في ظل الأوضاع المعيشية والمادية الصعبة.
وأكد عوكل أن الاحتلال الإسرائيلي استشاط غضباً من الإعلان عن الحكومة وهو لا يزال الطرف الأساسي في فرض الحصار على غزة "لذلك على الحكومة التغلب على هذا الجانب بالتوجه لتحسين العمل على معبر رفح وفتح علاقات مع الأطراف العربية والدولية التي أرسلت مؤشرات إيجابية تجاه الحكومة".
ولفت عوكل إلى أن إسرائيل اليوم مقيّدة ولا تستطيع تشديد إجراءاتها لإفشال الحكومة في ظل عدم وجود غطاء دولي وأمريكي لها, وكل ذلك يكبّل الاحتلال ويمنعه من تصعيد عدوانه على الشعب الفلسطيني، بحسب المحلل السياسي.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد فرضت عقوبات مشددة على السلطة الفلسطينية في أعقاب إعلان حكومة التوافق وأدائها اليمين الدستورية أمس الثلاثاء، ومن بين هذه العقوبات سحب بطاقات الشخصيات المهمة من كافة مسئولي السلطة ما عدا الرئيس محمود عباس، وخفض مستوى التنسيق الأمني إلى التعاون الميداني بدل الوزاري.