شمس نيوز/صلاح سكيك
نجح مواطنان من غزة في تصنيع كواشف طبية ومخبرية تعمل على قياس بعض الأمراض، المستعصية على الأطباء في فلسطين، في ظل إغلاق المعابر وفرض الحصار على القطاع.
فكرة المشروع تتلخص في إنتاج كواشف طبية ومحاليل مجهزة بالمواد الكيميائية، تعطى لبعض الأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل الصحية كوظائف الكلى والكبد وتقدير نسبة السكر بالدم ومستوى الدهون.
وأوضح الكيميائي المشرف على تنفيذ المشروع "أسامه الخليلي" بأن الكواشف الطبية أحيانا تشح في معامل ومختبرات وزارة الصحة الفلسطينية نتيجة عوامل عديدة أبرزها إغلاق المعابر في قطاع غزة.
وأضاف الخليلي: حرصا منا على صحة مرضانا في القطاع قررنا تصنيع كواشف طبية بأيدي فلسطينية، حيث أن المواد الكيميائية التي تصنع منها الكواشف أحيانا لا تتوفر، مما يؤدي إلى مشاكل عديدة تهدد حياة المرضى.
وشرح الخليلي أهمية الكواشف حيث قال، لو أراد المريض أن يفحص نسبة السكر في دمه، فيجب أن يتوافر كاشف طبي كي يتم قياس قوة ونسبة وكمية السكر في الدم ، حيث يقوم هذا الكاشف بالتفاعل مع السكر حتى يعطي لونا يتم من خلاله قياس تركيز السكر في الدم بدقة عالية.
ويكمل الخليلي بالقول: لو تم إنجاح فكرة إنشاء مصنع محلي خاص بالكواشف الطبية في قطاع غزة، بعون الله سنقوم بتصنيع جميع المواد الكيميائية اللازمة لعمل مستشفيات الوطن دون الحاجة لاستيرادها من الخارج .
ويتوقع الخليلي أن ينجز مشروعه خلال 6 شهور وبتكلفة تتراوح مابين 20_25 ألف دولار، وعرض فكرة أن تقوم شركة عالمية بمنحه المواد الخام بالإضافة لحق الامتياز، واستخدام العلامة التجارية الخاصة بها حتى يتمكن من العمل وتنفيذ المشروع في فلسطين.
معوقات تواجه المشروع
أما "صلاح الصافي"، صاحب فكرة إنشاء المصنع ، فأكد بأن العائق الأكبر الذي يواجه تطبيق الفكرة هو إغلاق المعابر، حيث يحظر الاحتلال إدخال بعض المواد الكيميائية لقطاع غزة بسبب تخوفاته الأمنية.
وأضاف الصافي: مشكلة الكهرباء تتسبب في إتلاف المواد وإنهاء صلاحيتها، حيث أن المادة تحتاج للحفظ في ثلاجات مخصصة، فهي تكلف آلاف الدولارات، لذلك قد تسبب خسارة كبيرة للمشروع، وبالتالي حل هذه المشكلة يكون عبر مولدات كهربائية أو خلايا شمسية تعمل على مدار الساعة.
تقدم طبي
ويضيف الصافي: لو تم المشروع على أكمل وجه وطابق المواصفات الدولية، سيعتبر نقلة نوعية في تاريخ الطب بفلسطين، حيث سيشجع المنتج الفلسطيني على المنافسة وسينهي التبعية الطبية للاحتلال، وسيخفض من ميزانيات الحكومة التي تدفع الملايين لاستجلاب مواد كيميائية طبية من الخارج، وأيضا سيساعد على تشغيل عدد من خريجي الجامعات المحلية.
إيجابيات المشروع
أخصائي التحاليل الطبية في وزارة الصحة ، د. ديب الراعي، شجّع فكرة إنشاء المصنع لما سيحمله من إيجابيات تتعلق بانخفاض أسعار المواد الخام مقارنة بالمواد المستوردة، وهذا سيخفف كثيرا من نفقات وزارة الصحة، وأيضا فإن جودة المنتج المحلي تضاهي المنتج الخارجي مثل مادة "drabkin" التي أنتجها منفذو المشروع بالفعل ويستخدمها السيدات الحوامل والأطفال.
ويشير الراعي إلى أن وزارة الصحة مطالبة بأن تتكفل بتوفير المواد الخام للمشروع، وأن يقوم المشرفون على تنفيذ المشروع بعمل الكواشف والمحاليل الطبية، وبهذه الحالة فإن الجميع سيستفيد من إنتاج واستمرارية المشروع ، ولعل الاستفادة الأكبر ستعود على المواطن المريض الذي يعاني من قلة الإمكانيات المادية والعلاجية.