أعطت إحدى طليقات الملك فهد، الفلسطينية جنان حرب، ما بحوزتها من وثائق وتسجيلات، للمستشار الإعلامي البريطاني ماك كريستال، لإنتاج فيلم فضائحي عن حياة الملك فهد الخاصة.
وأشار المدون السعودي "مجتهد"، الذي يشتبه بأنّه أحد أفراد العائلة المالكة في السعودية، في تغريدة على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، أنّ الفيلم، سيتناول أيضاً تفاصيل حياة عبد العزيز بن فهد، والبطر والبذخ الذي يعيشه، وتدليع والده له.
ونشرت حرب (68 عاماً)، على حسابها في "تويتر"، مقابلة معها ومع كريستال، أجراها موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، الذي أكّد أنّ حرب، المقيمة في لندن، باعت الحق في القصة "غير العادية"، لمستشار العلاقات الإعلامية ماك كريستال، لانتاج الفيلم الفضائحي.
ووفقاً للموقع البريطاني، يحمل الفيلم عنوان: "الضعف في الملك فهد"، يتناول حياته الشخصية، مشيراً إلى أنّ انتاجه سيتطلّب ميزانية تتراوح بين خمسة و15 مليون جنيه استرليني (أي أكثر من 21 مليون دولار)، مشيراً إلى أنّ للملك الحالي سلمان بن عبد العزيز نصيبٌ كبير في سيناريو الفيلم.
ويرى كريستال، أنّ تأمين تمويل لجزء من إنتاج فيلم، من شأنه أن يوفّر صورة فريدة عن الحياة الداخلية للعائلة المالكة السرية.
وأعلن كريستال، أنّه يجري حالياً تصوير فيلم قصير لا تتجاوز مدّته الدقيقتين، في بلد شمال أفريقيا لم يكشف عنه، موضحاً أنّ نشره سيتم في نهاية شباط، باللغتين الإنكليزية والعربية.
ويظهر المقطع المصوّر، بحسب كريستال، مشاهد عدّة، للملك فهد في نادي كازينو كليرمون في لندن، وأخرى تبيّن تعاطيه المخدّرات عن طريق الحقن، كما يظهر الفيلم، ثلاث حالات إجهاض أجبر الملك فهد حرب عليها لأنّه، وفقاً للصحيفة، "لا يريد أي عرفات صغير يركض في القصر"، في إشارة إلى الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وقالت حرب للصحيفة، إنها ليست نادمة على الزواج من الملك فهد، إلا انّها وصفته بـ"الرجل" الذي يستحقّ الشّكر، لأنه "سمح لي الهروب من السعودية بدلاً من قتلي".
وتابعت: "أعترف أنّ فهد لو كان على قيد الحياة، لن يكون سعيداً أبداً" بالفيلم الجديد، لكنّه "لا يمكنه أن يخرج"، وتابعت للصحيفة: "لا أحد في العالم كله يعرف بالضبط كيف يعيشون (ملوك آل سعود) داخل قصورهم" وأضافت: "إنه جزء من التاريخ".
ولفتت حرب الانتباه الى أنّها تعرفت على سلمان بن عبد العزيز(الملك الحالي) عندما كانت تعيش في القصر مع فهد، لكنها لم تتكلم معه، ورأت أنّه "شخص غير لطيف". وأشارت إلى أنّها كانت تسميه بـ"جزّار الرياض"، كاشفة عن إعدامه للكثير من الناس، عندما كان أميراً للرياض.
وأوضحت طليقة الملك الراحل أنّ سلمان "لم يكن ذا سمعة جيدة، وأنّه كان عدوانياً، لكنّه كان رجل وسيماً جداً، وسيم وديكتاتور".
ولفت الموقع البريطاني الإنتباه، إلى أنّ حرب لديها احتقار للعائلة المالكة السعودية، ووصفت ابن زوجها، الأمير عبد العزيز بن فهد، بأنّه "بلا خجل". وقالت: "هو ناكر للجميل. كان فهد مثل رجل لطيف ولكنه بات أبله عندما كبر".
وكانت المحكمة العليا في لندن قد قضت في 3 تشرين الثاني الماضي، بإلزام عبد العزيز بن فهد بدفع عشرات ملايين الدولارات لحرب.
وحكم القاضي بيتر سميث لجنان حرب بالحصول على مبلغ يتجاوز 15 مليون جنيه إسترليني وهي الحد الاعلى لتكلفة الفيلم الذي تحدثت عنه الزوجة السرية للملك الراحل، إضافة إلى ملكية شقتين فخمتين في لندن تقدر قيمتهما بـ14 مليون جنيه إسترليني.
وذكرت حرب التي تحمل الجنسية البريطانية، في دعواها أنها تزوجت الملك فهد في العام 1968، وكان يومها لا يزال أميراً ووزيراً للداخلية.
وأكدت المدعية أن زوجها، الذي اعتلى عرش المملكة في العام 1982 حتى وفاته في العام 2005، وعدها بتأمين كل احتياجاتها المالية ما دامت على قيد الحياة، وذكرت أن الأمير عبد العزيز، وعدها في العام 2003 بأنه سيحترم تعهد والده، وهو ما لم يحصل، بحسب الدعوى.
وإزاء هذا الوضع تقدمت حرب بشكوى للقضاء البريطاني، الذي حكم في النهاية بصدق ما تدعيه.
وقالت حرب بعد النطق بالحكم: "أنا سعيدة بقرار القضاء البريطاني، الذي أنهى 12 عاما من البؤس".
وكانت حرب تحدثت خلال جلسة استماع في تموز الماضي، عن علاقتها بالملك الراحل، مؤكدة أن العائلة المالكة كانت تبغضها بسبب نشأتها المسيحية.
وقالت يومها: "فهد كان قلقاً إزاء ما يمكن أن يفكر به السعوديون الذين يتبع عدد كبير منهم تفسيرا متشددا للإسلام يعادي كل الديانات الأخرى"، موضحة: "لهذا السبب تزوجنا سراً في آذار العام 1968".
المصدر: السفير